No Result
View All Result
المشاهدات 2
لافا خلف_
المرأة وطن والوطن لا يهان ولا يُخَانُ، هي الأم، والأخت، والزوجة والصديقة، فهي التي أنجبت، والتي ربت وبنيت، وهي التي يمكن أن تكون أي شيء باستثناء أن تكون ضعيفة، فلا يليق بها الضعف فهي خلقت قوية.
في نظامنا الأبوي المرأة لا تكريم لها، لأنها جسد، فهي بالكاد لا تريد تكريماً لفظياً تسمعه وتنخدع به؛ لأن تكريمها الحقيقي يكون بإعطائها حقوقها، سواءً كان في العمل، أم في التعليم، أم في السفر، ويكون حقها في الاستقلال مادياً، والاعتماد على نفسها، واكتشاف نفسها، ووضع أهداف تحبها، وتسعى لتحقيقها على أرض الواقع. والأهم من هذا كله حقها في وضع القوانين والتشريعات الرادعة ضد تعنيفها… ضد ضربها وشتمها وإهانتها…. ضد التحرش بها واغتصابها.
فلا النقاب ولا الحجاب له علاقة بكرامة المرأة، فالمرأة قبل أن تكون جسد هي كيان تدعى إنسان، وكما نعرف كرامة الإنسان في عقله لا في جسده. فلا يوجد سبب لإعاقة المرأة في الحياة غير الرجل المتشدد والذكوري.
ولأن النساء يُحْبِبْنَ الحياة، ولا يُرِدْنَ الخضوع واليأس، يتزوجن من الثقافة وينجبن للعالم الطاقة كلما قدمتم شيئا لها تعيده أضعاف، فإن قدمتم لها نطفة تعيدها طفلاً، وهي التي تقدم الحب ومنبعه؛ لأنها أكرم مخلوقات الله.
فبالتالي هي تريد شريكاً يكرمها ويحبها، يحس بتعبها دائماً، ولها الحق في أن تصل إلى ما تحلم به، ولها الحق أن تسعى إلى كل ما هو جدير بها، تريد رجلاً يحترمها لا رجلاً يمنعها من تحقيق أحلامها، فهي ليست مركز إعادة تأهيل للرجال الذين نشؤوا بشكل سيء، وليست مجردة من المشاعر لكيلا تحلم أحلاماً وردية في مجتمع ذكوري سوداوي.
المرأة تريد شريكاً لحياتها يهون عليها مصاعب الحياة تارة، وتارة يحلق بها عالياً في السماء، وتريد العيش بكرامة لا العيش بذل، تريد أن يكون لها صوت، وأن تكون سيدة نفسها وملكة على عرش قلبه لا أن تكون جارية لغسل الأطباق وآلة للإنجاب والتكاثر.
المرأة تريد شريكاً لأيامها المرة والحلوة، شريكاً لبناء عش قوامه الحب والاحترام، تريد الأمان، الذي سلبوه منها بحجة التقاليد، لا تريدك أن تكون ضد إنسان خلق نفسك وتسحق حقوقها كاملة، هي تريدك أباً وأخاً وملجأ لا تريدك مشروعاً لتأسيس منزل بلا حب، ولا تريد أن تكون آلة للإنجاب، ولا تريد أن تصبح أماً لأبناء تتمنى أن تتنفس عبرهم، وتستكمل نقصها في شخصيتهم، فاستوصوا بالنساء خيرا لعلكم تلقون الخير.
فهن بشر لسن عورات ولا سلعاً لا تنظروا إليهن نظرة استضعاف لأنهن قائدات بالفطرة. وما أنتم من غير النساء، فالمرأة تستطيع أن تعيش بلا ظل لأنها مضيئة لكنها تريد شريكاً. تريد رجلاً يضم قلبها قبل أن يضم يديها.
No Result
View All Result