شجبت مراسلة وكالة المرأة “فيدان عبد الله”، وعضوة مجلس عدالة المرأة “نازلي شيخو”، في مقاطعة عفرين والشهباء، قرار الإعدام بحق شريفة محمدي، وبخشان عزيزي، وطالبتا المجتمع الدولي والجهات المعنية بالقيام بواجبها حيال ما ترتكبه إيران من انتهاكات بحق المرأة.
يكثر الحديث عن إيران سياسياً أو اقتصادياً، وكثيراً ما يهملون حقوق المرأة، وإيران واحدة من ست دول أعضاء بالأمم المتحدة، لم توقع على اتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة، أو ما يعرف باتفاقية “سيداو”، كما يكرس ما يسمى تشريعها الوطني كثيراً من الحواجز، التي تحول دون حصول المرأة على الحقوق الأساسية، في مجالات عديدة، في العمل والزواج والمواطنة، هذه المسائل واضحة بشكل خاص، للنساء اللواتي يواجهن تمييزاً متعدد الجوانب.
فالمرأة لا تحظى بتمثيل سياسي أو قضائي كبير متبع في إيران، وأيضا تعاني من ظروف قاسية في المنزل، فهي تكره وتعنف ومسلوبة من بعض الحقوق، ولا يعير النظام الإيراني أي اهتمام حيال تلك الممارسات اللا أخلاقية عليها، بينما يعطي النظام في ذلك الحق للرجال.
وحيث أن إيران تنتهك عموما حقوق المرأة، فهي تخضع جسد وملابس وشعر المرأة الإيرانية، للتدقيق، الذي يؤدي للقمع والاعتداء على المرأة في الشوارع، إذا اعتقدت الشرطة الأخلاقية أن المرأة مخالفة للقوانين النظام.
فالسلطات الإيرانية، فرضت رقابة على الفن والموسيقا، وأشكال التعبير الثقافي الأخرى، فقامت بمقاضاة عشرات النساء على هذه الأعمال، كما فرضت قوانين الحجاب الإلزامي.
وبهذا العمل تكون إيران قد خالفت حقوق الإنسان كاملة، ولا سيما ما يخص المرأة، فقد أصدرت أحكام السجن لعشرات السنوات بحق الناشطات، والمدافعات عن حقوق المرأة، بحجج وتهم واهية، فضلاً عن أن إيران هي متصدرة الرقم القياسي حول العالم الدول الأكثر إعداماً للنساء، فأعدمت ستة نساء خلال العام الحالي، إلى جانب إصدار حكم الإعدام مؤخراً بحق الناشطتين الكرديتين بخشان عزيزي، وشريفة محمدي، والذي لاقى ردود أفعال غاضبة من الشخصيات والحركات النسائية، والصحفيات حول العالم، التي ناشدن مرارا وتكرارا لاستمرار روح انتفاضة ” Jin , Jiyan , Azadî المرأة، الحياة، الحرية”، والوقوف في وجه النظام الإيراني، وإيقاف هذه الانتهاكات بحق النساء.
إيران عنوان لانتهاك حقوق النساء
وحول ذلك، أشارت لصحيفتنا “روناهي”، مراسلة وكالة أنباء المرأة في مقاطعة عفرين والشهباء، “فيدان عبد الله”: “إن تاريخ إيران حافل بالانتهاكات الممارسة بالقمع والاضطهاد على الجوانب كافة، حيث يعاني المجتمع الإيراني خناقا تاما للعديد من النواحي، تحت مسمى الدين، إلى جانب القوانين التي فرضتها الدولة على هوى سلطتها”.
ونوهت فيدان، أن للمرأة الحصة الأكبر من العنف والانتهاكات التي تُمارس: “ودون أدنى شك، للمرأة النصيب الأكبر من هذه السياسيات والذهنية السلطوية؛ لأن إيران أصبحت عنوانا للانتهاك والعنف بحق المرأة، وتحت حجج ومسميات واهية، بحجة فرض الأدب والأخلاق والمعايير، تفرض قوانين لا أخلاقية صارمة بحق النساء، التي هي بالأساس منافية للأعراف الدينية والأخلاقية والإنسانية، التي تحمي حقوق الإنسان، وبعد انتفاضة Jin , Jiyan , Azadî المرأة، الحياة، الحرية، ازدادت هذه الأعمال التعسفية بحق النساء المشاركات في الانتفاضة، واللواتي كان لهن دور كبير في إيصال صوت النساء للعالم”.
