No Result
View All Result
المشاهدات 1
كوباني/ سلافا أحمد –
ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، وليلى شايلمز، أسماء زُين فيها تاريخ المرأة المناضلة، غيرن بنضالهن واقع المرأة الكردية التي كانت مقيدة بسلاسل الذهنية الذكورية عبر الزمان، وهذا كان سبباً رئيساً لاغتيال الفاشية التركية لهنَّ، واليوم باتت لهن مكانة خاصة في قلب كل امرأة تواقة للحرية والنضال.
أحد عشر عاماً مرّعلى مجزرة باريس، التي راح ضحيتها ثلاث مناضلات، وهن ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، وليلى شايلمز، وعلى الرغم من مرور أحد عشر عاماً على هذه الحادثة، التي وقعت في التاسع من كانون الثاني 2013 في العاصمة الفرنسية باريس، لازال المجتمع الدولي يتستر على مجرمي ومرتكبي المجزرة الوحشية، التي أثبتت التحقيقات والأدلة تورط تركيا بهذه المجزرة.
من هن المناضلات الثلاثة؟
ساكينة جانسيز.. الثائرة القوية
سارا من مواليد 1958، من مدينة ديرسم في باكور كردستان، التي عرفت بمدينة المجازر، نسبة إلى مجازر دولة الاحتلال التركي التي ارتكبت فيها بين عامي 1938 و1939.
ساكينة المناضلة، التي عرفت كيف تنتقم لمدينتها العلوية من الذهنية الطورانية الغاشمة، التي اشتهرت مدينتها بالمجازر المروعة على يد الدولة التركية المبيدة، والتي كان آخرها “مجزرة ديرسم 1938″، التي على أثرها راح ضحيتها الآلاف من نساء، وأطفال، وكبار.
لقد عرفت ساكينة كيف تفجر هذا الحقد تجاه الدولة التركية الفاشية، وكيف توسع دائرة ثأرها لتشمل الأنظمة الاستبدادية، وهذا ما جعلها منذ أن كانت شابة يافعة تنتقي صفها لتكون مع المظلومين والمقهورين، ولتتشبث بفكر حركة التحرر الكردستانية.
وكانت ساكينة أولى النساء اللواتي انخرطن في نضال الحركة الأبوجية، وحيث أنها كانت واحدة من امرأتين شاركتا في المؤتمر التأسيسي لحزب العمال الكردستاني عام 1978 في قرية فيس بباركور كردستان، ضمن المجموعة التأسيسية للحزب، التي بلغ عددها 23 شخصاً بقيادة القائد عبد الله أوجلان.
فيدان دوغان.. الناشطة المجدة
روجبين ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني في فرنسا، عرفت بنشاطها وعملها الدؤوب ونجاحها على الصعيد الدبلوماسي، انخرطت فيدان في نهج النضال الثوري منذ أن كانت في ريعان شبابها، قد شاركت في العديد من الندوات والاجتماعات، ومثلت قضية الشعب الكردي في البرلمان والمجلس الأوربي.
ليلى شايلمز.. الشابة الطموحة
روناهي كانت إحدى الشابات الطليعيات التواقات للحرية والنضال، حبها للوطن وسعيها في تحرر المرأة دفعها للانضمام إلى نضال الحرية في أوروبا، كانت المناضلة روناهي من الطليعيات في حركة الشباب الكرد في أوروبا.
ساكينة جانسيز تاريخ حافل بالمقاومة والنضال
تميزت ساكينة بوقفتها الأنوفة، والشامخة، والثورية الجسورة في حياتها حتى في السجن، كانت مناضلة لم تعرف الخنوع والاستسلام، كانت ذات قلب نابض بالحيوية والنشاط الأمر الذي جعلها محبوبة من الجميع.
نضالها ومقاومتها الشامخة حددت ملامح نضال ومقاومة المرأة في وجه الذهنية الشوفونية والدكتاتورية، ورسمت من جديد ملامح ومجرى نضال المرأة الحقيقي المطالب بحريتها المشروعة، وبنضالها أثرت بآلاف الفتيات والنساء، وجعلت الكثيرات منهن ينشطن أو ينخرطن في صفوف التحرر الكردستانية.
وهكذا قررت وصممت أن تكون صوتاً لحرية المرأة التي يحاول الكثيرون القضاء عليها، وأن تكون روح الشعب الذي يراد القضاء عليه.
