No Result
View All Result
المشاهدات 0
أثبت العديد من النساء جدارة كبيرة وتفوقاً في مختلف المجالات بالرغم من الصعوبات والانتقادات، ونظرات الاستغراب التي تلاحقهن فكانت التجربة لهن طوق نجاة، وكسر الحواجز.
بقيت بعض المهن والهوايات حتى يومنا هذا حكراً على الرجال في مجتمعاتنا، متحصنة بالأفكار البالية والعادات والتقاليد المرتكزة على التنميط والتمييز على أساس النوع الاجتماعي، إلا أنه هناك نساء اخترقن هذا الحصن بالإرادة والتحدي ورفض حصرهن داخل إطار محدد.
“فاطمة كرشت” من بلدة قانا الجليل قضاء صور جنوب لبنان، أم لخمسة أولاد، عملت عدة سنوات على مساعدة زوجها وعائلتها في زراعة الخضار وإعداد المونة وصناعة الصابون، لكن مع تدهور الوضع الاقتصادي وإصابة زوجها بمرض السرطان، بات تأمين الاحتياجات صعباً للغاية، ويقع أغلبه على كاهلها.
كانت فاطمة تهوى منذ البداية صيد السمك، حول ذلك تقول: “أجد متعتي وراحتي النفسية في الساعات التي أقضيها على الشاطئ”.
هواية بالصدفة
وأوضحت: “بدأت ممارسة هواية الصيد البحري بالقصبة في بداية عام 2000 بعد أن عانيت من حالة اكتئاب دفعتني لتناول أدوية المهدئات والمنومات، التي جعلتني مخدرة لسنوات طويلة، كنت أتردد للجلوس مقابل شاطئ البحر بحثاً عن مكان يمنحني بعض الراحة والطمأنينة، وفي أحد الأيام طلبت من زوجي أن يصنع لي قصبة صيد بلدية، وكان لي ما طلبت، فبدأت بعدها بتعلم الصيد، ووجدت متعة كبيرة في هواية تعرفت عليها بالصدفة، كنت أفرح كلما اصطدت سمكة ما دفعني لاستبدال صنارتي بأخرى أكثر تطوراً”.
إصرار وتحدٍّ
وعن التحديات التي واجهتها بينت: “واجهت معارضة كبيرة من أشقائي والمجتمع حتى زوجي كان متأثراً بما كنت أتعرض له من انتقادات ورفض لأني المرأة الوحيدة التي تمارس هواية يعدُّها حكراً على الرجال في بيئتنا ومجتمعنا، ولكنني لم أهتم، وتحديت بالإرادة القوية جميع الانتقادات التي واجهتني، ثم ترددت كثيرا في الاستمرار بالصيد في مدينة صور عند شاطئ الكورنيش الجنوبي برفقة ابني بادئ الأمر، ومن بعدها بدأ زوجي وبقية أولادي بمرافقتي، والصيد معي حتى أعتاد الناس أيضاً على مشاهدتي أصطاد فبت جزءاً من المشهد اليومي للشاطئ”.
وأضافت: “كنت أواجه كل من يعترض على هوايتي بقولي “لا هي حرام ولا عيب ” حتى فرضت نفسي وهوايتي على الجميع ولم أعد أواجه أي معارضة من أحد، وصار الصيد جزءاً من ممارساتي اليومية”.
دعم وترحيب
وأوضحت أنها إلى جانب المعارضة لاقت دعماً وترحيباً من المارة ورواد الشاطئ، الذين كانوا يجلسون بقربها ويتحدثون إليها، ويبدون احتراماً وتقديراً لما تقوم به، مؤكدة أنه: “لا فرق بين امرأة ورجل إلا بالتكوين الطبيعي وغير ذلك لا يعنيني وأرفض التمييز لأننا كنساء لدينا القدرة على فعل كل شيء”.
وقالت “فاطمة كرشت” في ختام حديثها: “تعافيت من مرضي بهواية أحببتها، لم أنطوِ على نفسي وألتزم الفراش، ولم أعطِ أي اهتمام لما يقوله الناس وللعادات الهشة، والأفكار الخاطئة، لذلك أتوجه لكل النساء بأن يحذون حذوي وأن يخرجن بجرأة وبعزيمة قوية وثقة بالنفس إلى العمل وممارسة هواياتهن مهما اختلفت، فلا فرق بين امرأة ورجل ولا توجد مهنة أو هواية حكراً على أحد”.
وكالة أنباء المرأة
No Result
View All Result