قرار الإعدام… إسكات لصوت الحق والحقيقة
وشجبت فيدان خلال حديثها، قرار الإعدام بحق الناشطتين “شريفة محمدي” وبخشان عزيزي، وعدت ذلك إسكاتاً لصوت الحق: “إن استشهاد الشابة جينا أميني في الأعوام المنصرمة، كان انفجاراً في وجه النظام الحاكم، فقامت انتفاضة عارمة ضده، وكانت بداية انطلاقة شرارة الحرية، حتى أصبح شعار المرأة، الحياة، الحرية، فلسفة عالميا، ومنذ تلك اللحظة، فالسلطات الإيرانية، تخشى أي شخصية تعادي قوانين سلطتها، وبالأخص إن كانت امرأة، فهي تتخذ بشكل فوري قرار الإعدام، بحق الذين يتمردون على سياستها ونظامها، وقرار الإعدام بحق شريفة وبخشان، هو إسكات لصوت الحق والحقيقة، لأنهما ناشطات في مجال حماية حقوق المرأة، كما أن بخشان صحفية، وتعمل لحماية ميراث ثورة المرأة، الحياة، الحرية، ولها بصمة واضحة في المجال الإعلامي”.
وفي ختام حديثها، بينت مراسلة وكالة أنباء المرأة، في مقاطعة عفرين والشهباء، فيدان عبد الله: “نناشد الجهات، التي تطالب بالديمقراطية، والحركات النسائية، بالعمل لفضح انتهاكات النظام الإيراني بحق المرأة، كما نواصل، نحن الصحفيات، النضال لحماية قضية النساء، ونؤكد بأن قضية شريفة بخشان قضيتنا جميعا”.
لنعمل معاً لوقف حكم الإعدام بحق بخشان وشريفة
من جانب آخر، عدت عضوة مجلس عدالة المرأة، في مقاطعة عفرين والشهباء، “نازلي شيخو” قرار الإعدام بحق شريفة وبخشان إخماد لثورة المرأة: “انتفاضة Jin , Jiyan , Azadî ، غيرت مسار الذهنية الحاكمة، وقلبت موازينها رأساً على عقب، وانفجر بركان الحقد والغضب، الذي تحمله الشعب على مدار سنوات متواصلة من الانتهاكات، وهذا التغيير جاء بفضل نضال المرأة الدؤوب في تغيير الواقع نحو طريق الحرية، والتمرد في وجه النظام الحاكم، وقد أصبحت مطالبتها بالتغيير شعارها وقانون نضالها الأساسي، فأبت أن ترضخ للسلطة والعبودية”.
وطالبت نازلي، بضرورة الوقوف لفضح هذه السياسات: “إن النساء، باختلاف تواجدهن وانتمائهن، لهن قضية مشتركة، وهي قضية النضال لأجل حريتهن، وتحديداً المرأة الكردية، التي تعاني على يد الأنظمة أبشع أنواع الانتهاكات، لذلك على النساء المناضلات، واللواتي يواجهن العنف والممارسات الذهنية المتسلطة تبني قضية شريفة وبخشان، ولنوحد صف النضال لنصل إلى حرية النساء حول العالم”.
ضرورة رفض المجتمع الدولي الانتهاكات بحق المرأة
وناشدت عضوة مجلس عدالة المرأة، في مقاطعة عفرين والشهباء، نازلي شيخو، المجتمع الدولي والجهات المعنية بعدم الصمت، وإبداء موقف جدي حيال ما تتعرض له المرأة من انتهاكات: “إن صمت المجتمع الدولي، والجهات المعنية بحماية حقوق الإنسان والمرأة على وجه الخصوص، هو الحافز الأساسي لتكرار هذه الانتهاكات دون رحمة بحق النساء، لذلك على المجتمع الدولي عدم إغفال النظر، والعمل بكل جدي بواجبهما الأخلاقي والإنساني، وعدّ هذه الأعمال التعسفية بحق المرأة انتهاكاً وإبادة، لأن للمرأة حقها أن تعيش بحرية”.