مركز الأخبار ـ
أعربت التنظيمات النسوية عن استيائها من الممارسات اللاحقوقية لدولة العراق، بأمر المحتل التركي، وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني، لتطويق وتسييج مخيم مخمور للاجئين، مشددة على ضرورة تبني المقاومة العظيمة، التي يبديها أبناء مخمور، ودعمها وتصعيد النضال ضد المؤامرات المحاكة ضد الشعب الكردي.
رداً على محاولات حكومة بغداد بدخول مخيم مخمور (الشهيد رستم جودي) وتسييجه، واستخدام السلاح في مواجهة المقاومة، التي أبداها قاطنو المخيم رفضاً لهذا الأسلوب التعسفي، واللاقانوني، والمغير للمعاير الدولية خلال يومي السبت، والأحد على التوالي 20ـ 21 أيار الجاري، فقد قامت تنظيمات نسوية بإصدار بيانات عدة بهذا الشأن.
مساعٍ لتحويل المخيم إلى معسكر للاحتجاز
وأصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية بياناً كتابياً، أشارت فيه إلى معاناة أهالي مخمور من ظلم، واستبداد دولة الاحتلال التركي في التسعينات الأمر الذي دفعهم إلى التهجير إلى باشور كردستان، والاستقرار هناك، وقد أبدوا إثر ذلك مقاومة ضد الهجمات اللاإنسانية للفاشية من قمع وحرق، وتدمير، وزهق للأرواح.
ولفتت إلى شجاعة الأهالي ضد هجمات داعش، والمحتل التركي بمشاركة حزب الديمقراطي الكردستاني، الذين مارسا ضغوطات مشتركة على المخيم، بفرض حصار اقتصادي، وحظر للأدوية، والمعدات الطبية، وحالة اعتقال تعسفية، واستهداف قادة الشعب عبر الطائرات المسيرة.
ولفتت إلى أن فشل تلك الأطراف في تحقيق أهدافها دفعها إلى تحديد مفهوم جديد للهجمات عبر الدولة العراقية، وتواطؤ الديمقراطي الكردستاني لمحاصرة الحياة الحرة في مخيم مخمور بإقامة الأسلاك الشائكة، وبناء أبراج مراقبة، تحت الضغط العسكري، وتحويل مخيم مخمور من منطقة للحياة الحرة إلى معسكر للاحتجاز.
وحيت المنسقية خلال بيانها المقاومة، التي يبديها أهالي مخمور ضد ممارسات تلك الأطراف، مشددة على أنه لا يمكن لدولة العراق أن تفرض ذلك على إرادة شعب عانى الظلم، والنفي، وارتكاب المجازر.
ودعت الدولة العراقية لإعادة النظر في سياستها، وخططها فيما يتعلق بشهر تشرين الثاني المقبل، وتغييرها واعتماد نهج ديمقراطي يراعي ويعترف بإرادة ورغبات الشعب.
الهجوم علامة على هزيمة الاحتلال
وضمن السياق ذاته أكدت منظمة المرأة الحرة الكردستانية (RJAK) في بيان أصدرته بهذا الشأن، بأن “هذه الهجمات تمت بناءً على طلب من الدولة التركية”.
وأفادت، بأنه “لا يمكن للدولة التركية الفاشية، ولا لشركائها كسر إرادة أهالي مخيم الشهيد رستم جودي، لهذا السبب يحاولون الآن استخدام أساليب اللاإنسانية، فهذا الهجوم هو علامة على هزيمة قوات الاحتلال، لقد خُلق الشعب الكردي على أساس ثقافة المقاومة، والإرادة الحرة”.
وفي ختام بيانها عبرت عن دعمها ومساندتها لأبناء مخمور، وطالبت بالانسحاب الفوري للجيش العراقي.
المؤامرة ضد مخمور هي نفسها ضد شنكال
وبدورها أعربت حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، واتحاد الشابات في شنكال عن دعمهما لأهالي مخمور خلال بيان: “ندين هذه المحاولات من قبل الحكومة العراقية لمهاجمة مخمور. كمجتمع إيزيدي وخاصة الشابات، وقد نرى هذه الهجمات اعتداء علينا. فهذه المؤامرات مشتركة بين الدولتين التركية، والعراقية، تنفذ ضد شنكال ومخمور. كما هو معروف، فإن أهل مخمور يخوضون كفاحاً لا نظير له، الحكومة العراقية لن تكون قادرة على كسر إرادة أهالي مخمور بهذه المخططات الخبيثة”.
وأكد البيان، أن هذه الهجمات على مخمور مرتبطة بمحاولات تنفيذ اتفاقية التاسع من أكتوبر بشأن شنكال: “إنهم يحاولون إدخال مرتزقة داعش إلى شنكال، وهم يهاجمون مناطق الكريلا، ويستهدفونهم ويشنون الهجمات على مخمور، هذه المؤامرات غايتها كسر الإرادة الحرة للشعب، ليعرف العدو جيداً أنه لن يتمكن من كسر هذه المقاومة، وتدمير إرادة الشعب. ضحينا بآلاف الشهداء على هذا الخط من المقاومة. يشهد مخيم مخمور الواقع على الأراضي العراقية استهدافاً وقصفاً من قبل الحكومة التركية. وبدلاً من اتخاذ موقف ضد هذه الهجمات، فإن العراق ينفذ مؤامرات الغزاة”.
وجاء أيضاً في البيان: “كلما تعرضنا للهجوم نحن أهالي شنكال، كان أهل مخمور يقفون معنا، ويدعموننا قبل أي شخص آخر، كما نعبر عن دعمنا لأهل مخمور”.
الأطراف المتآمرة تسعى لإبادة الكرد
كما واتفق مجلس مؤتمر ستار في موقفه من تطويق مخيم مخمور وتسييجها من قبل دولة العراق، التي تحاول من خلال لغة السلاح، تنفيذ خطتها مع دولة الاحتلال التركي، وكسر إرادة الشعب المقاوم على مدار السنوات. وأدان المجلس، واستنكر أفعال الدولة العراقية تجاه أهالي مخيم مخمور موضحاً؛ بأن هذه الأساليب لا أخلاقية، ومخالفة لمعاير حقوق اللاجئين، تنفذها الدولة العراقية ومن خلفها دولة الاحتلال التركي، وكذلك حزب الديمقراطي الكردستاني، ويسعون بهذه الخطط إغلاق الطريق أمام الحرية التي يسعى الشعب الكردي الوصول إليها، وممارسة سياسة الإبادة ضد الكرد.
