جوان محمد –
نُكمل من جديد الأحداث الرياضية في العام 2018م، ونتطرق لبعض النقاط الهامة والتغيرات الحاصلة وخاصةً رياضة المرأة، بالإضافة لأحداث رياضية يشهدها ولأول مرة شمال وشرق سوريا هذا المناطق الآمنة بفضل تضحيات وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والحماية الجوهرية.
في هذا العام كانت للمرأة بصمة مميزة في العديد من الرياضات، رغم إننا مازلنا نعيش حالة عدم استقرار في بعض جوانبها، ناهيك عن نقص الدعم من مكاتب المرأة في الإدارة الذاتية وعدم مد يد العون لهيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة.
رياضة المرأة ثورة حقيقية تبحث عن الاهتمام والرعاية![]()
شهد العام 2018م، بطولات هامة لرياضة المرأة ففي إقليم الجزيرة التي تتزين بالمواهب الأنثوية برزت خطوات هامة على الصعيد الرياضي، ولكن المعضلة الكبرى هي في قلة الدعم المادي والمعنوي من قِبل المعنيين بشؤون المرأة، وعدم مد يد العون بالشكل المناسب لهيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة.
شهد العام العديد من الخطوات النوعية والهامة ومنها لعب أول نسخة لمسابقة الكأس لكرة القدم حيث شاركت فيها خمسة أندية وتوجت سيدات قامشلو بالمركز الأول بعد تغلبهن على سيدات أهلي عامودا بهدف بدون رد، وشاركن في البطولة لجانب الناديين كلاً من أندية براتي وسري كانيه بالإضافة لأول نادي نسائي يرخص في الإقليم، وهو نادي قنديل الرياضي للسيدات.
المباريات أقيمت على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو وأقيمت لأول مرة أيضاً مباراة كأس السوبر لأندية إقليم الجزيرة لكرة القدم للسيدات وفزن سيدات أهلي عامودا بالكأس بعد تغلبهن على سيدات قامشلو وبهدف بدون رد، وكذلك أقيم دوري للسيدات للعبة كرة القدم، وبمشاركة خمسة نوادي، ولعبن بطريقة الذهاب والإياب وكان الصراع مشتد على اللقب منذ البداية بين الناديين المعروفين قامشلو وأهلي عامودا، وفي الختام توّجنَ سيدات قامشلو باللقب بعد فوزهن على أهلي عامودا في الجولة الأخيرة من الدوري بهدف بدون رد وتوجن بذلك سيدات قامشلو باللقب للعام الثاني على التوالي، وأيضاً إضافة جديدة ومميزة كانت بمشاركة فئة السيدات لأول مرة في بطولة قامشلو المفتوحة للشطرنج، وشاركن سيدات من إقليم الجزيرة والطبقة وهي خطوة رائدة لكسر احتكار الرجل للعديد من الألعاب، وخطوة هامة كانت كذلك بإقامة أول دوري لكرة السلة وشاركن فيها أربعة نوادٍ وهي: الأسايش ـ أهلي عامودا ـ سردم ـ حسكة وتوجت سيدات الأسايش باللقب بعد أحرازهن الفوز في الجولات الثلاث من الدوري وحققن الفوز في الجولة الختامية على نادي أهلي عامودا بنتيجة 60 نقطة بدون رد، وأيضاً برزت بطولات مثل الكاراتيه والطاولة ولأول مرة الريشة الطائرة وكانت المشاركة ضعيفة بالبطولة وخاصةً الشطرنج وشاركن فقط عشرة لاعبات، وأقيمت بطولة التايكواندو في صالة السنابل بالحسكة وكانت بمشاركة كبيرة وتوّجت سيدات مدرسة نمور التايكواندو باللقب.
دورات تدريبية وتحكيمية والمرأة حاضرة بقوة…
وانضمت المرأة الشابة الرياضية للعديد من الدورات التدريبية والتحكيمية ولرياضات مثل الطائرة والكاراتيه وكرة السلة والتميز كان بالانضمام لدورة كرة القدم التدريبية ولأول مرة حضرت ثلاثة لاعبات من أهلي عامودا وكانت خطوة رائدة وهامة وتُعدُّ مشاركة المرأة ضرورية لخلق قاعدة تعتمد عليها في المستقبل لتدير مبارياتها وتُشكل فرق وتدربها بنفسها، ودخول المرأة الرياضية لمعترك التحكيم والتدريب ليس بالأمر الهين في ظل عقلية سائدة بأن الرياضة بمجملها هي للرجال، لذلك المرأة بأي خطوة تخطوها هي نوعية وهامة وتفتح المجال أمام غيرها للانخراط في المجال الرياضي.
