روناهي/ الرقة –
لوحات جسدت الماضي والحاضر والمستقبل بأنامل مبدعات ومبدعين في الفن التشكيلي، من خلال ملتقى “فرات ولون” الثاني للفن التشكيلي، الذي ترعاه لجنة الثقافة والآثار في مقاطعة الرقة، وهو مكان لامتزاج فنون الشعوب في مقاطعات إقليم شمال شرق سوريا.
أطلقت لجنة الثقافة والآثار في الإدارة المدنية الديمقراطية لمقاطعة الرقة في 13 كانون الأول الجاري، ملتقى “فرات ولون الثاني للفن التشكيلي” والذي سيستمر لغاية 23 من شهر كانون الأول الجاري، بمشاركة العديد من الرسومات والمنحوتات لثلاثين فنانا وفنانة من مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا. 
مشاركة نسوية
يعدُّ الفن التشكيلي من الفنون التي لاقت اهتماماً كبيراً للكثير من الرسامين والرسامات في إقليم شمال شرق سوريا، ما دفع الكثير من الفنانات التشكيليات على وجه التحديد المشاركة في ملتقى الفن التشكيلي “فرات ولون الثاني”، الذي يعدُّ من الفعاليات المهمة والكبيرة في مسرح الفنون التشكيلية في مقاطعات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وقد جسدت الرسومات الطبيعة والبيئة، والتاريخ، والمرافق الحيوية في الحاضر، وأخرى جسدت شخصيات تاريخية وأدبية بلوحات فنية واقعية.
وتقوم المرأة بمشاركة مهمة في الفنون التشكيلية، على مر العصور، وعرفت المرأة السورية بموهبتها وإبداعها في مختلف المجالات الفنية، بما في ذلك الفنون التشكيلية.
ومع تطور الثقافة والتوعية والتغيرات الاجتماعية في سوريا وخصوصاً في إقليم شمال وشرق سوريا، أصبحت النساء يتمتعن بفرص أوسع للمشاركة في الفنون التشكيلية بما في ذلك الرسم، والنحت، والفنون التجريدية، والتصوير الفوتوغرافي، وتعمل النساء الفنانات في الرقة على تعزيز هويتهن الفنية الفريدة والتعبير عن آرائهن وأفكارهن من خلال أعمالهن الفنية، التي عملت لجنة الثقافة والآثار على افتتاح ملتقى “فرات ولون” الثاني للفن التشكيلي، وفي ذلك التقينا مع الكثير من الفنانات المشاركات من الطبقة والرقة.
ثقافة الأمل والصمود
الفنانة التشكيلية الأرمنية “جوليا عبد الله” كانت لها مشاركة مهمة في الملتقى الفني: “أحترف الفن التشكيلي منذ قرابة عقدين ونيف، ولدي شغف في الفن التشكيلي منذ زمن طويل، ولدينا عدد كبير من الفنانات التشكيليات، وجدنا فسحة واسعة من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية لممارسة الفنون التشكيلية من خلال المعارض والملتقيات، التي تقوم بها لجنة الثقافة والآثار في مدينة الرقة، ورغم كل التحديات والعوائق، التي تعرضنا لها في الحقبة الزمنية الماضية، لم تثنينا عن الاستمرار والصمود وتأكيد ذاتنا من خلال الفن التشكيلي والتمازج المجتمعي”.
وكما يمكن للمرأة في الرقة المشاركة في المعارض الفنية المحلية وتبادل الخبرات والمعرفة مع الفنانين الآخرين، بالإضافة إلى ذلك، هناك ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تطوير مهارات الفنانات، وتعزيز قدراتهن الفنية، التي ترعاها هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث أن مشاركة المرأة في الفنون التشكيلية في ملتقى فرات ولون في الرقة تعكس رغبتها في التعبير الفني وتسليط الضوء على قصصها وتجاربها الحياتية، وتحديها للعوائق كلها.
المرأة والفن فضاءات للبحث عن الهوية والحرية