سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ساكينة جانسيز.. شهيدة الوطن المغوارة التي لم تفارق قلوب من عرفها

روناهي/ قامشلو ـ

يعد التاسع من شهر كانون الثاني تاريخاً مؤلماً، وذكرى تقوي الإرادة بآنٍ واحد، أنه يوم استشهاد المناضلة ساكينة جانسيز ورفيقتيها في العاصمة الفرنسية باريس، لتكون هذه المجزرة شاهدة على تواطئ السلطات الفرنسية مع المخابرات التركية؛ للنيل من إرادة المرأة الحرة في كل مكان.
الشهيدة ساكينة جانسيز أو “سارة” روح الحرية المزدهرة في هذه الأراضي. ومسيرتها هي مسيرة الحرية والديمقراطية التي تُعبِّر عن الأمس واليوم والغد، إنها مسيرة كل القِيَم الجميلة والفاضلة المُحصِّنة لحركة التحرر الكردستانية، إنها تُمثِّل مجموع إرث العدالة، والحق، والمساواة، والوجدان، والحرية، والديمقراطية البارزة في كدح المرأة، والنابعة من هواء وماء، وجذور هذه الأرض، التي تمتد لآلاف السنين، ولذلك كانت “سارة” شامخة دوماً ولا تعرف الخنوع أو الاستسلام. ساكينة جانسيز كردية من مدينة ديرسم الواقعة في باكور كردستان، من مواليد عام 1957، امرأة تميزت بشخصيتها القوية، اكتسبت خصائص النضال والمقاومة والروح الثورية من مدينتها، التي عرفت المجازر والإبادة والتطهير العرقي والإنكار، والإقصاء على يد الدولة التركية الحديثة، والتي كان آخرها “مجزرة ديرسم 1938″، حيث قتل الآلاف ونكل بالنساء إلى أن سطرت تاريخاً عظيماً بمقاومتها.
أدركت في سن مبكرة التناقضات تجاه الحقائق في وسطها الاجتماعي، فبدأت مسيرتها بالبحث عن الحقيقة لتصبح مرحلة الطفولة لديها عبارة عن مرحلة لتكوين وبناء الذات، أنهت المراحل الدراسية بتفوق، وبلغت المرحلة الجامعية لتكبر وتكبر معها التناقضات يوماً بعد آخر في ذهنها، ومنذ ذلك الحين تشبثت بفكر الاشتراكية والديمقراطية على الدوام.
كانت مناضلة أممية تميزت دوماً بالإيمان الثوري، وبالمعنويات العالية والعزيمة، التي لا تتزعزع، وخاصة على صعيد حرية المرأة، وأخوّة الشعوب، كانت متمردة لا يعرف اليأس طريقاً إلى قلبها النابض بالحيوية، ولا شيء اسمه “مستحيل” في قاموس مصطلحاتها وأحاديثها، وهذا ما أضفى عليها جمالاً خاصاً وميّزها عن غيرها، وجعلها أيقونة ومثالاً يحتذى به حتى عندما كانت على قيد الحياة، لم تكن على صراع مع مَن حولها فقط، بل ومع ذاتها أيضاً، إذ كانت تحارب نقاط الضعف في نفسها، وتتغلب على نواقصها بكل جرأة، وتُعيد بناء ذاتها بكل همّة، وكانت تبدأ بانطلاقات مهمة في حياتها بقلبٍ يتّسع لكل الدنيا، هكذا علّمَتها حقيقة “ديرسم المتمردة”، وربما هذا ما جعلها تختصر سيرة حياتها الشاقة والمليئة بالمغامرات والمجازفات في كتاب ضخم من ثلاثة مجلدات، تحت اسم “حياتي كلها صراع”.
كانت جريئة في طرح أفكارها، حتى ولو كانت تلك الأفكار عكس التيار، وربما هذا ما جعلها تترك أثراً غائراً في كل مكان وطأته، وفي قلب كل شخص التقى بها، رجالاً ونساء، أطفالاً وشباباً وعجائز، أما فيما يتعلق بمسيرة نضالها، فلم تكن تطيق انتظار الفرصة لعمل شيء ما، بل كانت تعمل على شق الطريق لخلق الفرص المواتية بجهودها الحثيثة واعتماداً على مقاومة شعبها، وتنظّم ذاتها ومَن حولها في خدمة الأهداف السامية والطموحات النبيلة التي آمنت بها.
وهذا ما جعلها تتحول إلى قيادية وطليعية نسائية بامتياز في هذا العالم، الذي يشهد مجازر المرأة وإقصاءها من جميع مجالات الحياة، والذي يُعد المرأة مجرد سلعة أو مادة جنسية أو شيء أو مُلك، وبذلك تمكنت “سارة” من التحول إلى شمس تُدفئ أفئدة المتعطشات إلى الحرية، على أمل أن تنعم البشرية بعالمٍ تسوده أخوّة الشعوب والمساواة والحرية، ويزدهر فيه العشق الحقيقي مرة أخرى.

