أكدت الناطقة باسم اقتصاد مؤتمر ستار لإقليم شمال وشرق سوريا “كولي مراد”، أن هناك نسبة كبيرة من المشاريع الناجحة في المنطقة قامت من خلال ازدهار اقتصاد المرأة، الذي أدى إلى خلق فرص عمل ومرود مادي كبير للمرأة بصفة عامة، وهناك المزيد من الخطط المستقبلية في استقطاب مشاريع أخرى تنهض بالواقع الاقتصادي للمرأة، ومن الممكن تفعيل المشاريع المتوقفة لتوفير فرص عمل أكثر في عام 2024.
يساهم اقتصاد المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا في إثبات هوية المرأة، وإبراز دورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال
افتتاح مشاريع متنوعة وعديدة، وفي العام المنصرم 2023 أثبت اقتصاد المرأة على جودته وفعاليته من خلال تحقيق فرص عمل للنسوة، التي من شأنها أن تؤكد دورها الريادي في المجال الاقتصادي، وأنَّ لها بصمة فعلية في التنمية الاقتصادية، ولكن تحتاج فقط لبعض الدعم المعنوي والمادي.
وبصدد هذا التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة باسم اقتصاد مؤتمر ستار لإقليم شمال وشرق سوريا “كولي مراد”، والتي تحدثت عن مشاريع المرأة، التي افتتحها اقتصاد المرأة خلال العام الفائت، ودورها في رفع واقع المرأة: “تشتهر مناطقنا بالزراعة، وتتميز المرأة في المنطقة بخبرتها في هذا المجال، فكانت أولى خطواتنا افتتاح عدة مشاريع خاصة بالمرأة، وفي المقام الأول تكون زراعية”.
وتزيد: “هدفنا هو المرأة، وبالذات المرأة الكادحة والنسوة، اللواتي لا معيل لهنَّ وذوي الشهداء، فنقوم بافتتاح مشاريع، وإن كانت صغيرة لهن، ولكن ما هو مهم هو إثبات قدرة المرأة أولاً، وثانياُ وجود مشروع يكون مصدر دخل لها”.
مشاريع عام 2023
وعن مشاريع اقتصاد المرأة خلال العام الفائت، بينت كولي: “تتنوع المشاريع بين جمعيات، وهي عائدة للشعب، مثل جمعيات زراعية، وأخرى تجارية، وهي على شكل عقود على مدار سنوات أقلها ثلاثة، وهناك مشاريع عائدة للجنة الاقتصاد، وتشرف عليها المرأة”.
وتتابع كولي مراد من خلال الحديث عن تلك المشاريع: “قمنا بحفر عدد من الآبار الارتوازية لتفادي الجفاف، والذي بدوره يؤثر على الزراعة، وبذلك وضعنا برامج لهذا الغرض، فقمنا بحفر آبار في قرية “كر كوند” في الدرباسية، وفي تل تمر، والشدادي إلى جانب إعادة تأهيل بعض الآبار المتوقفة عن العمل، ونحن اليوم بصدد حفر بئر في تربه سبيه”.
وتسترسل: “فتحنا ثلاث جمعيات لصناعة خبز الصاج في تربه سبيه وقراها، مثل تل معروف، ومعشوق، وافتتحنا محل للمنظفات في ترب
ه سبيه بنظام الجمعيات تعمل فيه ثلاث نساء، هذا إلى جانب افتتاح جمعيات تعاونية في منطقة الشهباء، ومثلها جمعية في كوباني، وفي مدينة حلب تم تفعيل مشروع لصناعة الملابس النسائية”.
هذا وأشارت كولي إلى أن زراعة الأشجار، كانت من أهم النقاط، التي عمل عليها اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار، وعلى أساس ذل
ك قام بزراعة ما يقارب 8000 شجرة متنوعة في كل من ديرك والرقة.
وتتابع كولي: “العمل لم يتوقف على افتتاح معامل ومش
اريع جديدة، بل تم إعادة تشغيل عدد من المشاريع التي كانت متوقفة لعدة أسباب، ومنها فرن آذار في مدينة ديرك”.
وأضافت: “ندعم كل مشروع، ولو كان صغيراً، ونستغل خبرة النساء في أي مجال كان، سواءً كان في إعداد المؤونة، أو صنع خبز الصاج، أو الزراعة وتربية الماشية”.
خطط مستقبلية
وعن خططهم المستقبلية في العام الجديد؛ قالت: “نحن بقسم التدريب نلاقي بعض الصعوبات؛ لعدم وجود أكاديمية في اقتصاد المرأة؛ لذا نعمل على إنشاء أكاديمية باسم اقتصاد المرأة لأخذ تدريبات مسلكية تخص اقتصاد المرأة، وكما سنعمل على زيادة عدد الآبار في المنطقة تحسباً لسنوات الجفاف”.
وتضيف: “هناك عدة مشاريع متوقفة مثل سوق المرأة في ديرك وعامودا، ومشغل الخياطة في رميلان، وقامشلو، وسنحاول جاهدين إعادة تفعيلها لتوفير أكبر نسبة فرص عمل للنساء، وكذلك نعمل على استخدام تقنيات حديثة في بعض المشاريع”.
هذا وبينت كولي، أن اقتصاد المرأة يثبت في كل عام مدى أهميته في تحسين الاقتصاد المحلي من خلال المشاريع، التي يتوقف عليها، وهناك تفوق ملحوظ في نوعية المشاريع في كل عام عن العام الذي يسبقه.
ومما سبق نجد، أن مشاريع اقتصاد المرأة لا يقتصر على فئة معينة من النساء، بل يشمل النساء الراغبات في العمل، اللواتي يمتلكنَ خبرة في حرفة ما، وإن هذه المشاريع تقوم في إقليم شمال وشرق سوريا كافة، وبالرغم من الحصار والهجمات التركية فقد دخلت هذه المشاريع سوق العمل، ووفرت فرصاً للكثير من النسوة، كنوع من الدخل يعود بالفائدة عليهنَّ، ومن الواجب ذكره أن لجنة اقتصاد المرأة بدأت عملها منذ عام 2015 ومنذ ذلك الوقت، وهي تقوم بافتتاح مشاريع وتوسيع أخرى دون انقطاع عن العمل، وقد ساهم ذلك على الرفع من الواقع الاقتصادي للمرأة، وإثبات دورها الريادي فيه.