قامشلو/ دعاء يوسف –
بروح ثورية تجمعت النساء تحت راية مؤتمر ستار، الساعي إلى تحرر المرأة، فكان المؤتمر التاسع له، وقد صادف تجمع المرأة الذكرى السنوية لتأسيسه؛ ليكون دفعاً للنساء في تصعيد نضالهنّ تحت شعار Jin Jiyan Azadî“ فصار عام 2023 عام حرية المرأة.
في المؤتمر التاسع لمؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا، والذي عُقد صباح يوم الأحد الموافق لـ 15/1/2023، في مركز سردم للثقافة والفن في الحسكة، بحضور أكثر من ألف مندوبة من مقاطعات، وأقاليم شمال وشرق سوريا، بالإضافة لكوكبة من الضيوف من مدن، ونواحي شمال وشرق سوريا، وقد كان للنساء حضور مميز فيه، حيث اتحد رأيهن تحت سقف واحد، فأكدت المشاركات في المؤتمر، أن حرية المرأة في أنحاء العالم، هي الغاية الأسمى، والهدف الأساسي لهن، متخذات من نضال المرأة في روج آفا، وشمال وشرق سوريا أساساً لهن، لتشمل روجهلات كردستان والعالم أجمع.
بروح النساء الثوريات الأحرار من ساكينة جانسيز، وهفرين خلف، لـ جينا أميني، وزينب صاروخان، وصولاً لـ أفين غويي صدحت حناجر أكثر من ألف امرأة، شاركت في المؤتمر بشعار “Jin Jiyan Azadî” ليكون شعاراً عالمياً تنادي به نساء العالم أجمع؛ للوصول إلى حرية المرأة.
توسيع أعمال المؤتمر
وخلال الاجتماع أشارت النساء المشاركات إلى دور المرأة الجوهري في خلق مجتمع ديمقراطي حر، يتبنى حرية المرأة أساساً له، حيث تحدثت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا والتي كانت عضوة في اللجنة التحضيرية “ريحان لوقو” على هامش المؤتمر لصحيفتنا عن مجريات المؤتمر والتقييم العام لهنّ على مدار سنتين، فبينت بداية بأن المؤتمر التاسع انعقد لتوحيد صفوف نساء العالم، وليكون بداية لرفع وتيرة النضال في ظل حرب الاحتلال التركي، الذي يسعى لكسر إرادة النساء خاصةً.
وذكَّرت ريحان لوقو: “إن مؤتمر ستار اتسع بأعماله، ونشاطاته في مناطق شمال وشرق سوريا، كما وصلت أعماله إلى أوروبا، ولبنان، وإيران، وغيرها من الدول العالمية”، وتابعت حديثها: “بعد ثورة روج آفا، افتتح مؤتمر ستار مؤسساته، ومراكزه في أنحاء شمال وشرق سوريا، ليدعم نساء المناطق المتواجدة فيه، ويكون المطرقة، التي تكسر قوقعة التخلف، والعادات البالية، لتخرج المرأة من أسوار سجنها، حيث يكون مؤتمر ستار الداعم لنساء العالم التواقات للحرية”.
وعن أعمال مؤتمر ستار، التي لم تتوقف خلال العامين المنصرمين في ظل هجمات المحتل التركي، واستهدافه النساء أوضحت ريحان: “على الرغم من الاعتداءات، والهجمات الوحشية للاحتلال التركي، واستهدافه العديد من القياديات النسائيات لم نتوقف، بل زادتنا هذه الاستهدافات إصراراً على نيل الحرية، والسعي على الطريق، الذي رسمه لنا القائد عبد الله أوجلان، واليوم وفي هذا المؤتمر أظهرنا للعالم قوتنا، لنصبح أيقونة الحرية”.
المؤتمر التاسع منبر لصوت المرأة
ولفتت ريحان الانتباه إلى رسالة المؤتمر التاسع، والتي وجهت إلى نساء العالم: “بصفتنا مؤتمر ستار، سنساند نساء العالم، وكل امرأة تواقة للحرية”.
وتطرقت ريحان في حديثها إلى أهمية هذا المؤتمر بالنسبة لمؤتمر ستار، ونساء شمال وشرق سوريا: “نهدف إلى معرفة العقبات، وكيفية تخطيها في المجتمع بشكل عام، ومن خلال النقاشات، والاقتراحات نسعى للوصول إلى حرية النساء، وتحرير أجزاء كردستان المحتلة، ورفع وتيرة نضالنا، ومقاومتنا؛ لأن ثورتنا هي أكثر الثورات الناجحة على مستوى العالم”.
وعن الصعوبات، التي واجهت مؤتمر ستار قالت ريحان لوقو: “لأن مؤتمر ستار له دور كبير في تطوير المجتمع، وحمايته، وقد واجهنا العديد من الصعوبات، منها هجمات الاحتلال التركي بالوسائل كافة، التي كانت تهدف لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية، وكسر إرادة نساء العالم كافة عن طريق استهدافه القياديات بشكل يومي، وممارسة الحرب الخاصة على المجتمع، لتهجيره من أرضه، وتغيير ديمغرافية المنطقة، لكنهم لن يستطيعوا أن يكسروا إرادتنا، ويقفوا أمام مقاومتنا، فنحن نزداد قوة بدماء شهدائنا، وعلى هذا الأساس نرفع وتيرة نضالنا”.
