الروائية أمل شيخموس: “أحرص دوماً على تواجد المرأة في ثنايا ما أكتب”

روناهي/ كركي لكي- كلمات تجود بها قريحة الروائية أمل شيخموس من خلال روايتها “ابنة الشمس” والذي يُصدر كل حرف من حروفها موسيقا وإبداع وامتزاج وانصهار مع الكون.

“في أعماقي يشتد تيار طموح عالميّ، إنها ليست أوهاماً بل تركيبتي هي التي تدفعني نحو الأعلى، أما الواقع فيحطم كل شيء يقلصني.. يُصغرني.. الأناس المفككون واستفهامات كلها إشارات لا أدري سوى أني أعتصر ألماً على ذاتي، والواقع الممزق يقذفني إلى حتفي لولا طاقة الإيمان الإلهي، وهذا الإحساس الغريب الذي يُنهضني كلما تكسرت”، وللتعرف عن قرب على كاتبة هذه الكلمات من رواية “ابنة الشمس” للكاتبة أمل شيخموس كان لروناهي معها الحوار التالي:

ـ حدثينا عن بداياتك في عالم الرواية، وهل هناك من أخذ بيدك ونمى موهبتك في الصغر؟

منذ الصغر كنت مولعة بالشخصيات المؤثرة على المجتمع، ولا سيما المبدعين، والعباقرة، وكم كنت أتمنى أن أكون عالمة أو امرأة ذات شأن.

 في أحد الأيام وقع بين يدي كتاب بعنوان “السكرية” للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وكنت حينذاك في المرحلة الإعدادية، وبعد قراءتي للرواية تملكتني قوة غريبة بأن أخوض غمار الكتابة، فكتبت مجموعة أحاسيس بلغت ستين صفحة، وشاء القدر أن يراها أستاذي لمادة اللغة العربية منير محمد، فأعجبه ما كتبت، ودعمني من الناحية المعنوية، وقال لي بالحرف الواحد “سوف أخبر رئيس اتحاد الكتاب أني عثرت على كاتبة عملاقة”، ومنذ ذلك الحين وبيني وبين اليراع علاقة عشق وهيام.

ـ ما الرسالة التي تسعين إلى تقديمها من خلال كتاباتك؟

أسعى إلى التحرر من القيود السلبية، ونشر الثقافة، والإبداع، والعطاء، والانطلاق نحو الأمام والتمسك بالأمل، وهذا مقتطف من روايتي “ابنة الشمس” يوضح بعض هذه المعاني “صبراً أيتها الإرادة الجبارة سنستنشق شفافية الخُلق، وسنمحق السلبية المدمنة على تفاقم مساحات النفاق التي تعج بالعناكب السامة، أحاسيسي مشوشة، وأؤمن أن الصدق هو جنة الحياة أما روحي فقد بدأت تخشخش صناديق أحلامها منبثقة بأجمل الأماني”.

ـ ما هو الطابع الذي يميز كتاباتك؟ وهل تعتقدين بوجود كتابات ذات طبيعة أنثوية وأخرى ذات طبيعة ذكورية؟

بالطبع هناك اختلاف بين الكتابة الذكورية، والأنثوية حيث تعبر كتابات الرجل عن احتياجاته، ورؤيته، ورغبته، حيث تسود الحركة والمغامرة أكثر، أما الكاتبة الأنثى فهي تحاول دوماً أن تكسر القيود التي تحاصرها اجتماعياً فكتاباتها فيها صرخة مدوية، فالمرأة تحاول أن تتحرر كتفاحات متناثرة من جيد الحياة صارخة صرخات على الأوراق.

ـ ماهي نسبة حضور المكان في كتاباتك؟

المكان والزمان حاضران في كتاباتي بشكل ملفت، لكن المعاناة الإنسانية هي حاضرة بشكل أقوى.

ـ هل للمرأة نصيب فيما تكتبين؟

المرأة دائمة الحضور في ثنايا ما أكتب وذلك لكوني امرأة، فالجمال والإبداع والثورة تندفع من أعماقي كهذين السطرين من “ابنة الشمس”، “النشاط الربيعيّ يدلف إلى أعماقي يخضّني إشراقاً يلامس أشعة الشمس الوفية التي تقبل بلل الطبيعة البكر”.

ـ حدثينا عن روايتك “ابنة الشمس”؟

ابنة الشمس، رواية اجتماعية وإنسانية هادفة تعبر عن الواقع المعاش في مجتمعاتنا إلى جانب الامتزاج بالحقيقة والخيال والرؤية التقدمية والتوعوية من خلال الشخصيات والأبطال.

ـ هل لأمل شيخموس عادات وطقوس معينة أثناء الكتابة؟

بالطبع فأنا أستنفد قوة هائلة إذ أغيب عن الواقع تقريباً، أصل أحياناً لدرجة من الغليان الشعوري والعقلي، أشعر وكأن الكون كله يستحضر عندي لتتمخض الكتابة دافئة متدفقة عبري إلى الصفحات، طقوس كثيرة ومدهشة، ترتديني قوة وطاقة غريبة أعجز عن وصفها، أتكسر وأتحول في تلك الطاقة إلى المزيد من الأشكال والطاقات وتقمص الشخصيات.

ـ ما رأيك بالجوائز التي تقدم للرواية، وماذا تضيف؟

الجوائز حافز معنوي، غالباً ما يكون التوجه إلى الشعر في الجوائز، ربما بسبب صعوبة كتابة الرواية واستهلاكها للكثير من الوقت والجهد، لذلك أعتقد الاهتمام بها ليس على المستوى المطلوب، ونتمنى أن تأخذ الرواية وكاتبها التكريم على ما يقدمونه من إبداع.

ـ ما جديد أمل شيخموس؟

متوجهة إلى فن المقالة والقراءات الشعرية حالياً، وفي نيتي استكمال إحدى رواياتي التي كتبتها مسبقاً ولم أنهها بعد.