قلة الدعم والاهتمام يُعيق تقدم رياضة المرأة نحو الأفضل![]()
عمدت هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة لتوفير الدعم اللازم حسب توفر الإمكانيات ولكنهما مرهونين بميزانية محددة لذلك يُستوجب من الإدارة الذاتية تخصيص ميزانية خاصة لرياضة المرأة، هذا غير ما يترتب على جميع مكاتب المرأة في الإدارة الذاتية تقديم الدعم اللازم لرياضة المرأة وحضور المباريات والمسابقات الرياضية كدعم معنوي لهن وهذا الاهمال والابتعاد لا يجوز الاستمرار به، بل يجب تطبيق الشعارات المرفوعة التي تعتبر المرأة هي المجتمع والأساس في الحياة، بحيث الحاجة مُلحة لتقديم الدعم المادي والمعنوي لرياضة المرأة لكي تتقدم وتخطوا خطوات أفضل من العام الحالي 2018م.
رياضيو شمال وشرق سوريا يتلاحمون ببطولات مشتركة
وبعد تحرير العديد من المناطق مثل الرقة وريف دير الزور والطبقة ومنبج عادت الحياة الرياضية من جديدة وبدأت البطولات والدوريات تنظم تِباعاً وعلى وجه الخصوص الرقة عادت الروح لرياضتها من جديد، وحولوا الملعب الأسود إلى الملعب الأبيض ملعب الحياة والأمل.
ولأول مرة عُقِدت اجتماعات بين كافة رياضيّي شمال وشرق سوريا في ناحية عين عيسى، وكانت اجتماعات لتبادل الآراء والتجربة الرياضية في إقليم الجزيرة لباقي الأقاليم والمدن، ونقلها إليهم، ولتأتي بعدها العديد من البطولات المشتركة ولمختلف الألعاب على صعيد شمال وشرق سوريا.
بطولة “انتفضوا” رسالة وحدة الشعوب رياضياً للجميع![]()
برزت بطولة تحت مسمى “انتفضوا” وشارك فيها ستة منتخبات لكرة القدم، وهي منتخبات: الطبقة، الرقة، دير الزور، إقليم الفرات، منبج، وإقليم الجزيرة، واحتضن ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو منافسات البطولة التي توج بلقبها منتخب إقليم الجزيرة بفوزه بكل مبارياته، وأقيم بعدها كرنفال رياضي في ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، لتكريم المنتخبات وكل من ساهم في نجاح تلك البطولة، هذه البطولة كان لها رسالة هامة في الوقت كانت هناك محاولات من النظام الأردوغاني التركي محاولة زرع الفتنة في المنطقة بين شعوبها، ولكن رياضياً واجتماعياً هذه الشعوب تتلاحم في وجه كل معتدي، ولعب لاعبين من الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور وإقليم الفرات في إقليم الجزيرة بمدينة قامشلو يُعتبر إنجازاً في الوقت الحالي وسط حرب طائفية يروّج لها النظام التركي المحتل بالإضافة لمرتزقة المعارضة أيضاً، في هذا الوقت هذه الشعوب بحاجة هامة للتكاتف في ظل هذه المرحلة المصيرية.
بطولات ودوريات رسالة مفادها الشعب السوري واحد
تبادل المنتخبات في الأقاليم والمدن المشاركة بالبطولات المختلفة كانت رسالة هامة لكل من تسول له النفس العبث بالأمن والأمان المتواجدين في كافة المناطق في شمال وشرق سوريا بفضل تضحيات وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي ووفاءً لهم أقيمت العديد من البطولات.