رحلة النضال من أجل كردستان حرة
عرفت الشهيدة “سارة” منذ ريعان شبابها بعملها كناشطة في الشبكات اليسارية المؤيدة للقضية الكردية في تركيا، بدأت مسيرتها بمبادرتها في العمل ضمن المصانع والمعامل لتوسع دائرة معرفتها بالشابات، وإيجاد الفرصة لفتح نقاشات معهن، وإرشادهن لطرق تنظيم الذات والتعرف على فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي أولى في بداية النضال أهمية كبيرة للمرأة، وانضمت إلى حزب العمال الكردستاني، الذي أُسِّس من قبل 23 شخصاً من الناشطين الكرد عام 1978، فقد كانت واحدة من امرأتين وضعتا الحجر الأساس لتأسيس الحزب، وشاركتا في مؤتمره التأسيسي، ومنذ ذلك الوقت تم التأكيد على أن حرية المجتمع تمر من حرية المرأة.
فانضمامها إلى المجموعة، التي وجدت للنضال وتحرير كردستان تعدّ الولادة الثانية لساكينة جانسيز، كونها وجدت فيها حقيقة النضال والمقاومة، التي طالما كانت تبحث عنها، فقد أصبحت من مؤسسات حزب العمال الكردستاني، وبدأت على الفور بممارسة النشاطات الحزبية وتنظيم الشابات.
حولت السجون إلى ساحة أخرى للنضال
وبعد انخراطها في صفوف حزب العمال الكردستاني، باشرت بتسيير الأنشطة التنظيمية في مختلف مدن باكور كردستان إلى أن اعتقلت إثر انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر 1980 العسكري، وتم إيداعها في الحجرة رقم خمسة في سجن آمد أكثر من عشر سنوات.
كانت مقاومة السجون طفرة نوعية حددت ملامح الحزب، فقد تميزت ساكينة جانسيز بوقفتها الأبية في سجن آمد السيء الصيت أمام شتى أنواع التعذيب، والظلم، اللذين تعرضت له، لقد كانت من أوائل اللواتي قاومن، فتحولت إلى أسطورة بين رفاقها وشعبها على السواء، ورغم تجريمها لعضويتها في اللجنة المركزية واللجنة التأسيسية لحزب العمال الكردستاني، إلا أنها دافعت عن نفسها سياسياً في المحكمة في كل مرة، بل وحثت رفيقاتها على المقاومة، فقمن بالعمليات المشتركة، وبدأن الإضراب عن الطعام معاً، وخضن المقاومة جماعياً.
قادت حركة احتجاج اندلعت في سجن آمد في الثمانينات، وعملت مع القائد عبد الله أوجلان في سوريا، بالإضافة إلى أنها قادت مجموعة من المقاتلات الكرديات في إقليم كردستان، وأصبحت لاحقاً مسؤولة للحركة النسوية التابعة لحزب العمال في أوروبا.
وقالت الشهيدة ساكينة جانسيز عن فترة اعتقالها، وتعذيب المعتقلين الكرد في سجن آمد: “كان السافل أسعد أوكتاي يعرضنا جميعاً لشتى أنواع التعذيب، لكنني وقفت أمامه، وحدقت في عينيه اللئيمتين، وبصقت على وجهه القذر”، لم تأبه ساكينة بما ستلقاه من عقاب مانحةً حياتها للثورة، وقد ذاع صيت فعلتها هذه، وعدها كثيرون أنها عملية جريئة للغاية في ظل التعذيب السافر، الذي يتعرضون له، تلك المحاولات كلها، باءت بالفشل أمام إرادتها، بل كانت تزيد من إصرارها على المقاومة، كانت تنشر المرح بين رفاقها ورفيقاتها حتى داخل السجن، كي تخفف عنهم وطأة العذاب الذي يعانونه، ولم يقتصر نضالها في السجن مع رفاق نهجها فقط، بل كانت تناقش وتحتك مع المساجين الآخرين، قائلةً: “بهذا المجتمع يجب كسب الجميع، وتعريفهم على حقيقة التنظيم، وبالتالي حقيقتهم”.
تمكنت مع رفاقها من إصدار مجلة تتناول تاريخ كردستان، وتعريف حركة التحرر الكردستانية، استطاعت هذه المجلة أن تتبوأ مكانة مميزة لها بين المجلات التركية، إلا أنه في الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 1988، اكتشف أمر مجلتهم فتم معاقبتها مع 130 شخصاً وتم نفيهم إلى سجن أماسيا في آمد.
