روناهي/ كركي لكي- أكدت المرأة الشابة من خلال مؤتمرها الرابع بأنها ستضاعف من نضالها من أجل الوصول إلى مستويات أعلى من التنظيم نحو بناء مجتمع أخلاقي ديمقراطي سياسي تكون المرأة فيه الريادية والخلاقة للسلام لإرساء رسالتها والتصدي لكل من يحاول إفشال هذه الرسالة.
تحت شعار “بتنظيم المرأة الشابة نقضي على الاحتلال”، انعقد المؤتمر الرابع لاتحاد المرأة الشابة بحضور 450 عضوة من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، بدأت أعمال المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم تم تقييم الوضع السياسي وتلاها تقييم أعمال مجلس المرأة الشابة خلال عامين، ثم تصادق على ميثاق اتحاد المرأة الشابة في شمال وشرق سوريا، واختتم المؤتمر بانتخاب مجلس عام للمرأة الشابة المؤلف من 35 عضوة، وبهذا الخصوص وعلى هامش المؤتمر كان لصحيفتنا “روناهي” لقاءٌ مع بعض العضوات الحاضرات في المؤتمر.
أهمية انعقاد المؤتمر؟
بدايةً وحول أهمية انعقاد هذا المؤتمر حدثتنا الإدارية في مجلس المرأة الشابة جيان كوجر بضرورة العمل الجاد لترسيخ مبادئ الأمة الديمقراطية التي ترتكز أسسها على المرأة بشكل عام والمرأة الشابة بشكل خاص، وأكدت في سياق حديثها على الاستمرار وبكل إرادة على خطى المناضلات، وقالت: “تأتي أهمية انعقاد مؤتمر اتحاد المرأة الشابة في شمال وشرق سوريا، وخاصةً في هذا التوقيت الذي شهدت فيه مناطقنا أحداثاً أليمة من ذكرى احتلال سري كانيه/ رأس العين واستشهاد المناضلة آرين ميركان والذكرى الثانية والعشرين للمؤامرة الدولية على القائد الأممي عبد الله أوجلان، وفي ظل التهديدات التي تتعرض لها مناطقنا من قبل دولة الاحتلال التركي، كان لا بد لنا أن نؤكد على إرادتنا ووقوفنا ضد الهجمات الفاشية من خلال انعقاد هذا المؤتمر تحت شعار “بتنظيم المرأة الشابة نقضي على الاحتلال”.
مضيفةً بأن الهدف من انعقاد المؤتمر هو ترسيخ أسس ومبادئ أفكار الثورة وتنمية وعي المرأة الشابة على هذه المبادئ، وتجديد العهد على المضي قدماً دون كلل أو ملل على خطى الشهداء وحماية مكتسبات الثورة، وبروح المناضلات الشابات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل إرساء رسالة السلام في مناطق روج آفا، وشمال وشرق سوريا.
وأردفت: “بتنظيم المرأة الشابة وتوعيتها وإدراكها ماهية التنظيم والإدارة الصحيحة يمكنها الوصول إلى أعلى المستويات، وما نلاحظه ولا سيما في العامين المنصرمين هو زيادة نسبة انضمام المرأة الشابة إلى الحركات التنظيمية وتفعيل دورها بشكل جدي داخل اللجان”.
وأشارت الإدارية في مجلس المرأة الشابة جيان كوجر في ختام حديثها إلى أن إدراك المرأة الشابة أهمية دور التنظيم والإدارة للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر يكون للمرأة المنظمة الدور الريادي في كافة المجالات، من أهم أهدافهن.
“نتاج لسنوات من العمل الجاد”
وحول أهمية دور المرأة الشابة في الوقوف ضد هجمات وسياسة المحتل التركي، شددت عضوة مجلس المرأة الشابة في منبج سيدانة حنوش على ضرورة الاتحاد للوصول إلى النتائج المرجوة.
وبينت بالقول: “يقع على عاتق المرأة الشابة مسؤولية النهوض بالمجتمع والتصدي للهجمات الداخلية والخارجية، فالمرأة الشابة في شمال وشرق سوريا تناضل ضد العادات والتقاليد المجتمعية البالية بالإضافة إلى نضالها ضد هجمات وتهديدات دولة الاحتلال التركي، ولهذا يجب علينا مضاعفة جهودنا من خلال الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشابات وتنظيمهن وتوعيتهن وتثقيفهن، من الناحية السياسية والعسكرية والفكرية، فاتحاد المرأة من المبادئ التي ترتكز عليها أسس المجتمع السليم”.