واختتمت عضو منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا ريحان لوقو حديثها بالقول: إن المؤتمر العام التاسع لمؤتمر ستار جعل صدى صوت النساء مسموعاً في أنحاء العالم”، وأهدت هذا المؤتمر إلى ثورة النساء في روجهلات كردستان وإيران، مضيفة “بروحهن سنرفع من وتيرة نضالنا أكثر لتحقيق الحرية النساء عامة”.
صدى ثورة المرأة يتعالى
وكان لنا لقاء مع الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي دلال خليل، والتي كانت إحدى الحاضرات في المؤتمر، والتي حدثتنا عن هذا المؤتمر: “لقد شاركت في المؤتمر بصفتي امرأة من شمال وشرق سوريا، وأكثر ما أسعدني هو مشاركة نساء من خارج شمال وشرق سوريا، وذلك عبر رسائل مصورة، حملت الكثير من المعاني، ومن خلالها تيقنت أن صدى ثورة المرأة قد جاب العالم، وأن تكاتف النساء، ونيلهن للحرية أصبح قريباً جداً”.
وعن الحضور اللافت في المؤتمر قالت دلال: “بالرغم من التهديدات، والاستهدافات المتكررة للنساء، إلا أننا اليوم اجتمعنا أكثر من ألف امرأة من أقاليم مختلفة، فمنا من جاء من الرقة، والشهباء، وعفرين، وغيرها من المقاطعات، والأقاليم، لحضور هذا المؤتمر، لنبرهن للاحتلال وغيره من الفاشية، أننا لا نخاف من أساليبه الملتوية، لتفريقنا بل نحن كنا، وما زلنا يداً واحدة، وتنضم لنا العديد من النساء كل يوم تحت راية الحرية”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي دلال خليل حديثها بتسليط الضوء على ضرورة تصعيد النضال؛ ليكون عام 2023 عام حرية المرأة: “في هذا المؤتمر تم تقييم وضع المرأة، واتخاذ قرارات جديدة لتطوير، وتعزيز مكانتها، وأيضاً تم تقديم العديد من المشاريع الخاصة بالنساء، خلال العامين الماضيين، وبهذا يضع مؤتمر ستار بصمته الخاصة في المجتمع، وعام 2023 سيكون عاماً مكللاً بالنجاح، والحرية للمرأة، إذا سرنا على هذه الوتيرة “.
أعمال مؤتمر ستار خلال السنتين المنصرمتين
ولأن مؤتمر ستار وضع على عاتقه التقرب من المرأة، والأخذ بيدها، ودعمها على مستوى شمال وشرق سوريا، والعالم أجمع فقد كان لها حضور في أغلب البيوت، والأحياء إضافة إلى توطيد علاقاتها مع نساء العالم، كما برهنته البرقيات الكتابية والمصورة المرسلة، تهنئة لمؤتمر ستار في ذلك المؤتمر.
وكما جاء في الإحصائية، التي كشف عنها مؤتمر ستار خلال مؤتمره، فإن لهم العديد من الزيارات والاجتماعات، فعدد الاجتماعات في قامشلو بلغت 1646، وعدد الزيارة 10994، كما أُلقِي 187 بياناً عن قضايا مختلفة تخص المرأة.
وفيما يتعلق بمقاطعة الحسكة، فقد كان عدد الاجتماعات 530، وقام مؤتمر ستار بـ 8000 زيارة، وإلقاء 302 بيان، وفي منطقة حلب، و42103 زيارة، و821 اجتماعاً مع النساء والمواطنين.
وفي إقليم الفرات وصل عدد الزيارات إلى 22000 زيارة، و12500 اجتماع، وأكثر المناطق، التي كان للمؤتمر تماس مباشر مع النساء من مقاطعتي الشهباء، وعفرين، فكان عدد الزيارات ١٢٦٣٤٤، والاجتماعات، التي قام بها المؤتمر، وصلت إلى 11871، كما كان هناك نقاشات مع النساء، وصلت إلى 2351 نقاشاً، و38 نقاشاً مع الرجال. كما كان لمؤتمر ستار بصمة خاصة في توعية النساء والرجال على مدار العامين المنصرمين، حيث عقدت العشرات من الندوات، وافتتحت الدورات التدريبية خلال العامين المنصرمين، فوصل عدد الندوات في قامشلو لـ 1925 ندوة، أما في الحسكة فكان هناك 25 تدريباً مفتوحاً ومغلقاً، وفي إقليم الفرات 60 ندوة حوارية، وفي منطقة حلب أقيمت 15 ندوة حوارية.
في منطقتي الشهباء، وعفرين، وصل عدد الندوات إلى 1457؛ انضم إليها أكثر من 4500 امرأة، وكان هناك 32 تدريبًا مفتوحًا، شاركت فيه 531 امرأة، بالإضافة إلى سبع دورات تدريبية مغلقة، شاركت فيها 159 امرأة، ولم تقتصر الدورات التدريبية المغلقة على النساء فقط، بل كان هناك ثلاث دورات تدريبية للرجال، وشارك فيها 55 رجلاً.
والجدير بالذكر أن المؤتمر التاسع لمؤتمر ستار في شمال شرق سوريا انعقد في الذكرى السنوية الـ 18 لتأسيس مؤتمر ستار 2005.