أقيم دوري إقليم الفرات بمشاركة 16 فريقاً من مختلف المدن مثل منبج والرقة والطبقة وكوباني صرين كري سبي، ومازالت المنافسات مستمرة حتى الآن، وجرت بطولة وديّة للتايكواندو بين إقليم الجزيرة ومنبج وشهدت تنافساً قوياً بين اللاعبين وحصد إقليم الجزيرة الفوز بالمراكز الأولى، ولكن لا يهم الفوز بقدر اكتساب الاحتكاك والخبرة للاعبي الإقليم ومنبج بالإضافة لذلك فقد أقيمت بطولة لكرة الطائرة في الرقة، وذلك على أرض منشآت الفرات وبمشاركة خمس منتخبات وهي: الرقة ومنبج وكوباني وكري سبي والطبقة، ودامت منافسات البطولة ليومين لتتكلل في الختام بتتويج منتخب منبج بلقب البطولة وجاء في المركز الثاني منتخب الطبقة والمركز الثالث الرقة.
ونظمت بطولة ودية للشطرنج بين لاعبين من منبج وإقليم الجزيرة بقامشلو وانتهت بفوز لاعبي منبج على لاعبي إقليم الجزيرة، وبطولة لكرة الطاولة لأول مرة على مستوى شمال وشرق سوريا، وذلك بمدينة منبج بمشاركة منتخبات: إقليم الفرات ـ منبج ـ إقليم الجزيرة ـ الرقة ـ الطبقة، والبطولة سميت باسم الشهيد (كرزان عفرين)، واستطاع لاعبوا منتخب الطبقة وبعد تقديم مستوى مميز وطيب الحصول على المركز الأول وجاء في المركز الثاني منتخب إقليم الفرات، وفي المركز الثالث منتخب إقليم الجزيرة.
ونظّمَ الاتحاد الرياضي في الطبقة بطولة للعبة الشطرنج تحت اسم الشهيد “عبد الكريم طبقة” في مركز الشهيد هاني العليص للشبيبة، وذلك لتشجيع الرياضة في المنطقة وخاصة لعبة الشطرنج التي تُعدُّ من الألعاب المفيدة على تطوير العقل وتركيز الذّهن عند الصّغار والكبار.
هذه البطولة التي حملت اسم الشهيد عبد الكريم طبقة الذي هو من أبناء مدينة الطبقة استشهد خلال حملة غضب الفرات لتحرير مدينة الرقة، هي الأولى على مستوى المنطقة وأول نشاط يجريه الاتحاد الرياضي بعد تأسيسه في 17/10/2018م.
وتقام دوريات مختلفة لكرة القدم في كوباني والرقة ومنبج بأسماء الشهداء، وتم افتتاح ملعب جديد معشب للسداسيات بمنبج باسم ملعب 15 آب، بينما تفتقر هذه المدن لصالات رياضية مغلقة، لكي تمارس فيها مختلف الألعاب الجماعية والفردية.
الألعاب الفردية أفضل من العام الذي سبقه والخلافات مازالت مستمرة![]()
تفوق عام 2018م، على العام2017م، من ناحية الخلافات والمشاكل العالقة بين مدربي وخبرات معظم الألعاب الفردية وكانت أقل رغم بقائها وظهورها في بعض الأحيان ومنها في بطولة التايكواندو للأشبال، وجرت العديد من البطولات للألعاب الفردية منها للطاولة والكاراتيه والتايكواندو وبناء الأجسام والكيك بوكسينغ والطاولة والشطرنج، بالإضافة لأول مرة الريشة الطائرة، وإجمالاً كان الأعداد المشاركة في تلك البطولات جيدة، وتغيرت الأحوال في نظام البطولات وأصبح البعض منها بمشاركة المراكز والأندية والفرق المرخصة من قبل الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة، وكذلك أقيمت دورات تحكيمية وتدريبية ولكن لم ترتقِ للمستوى المطلوب، وتبقى مشكلة الصالات ففي قامشلو الصالة ضيقة وغير مكيفة مما كان يخلق أجواء غير مريحة للمشاركين والمشاركات في البطولات، وأيضاً تجنب مشاركة عدد كبير من اللاعبين في البطولات بسبب ضيق المكان، وكل ذلك أثر سلباً على البطولات بالرغم أنها كانت مقبولة لحدٍ ما، وكما ذكرنا أفضل ما سابقتها.