ولفتت إلى أنهنّ في العامين المنصرمين تمكنّ من زيادة أعداد المنضمات إلى مجلس المرأة الشابة في منبج من خلال زيادة الفعاليات وإلقاء المحاضرات والندوات الفكرية والتثقيفية وتوزيع البروشورات عن زواج القاصرات والحرب الخاصة التي تمارس على الفئة الشابة وخاصةً المرأة الشابة وغيرها من الموضوعات ذات الأهمية بواقع الفئة الشابة بشكل عام، بحسب سيدانة.
وأكدت عضوة مجلس المرأة الشابة في منبج سيدانة حنوش في ختام حديثها بالقول: “مؤتمرنا هو نتاج لسنوات من العمل الجاد للوصول إلى مستويات أعلى من تنظيم المرأة الشابة، وتأتي أهمية مؤتمرنا من خلال تقييم الأعمال ومعرفة الأخطاء التي واجهتنا دون الوصول إلى الهدف المرجو لتفادي الوقوع في الخطأ ذاته، وهذا يمكننا ويحفزنا على تخطي العقبات والعمل بروح نضالية لا تعرف المستحيل”.
هوية المرأة الشابة تكمن في تنظيمها
ومن جانبها أكدت الإدارية في مكتب المرأة في هيئة الشباب والرياضة نهلة أحمي أنه من الضروري تنظيم المرأة الشابة داخل المؤسسات وعقد اجتماعات موسعة لها، وتثقيفها وإلقاء محاضرات حول الحرب الخاصة والتضخيم الإعلامي الذي تشهده المنطقة، بالإضافة إلى توعيتها سياسياً وعسكرياً استعداداً لمواجهة المرحلة القادمة، ولا سيما في ظل التهديدات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا.
مشيرةً إلى أهمية دور المرأة الشابة في تطور وبناء المجتمع ومعرفة تاريخها الذي كانت للمرأة الريادة فيه من خلال بناء الحضارات والمجتمعات واكتشاف العلوم المتعددة، مؤكدةً بأنه باتخاذ المرأة تاريخها أساساً ستكون قادرة على بناء قواعد سليمة مبنية على مبادئ الأخلاق والسياسة التي تتمتع بها المرأة من القدم، على حد تعبيرها.
واسترسلت: “لن نتوقف عن النضال ضد دولة الاحتلال التركي وفاشيتها، فباتحادنا سنحمي مكتسبات الثورة والسير على خطى المناضلات”.
واختتمت الإدارية في مكتب المرأة في هيئة الشباب والرياضة حديثها: “بمعرفة المرأة دورها الفعال في المجتمع وإدراكها مدى تأثيرها على المجتمع ستتمكن من إفشال المؤامرات والخطط الهادفة للنيل من مبادئ الأمة الديمقراطية، ولا سيما تنبهها للحرب الخاصة التي تمارس عليها على وجه الخصوص، فالحرب الخاصة تستهدف الفئة الشابة كونها محرك المجتمع، ولهذا هناك العديد من البرامج والمخططات التي سنقوم بها من أجل توعية المرأة الشابة بهذا الخصوص”.
قرارات جديدة نحو التنظيم والمقاومة
واختتم أعمال المؤتمر الرابع لاتحاد المرأة الشابة بجملة من القرارات، منها: “تصعيد النضال وتكثيف النشاطات من أجل حرية القائد عبدالله أوجلان، القيام بدور ريادي من أجل نشر نظام الأمة الديمقراطية بكافة أبعاده في الكونفدرالية الديمقراطية، عقد كونفرانس المرأة الشابة على مستوى سوريا، عقد منتدى يتحدث عن النضال للوقوف في وجه تزويج القاصرات والعنف ضد المرأة، تنظيم كافة النشاطات والفعاليات للمرأة الشابة ضمن إطار حرب الشعب الثورية، من أجل حماية الثورة، التقدم بالتنظيم والعمل ضمن المؤسسات، النضال بشكل فعال ضد العقلية والرؤية الذكورية، النضال وإبداء رد فعل مباشر ضد كافة ممارسات العدو وسياسات القوى السلطوية الممارسة على الشعب والمرأة الشابة، افتتاح مركز للمرأة الشابة السورية من أجل تقوية وتنظيم عملها، العمل ضد كل أشكال الحرب الخاصة من قبل المحتل التركي على الفئة الشابة في المجتمع وتطوير مفهوم الحضارة الديمقراطية.
تقرير/ ليكرين خاني
