فاطمة لكتو: مؤامرة ومخطط إبادة جماعية.. وعلى الشعوب التكاتف لصدها

الشهباء/ فريدة عمر –

أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة المالية في إقليم عفرين فاطمة لكتو، أن القوى الدولية تشجع تركيا في هجماتها، فيما دعت شعوب المنطقة للتكاتف ورفع وتيرة النضال في وجه مخططات الإبادة.

تستمر القوى المهيمنة في عدائها للشعوب، في سبيل إحياء فكرها السلطوي وحماية مصالحها الشخصية على حساب دماء الشعوب، وتمارس حرب إبادة ضد وجود المجتمعات، والمرأة والبيئة، وواضح أن الشرق الأوسط أصبح حلبة صراع للقوى الرأسمالية؛ لتصفية حساباتها واستنزاف ثرواتها وخيراتها، فيما تحاول دولة الاحتلال التركي إعادة أحلامها العثمانية، فكثفت هجماتها العدائية على مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصةً بعد انطلاق ثورة روج آفا، في استهداف مباشر لإرادة الشعوب والمشروع الديمقراطي، والمكتسبات التي حققتها هذه الثورة، مستخدمةً في هجماتها العدوانية الوسائل العسكرية والحرب الخاصة، والاستخباراتية، لشل المجتمع وإفراغه من جوهره، وإبعاده عن قيمه المعنوية.

وفي سياق متصل لهجمات الاحتلال التركي المتكررة على المنطقة، فمنذ الـ 19 من شهر تشرين الثاني المنصرم؛ استهدف الاحتلال التركي مناطق شمال وشرق سوريا من الشهباء ووصولاً إلى ديرك، مستهدفاً البنى التحتية للمنطقة، ومرتكباً مجازر بحق المدنيين، ولايزال الاستهداف مستمراً حتى اللحظة، مستخدما في هجماته الأسلحة والطيران المسير والحربي، والتي لاقت انتفاضات جماهيرية واسعة منددة بهذه الجرائم، في إصرار شعوب المنطقة على المقاومة وفق مبادئ حرب الشعب الثورية، في حين لاتزال القوى الضامنة في المنطقة، والمجتمع الدولي بأكمله صامتاً، لما يحدث.

وإلى ذلك، التقت صحيفتنا الرئيسة المشتركة لهيئة المالية في إقليم عفرين فاطمة لكتو، والتي استذكرت في مستهل حديثها شهداء الاستهداف التركي: “في البداية ندعو لشهداء روج آفا بالرحمة، وننحي إجلالاً لتضحياتهم، ونعزي ذويهم، كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونحيي المقاومة البطولية، التي يبديها أبناء وبنات المنطقة في وجه هجمات المحتل التركي، كما نحيي مقاومة الشعوب المنتفضة والمتشبثة بالأرض”.

مؤامرة وتوافق دولي

وتابعت فاطمة لكتو حديثها، في إشارة إلى المؤامرة الدولية للهجمات على المنطقة: “هجمات الاحتلال التركي على المنطقة ليست بجديدة، مؤامرة لإتمام سياستها الاحتلالية بعد احتلال عدة مناطق من شمال وشرق سوريا، وبالأساس مواصلة للمؤامرة الدولية، التي بدأت على القائد أوجلان لاستهداف الكرد وعرقلة المشروع الديمقراطي، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وجاء الاستهداف الأخير وعلى مدار ستة أيام على التوالي بدءا من مقاطعة الشهباء وقرى شيراوا ووصولاً إلى ديرك، مستهدفة البنى التحتية، والمستوصفات، والمدارس، والمدنيين مرتكبة مجازر تحت ذريعة الرد على العملية الإرهابية  في إسطنبول”.

واستكملت: “إن الصمت الدولي شجع الاحتلال التركي لارتكاب هذه الجرائم بحق الشعوب، فعلى الأرض السورية تتواجد قوى ضامنة، روسيا وأمريكا، لكن تواجد هذه القوى هي لأجل مصالحها فقط، فالمجازر التي تحصل والجرائم، التي ترتكبها تركيا لم تبعد كثيرا عنهم، لكنها شريكة لما يفعله الاحتلال التركي”.

موقف حكومة دمشق من الهجمات؟

وتابعت فاطمة: “بعد احتلال تركيا لعدة مناطق من سوريا، وما تزال هجماتها مستمرة لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، وتدمير وتخريب البلاد، وتهجير سكانها الأصليين، وتغيير ديمغرافيتها، كل ذلك ولاتزال حكومة دمشق صامتة، ومتشبثة بنظامها المركزي والسلطوي، وإطاعة أوامر روسيا، وحتى في الاستهداف الأخير، الذي راح ضحيته قتلى من الجيش السوري، لكن حكومة دمشق لم تبد أي موقف، على رغم من مضي سنوات من اندلاع الثورة السورية، إلا أن هذه الثورة خرجت عن مسارها الحقيقي، وانحازت إلى مصالح شخصية بدلاً من تلبية متطلبات الشعب السوري، وتشكيل فصائل مرتزقة، وافتقدت هذه الثورة للشخصيات الوطنية السورية، وثوريين حقيقيين، فعلى حكومة دمشق تلبية مطالبة الشعب السوري، والعمل على حماية أرضها، بدلا من الانجرار خلف روسيا ومطامعها”.

أستانة توافق دولي لإنهاء المشروع الديمقراطي

وأشارت فاطمة لكتو خلال حديثها إلى هدف عقد أستانا وجميع الاجتماعات بين الدول: “كل الاجتماعات والحوارات التي تحدث على صعيد الدول، بدءاً من أستانة وغيرها، لم تخدم سوى مصالح الدول المجتمعة على طاولة تلك الاجتماعات، فلا يوجد في هذه الاجتماعات من يمثل الشعب السوري، فماذا ستفعل روسيا، وتركيا، وإيران للشعب السوري، فهذه الدول ترى مصالحها في زيادة عمر الأزمة السورية، واستهداف الإدارة الذاتية، وبعد كل اجتماع تكثف تركيا هجماتها على المنطقة، والاجتماع الأخير كان واضحا بأن تركيا أخذت الضوء الأخضر، وهناك اتفاق ومؤامرة واضحة لاستهداف هذا المشروع، ولإبادة الشعوب”. 

رفع مستوى النضال

وأكدت فاطمة لكتو خلال حديثها: “نحن نمر في مرحلة عصيبة جداً، ليس فقط في مناطق شمال وشرق سوريا، فهذا الاحتلال سيمتد لتطبيق الميثاق الملي ومشروع العثمانية الجديدة، واحتلال ثروات الشرق الأوسط وإبادة شعبها، فهذه المخاطر تستهدف وجود الشعوب والثقافات، لذلك يتطلب منا جميعا، الانتفاضة ضد الجرائم، وعلى الشرفاء والشعوب المناضلة التكاتف في وجه مخطط الإبادة؛ لنرفع معا رايات النصر”.