بعد انخراط ساكينة في صفوف حزب العمال الكردستاني عملت في تسيير الأعمال والأنشطة التنظيمية للحزب في مدن متفرقة في باكور كردستان، وحملت على عاتقها مسؤولية نشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان في أرجاء العالم، والسعي بشكل دؤوب لتحرير المرأة من قيود العبودية وتعريفها على حقوقها المشروعة، فاعتقلت مرة أخرى في باكور كردستان إثر انقلاب 12 أيلول عام 1980، وحكم عليها بالسجن عشرة أعوام.
وكانت المناضلة ساكينة جانسيز أول امرأة قامت بتأدية دفاع سياسي في المحكمة التركية، وكانت شخصية ريادية وقيادية بين السجناء، وطوال عشرة الأعوام، التي قضيتها في سجون الدولة الفاشية التركية حافظت على روح المقاومة، وجعلت سجون الفاشية التركية ساحة للنضال والمقاومة، بالرغم من الممارسة التركية لأقسى أنواع وطرق التعذيب النفسي والجسدي، إلا إنها أصرت على تمسكها بمبادئها ونضالها، لقد كانت واحدة من المجموعة التي ضربت عن الطعام حتى الموت، استنكاراً بسياسية تركيا الدكتاتورية.
كانت فتاة جريئة ذات أفكار ذكية، ومحبوبة، وذات قلب حنون، هي صاحبة الشعر المجعد الأحمر، والابتسامة الجميلة، هذا ما جعلها تترك أثراً غائراً في كل مكان حلت فيه، وفي قلب كل شخص التقى بها، رجالاً ونساء، أطفالاً وشباباً.
وهذا ما جعلها تتحول إلى قيادية وطليعية نسائية بامتياز في هذا العالم، الذي يشهد إبادة المرأة في مجالات الحياة كلها، وال

ذي يعدُّ المرأة مجرد سلعة لتلبية احتياجاتهم الشخصية.
وبعد الإفراج عنها عام 1991، توجهت ساكينة إلى أوروبا بعد تلقيها التدريب في لبنان، فأشرفت هناك على تنظيم الأنشطة، والأعمال النسائية، وفي آذار عام 2007، وبناء على طلب تركيا أدرجها الانتربول الدولي على اللائحة الحمراء المطلوبين، واعتقلت في شهر آذار عام 2007 في فرنسا، فبقيت قرابة شهر ونصف في سجن دامتور، ويطلق سراحها بعد ذلك.
وفي التاسع من كانون الثاني لعام 2013 اغتيلت ساكينة جانسيز مع رفيقتيها فيدان دوغان، وليلى شايلمز، عندما كانوا في مبنى مكتب الاستعلامات الكردستاني في العاصمة الفرنسية باريس، على يد السلطات التركية الفاشية.
ورغم إن الأدلة والتحقيقات أثبتت بجدارة أن فاعل هذه المجزرة الوحشية هو الدولة التركية، إلا إن المجتمع الدولي لايزال يتستر على مجرمي هذه المجزرة، ولاتزال مناشدات المرأة مستمرة بمحاسبة مجرمي مجزرة باريس الكبرى. ووُرِيَ جثمان المناضلة ساكينة جانسيز الثرى في مسقط رأسها في مدينة ديرسم، وسط مراسم مهيبة حضرتها عشرات الآلاف من أبناء وبنات الشعب الكردي ومن أصدقائهم من مختلف الشعوب في تركيا والعالم.
المرأة على نهج فلسفة ساكينة ورفيقتيها
لكن اغتيال المناضلة ساكينة جانسيز ورفقتيها لم يضعف القيمة المعنوية للنساء، اللواتي عاهدنَ بالسير على نهج البطلات القوميات، بل على العكس من ذلك، فقد زاد عزيمتهن في حركة الحرية على النضال في سبيل حرية نساء العالم، مؤكدات مع كل شهادة، إنها تزيدنا من الصمود والمقاومة في وجه كل محتل.
وعليها سارت الآلاف من المناضلات الثوريات على نهج فلسفة ساكينة جانسيز، ورفقتيها في سبيل تحقيق أهدافهنَّ في تحرير نساء العالم من قيود الذكورية، والعيش بحياة حرة مبنية على السلام والديمقراطية.
No Result
View All Result