أفرج عنها عام 1991 لتذهب إلى أوروبا بعد تلقي التدريب في سهل البقاع، لتشرف هناك على تنظيم الأنشطة النسائية، لكن الانتربول الدولي كان قد وضعها على اللائحة الحمراء، فاعتقلت في آذار/ مارس عام 2007 في فرنسا بموجب مذكرة توقيف دولية صادرة عن أنقرة، لتبقى قرابة شهر ونصف في سجن دامتور، وأطلق سراحها بعد ذلك.
الاغتيال شرارة نضال جديدة
التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 2013، يومٌ تاريخي أسود لن يُنسى، أنه اليوم الذي اغتيلت فيه المناضلة ساكينة جانسيز بالقرب من المعهد الكردي في العاصمة الفرنسية باريس، من قبل الاستخبارات التركية مع رفيقتيها المناضلتين ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني KNK فيدان دوغان، والتي كانت تعرف بالاسم الحركي “روجبين” والناشطة في مجال العلاقات الدبلوماسية، وممثلة حركة الشبيبة الكردية في أوروبا ليلى شايلمز، الاسم الحركي “روناهي”، رميا بالرصاص.
في ذلك اليوم انتهت حياة امرأة عاشت حياة استثنائية غمستها بالسياسة، التي استولت على أيامها، ترك استشهادها أثراً كبيراً في نفوس الآلاف بعد نضال دام لعقود في خدمة الشعب الكردستاني وحرية المرأة، إذ كشف استشهادها مدى تأثر النساء بها لدرجة أن المؤتمر النسائي الأول في الشرق الأوسط، والذي عقد في مدينة آمد بعد حادثة الاغتيال ببضعة أشهر، قد خرج بتوصيات من أهمها اعتبار التاسع من كانون الثاني/ يناير يوماً عالمياً لمناهضة الجنايات السياسية.
ارتكبت جريمة اغتيالهن بالتعاون مع الاستخبارات التركية، على يد “عمر كوناي” الذي اعتقل بعد الحادثة بأيام، وقتل في السجن من قبل تركيا لإغلاق ملف القضية وإخفاء الجريمة، لكنهم أثبتوا من خلالها مخاوفهم من المرأة الطليعية والمناضلة؛ لأنهم يدركون بأن المجتمع السليم يبنى بيد المرأة المناضلة.
لكن، وبعد اعتقال مسؤولين رفيعي المستوى وهما أرهان بكجتين، وآدين جونل من مدراء “منظمة الاستخبارات التركية” المعروفة باسم الـ MIT، التي تتلقى أوامرها مباشرة من أردوغان وحقان فيدان، على يد أعضاء من الوحدات الخاصة التابعة لـ “قوات الدفاع الشعبي HPG” في آب/ أغسطس عام 2017، أقرا بأمور سلطت الأضواء على الكثير من الأحداث، ومن بينها حادثة اغتيال الثوريات الثلاث في باريس.
وقد تبين أن القاتل “عمر كوناي” عضو فاعل في “المِيت” التركي، وأنه كلف بقتل ساكينة جانسيز بتعليمات مباشرة من أردوغان، وبتخطيط وإشراف مباشر من حقان فيدان رئيس المِيت التركي، وأن القاتل شارك في نشاطات “الجمعية الكردية” في فرنسا لتمويه نفسه، وتسهيل مهمته.
لكن اغتيال ساكينة جانسيز ورفيقتيها زاد من عزيمة حركة التحرر الكردستانية على النضال في سبيل الحرية، وضاعف من قيمها المعنوية، حيث تحولت روح الحرية، التي تميزت بها سارة إلى زبدة النضال لحركة الحرية الكردية، ومحفزاً لها على المقاومة والصمود أكثر، ذلك لأن كل شهادة في هذه الحركة تزيد من إرث المقاومة وتعزز روح الصمود لديها. وريت ساكينة جانسيز الثرى في مسقط رأسها ديرسم وسط مراسم مهيبة حضرها عشرات الآلاف من أبناء وبنات الشعب الكردي، ومن أصدقائهم من مختلف الشعوب في تركيا والعالم، وقد تم حمل التابوت من قبل النساء، اللواتي طالما ناضلت من أجلهن، وقد دوى صدى شهادة ساكينة جانسيز التي اهتدت بنضال روزا لوكسمبورغ وغيرها من المناضلات الأمميات العالم أجمع.
وقد سارت الآلاف من المناضلات الثوريات على هدى فلسفة الشهيدة ساكينة جانسيز “سارة”، في سبيل تحقيق أهدافها في تعزيز حياة حرة وكريمة مبنية على السلام المستدام.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle