“خبات ديرك” أحد أعمدة ثورة التاسع عشر من تموز، المناضل الثوري ارتقى للشهادة قبل 12 عاماً تاركاً مسيرة نضالية اقتدى بها كل من عشق الحرية وحارب لتحقيق العدالة والمساواة.
في الملحمة التاريخية، التي تميزت بها ثورة 19 تموز، قدم الوطن شخصيات عظيمة، التي لم تتردد يوماً في بذل الغالي والنفيس في سبيل أن يحيا الوطن بحرية وكرامة، ولأن لكل زمان رجاله؛ أصبحت شهيدات وشهداء روج آفا أيقونات في تاريخ النضال الكردي، ومن هذه الشخصيات الريادية، مؤسس وحدات حماية الشعب “خبات ديرك” الذي كان من الأوائل، الذين لبوا نداء الوطن وانخرطوا في ثورة الحرية والكرامة، غدت شخصيته رمزاً من رموز الثورة، فقد ناضل في سبيل تحقيق التحرر والأخوة والعدالة.
خبات ديرك واسمه الحقيقي “محمود محمد” من مواليد قرية كاسان 1962 التابعة لديرك، ترعرع تحت كنف عائلة وطنية، وجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة بعد رحيل والده، وهو بعمر صغير، فحمل على عاتقه مسؤولية إعالة عائلته، كان متأثراً جداً بفكر القائد عبد الله أوجلان وحركة التحرر الكردستانية، تولى مراكز قيادية خلال مسيرته النضالية من عضو المجلس العسكري لقوات الحماية الشعبية، والقائد عن ناحية بوطان بكاملها، وبعد ذلك عضو اللجنة القيادية في مؤتمر المجتمع الديمقراطي.
مع بداية ثورة روج آفا والتغيرات الجذرية، التي طرأت على المنطقة، كان الشهيد خبات ديرك في الصفوف الأمامية للثورة، وعمل بشكل كبير على توعية الجماهير وعمل كذلك على تنظيم المجالس الشعبية، وإدارة النشاطات، والفعاليات التنظيمية بشكل عام.
شخصية قيادية وجسورة
كان خبات ديرك تميز بشخصية قيادية وريادية عُرفت بجسارتها، كان خبات ديرك من وضع الأساس لثورة روج آفا من خلال عدة أعمال ومهام ووضع الدعامات الأساسية لهذه الثورة، كان من أهم النقاط التي حرص عليها هي توحيد الصفوف وأخوة الشعوب، ومن خلال هذا تمكن من توحيد الصفوف ورصها وجمعها تحت راية واحدة دون عنصرية أو طائفية، أو حتى تمييز.
يعد خبات ديرك المؤسس لوحدات الحماية الشعب، والذي فتح باب التطوع أمام الشباب الكرد بكلا الجنسين للدفاع عن الوطن، وصون كرامته، والحفاظ على مكتسبات الثورة، وبفترة وجيزة غدت ثورة روج آفا من أهم الثورات في الفترة الأخيرة، التي استطاعت بقيادة قواتها القضاء على المجموعات المرتزقة التي عجزت الدول الكبرى عن ذلك.
شهيد الحرية
بجهود خبات ديرك ومقاتليه، الذين تميزوا بروحهم الفدائية لمعت ثورة روج آفا، وقد خطا خبات ديرك خطوات ثابتة وموحدة نحو أهداف الثورة ورهن حياته في سبيل تحقيقها، ومن خلال تأسيس وحدات حماية الشعب ساهم في تطوير أسلوب القتال الثوري.
12 عاماً على استشهاد المقاتل والشخصية الوطنية، وعراب الثورة خبات ديرك، قضى أكثر من خمسة وعشرين عاماً من حياته في سبيل حرية الوطن، وأن يعيش أبناؤه بكرامة، طالته أيادي الغدر لدوره الفعال، والجوهري في الثورة والقضية الكردية، تلك النفوس الضعيفة، التي لم تتقبل أن يعيش أبناء الوطن سواسية. حلم خبات ديرك في بناء وطن حر باق لأن أبناء الوطن حملوا رسالته الخالدة، ونحو حلمه وهدفه يسير الآلاف من المقاتلين ساروا على درب، ونهج خبات ورفاقه، الإرث الذي تركه لا يزال خالداً ينير درب النضال والحرية أمام شبان الوطن.
استشهد خبات ديرك في قامشلو في الرابع عشر من شهر كانون الثاني عام 2012 بطلقة غدر وخيانة، ليرتقي شهيداً بطلاً، وينضم لمجتمع الشهداء تاركاً وراءه تاريخاً مشرفاً في النضال، ومسيرة طويلة في الكرامة والتضحية، ويُذكر اسمه دوماً مع الشخصيات القيادية البارزة في تاريخ النضال الكردي.