قامشلو/ دعاء يوسف-
حماية الأرض، من دنس أي اعتداء سواء تركي أم غيره، والتشبث بها؛ لأنها أساس وجود لشعب حر، يبتغي العيش بها بسلام وأمن خالدين، بعيدا عن سياسات الترهيب، والعدوان، فاقتضت حماية الأرض هذه، تضحيات عديدة لشهداء شباب قضوا في ساحات القتال، فمن الواجب والأكيد السير على خطاهم لنبلغ مرتبتهم المقدسة، بهذه المعاني السامية أشارت نساء من مدينة قامشلو التي عاهدن بالوقوف إلى جانب قوات الكريلا وقوات سوريا الديمقراطية.
منذ بداية ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، والاحتلال التركي ينتهك العهود، والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في الصراعات الدائرة، والدول الراعية للسلام في تلك المناطق تغض طرفها جراء ما يحدث، فحدثت مجازر وحوادث قتل جمة، كان ضحيتها السكان الآمنين.
ولا تزال دولة الاحتلال التركي تكثف هجماتها على شمال وشرق سوريا، وتمارس أنواع الظلم، والاضطهاد بحق الشعوب، التي تريد العيش بأمان، بعد ما أرست قواعد مجتمع حر، ونظام ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية.
بالمقابل كانت هناك ردود فعل شعبية رافضة لهذه الهجمات المستمرة على المنطقة، حيث أكدت نساء قامشلو جاهزية أهالي المنطقة للتصدي لهجمات الاحتلال، والوقوف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، مطالبات بوقف هجمات الاحتلال التركي.
المقاومة خيارنا
وفي هذا الخصوص، كان لصحيفتنا لقاء مع المواطنة “فاطمة الجاسم”، التي قالت: “نقف فخورين، ومتضامنين مع مقاومة المقاتلين، وبطولاتهم بوجه المحتل التركي، وما قدموا من تضحيات عظيمة، ولن نسمح للاحتلال بتطبيق مشروعه العثماني على مناطقنا المحررة بدماء أبنائنا”.
وأشارت فاطمة: “كسرنا أوهام النظام التركي في إعادة إنعاش داعش من جديد، ويعود من جديد بعدوان جديد عبر الطائرات والهجمات الشاملة مستبيحًا سماء روج آفا وأرضها، لأنه على يقين أنه غير قادر على مواجهتنا”.
وعن الهجمات الأخيرة، التي تشهدها المنطقة قالت فاطمة: “تعرضت مناطق عديدة في شمال وشرق سوريا لقصف وحشي همجي ممنهج من قبل طائرات حربية تركية، في كل من الشهباء وديرك، ومدينة كوباني التي هزمت مرتزقة داعش، وتحررت بفضل دماء آلاف من أبنائها الأبطال، فخلفت الطائرات الحربية وراءها أبشع المجازر بحق الإنسانية، وكأن تركيا تريد إعادة إباداتها الجماعية بحق الشعوب”.
وشددت فاطمة على قيمة المقاومة وعلى نضال الشهداء الذين رووا بدمائهم الأرض: “لن نسمح للاحتلال أن يكسر إرادة الشعوب، وإنهاء مقاومتنا فنحن صامدون، فلم تذهب أرواح أطفالنا وشهدائنا سدى، بل ستمجد في سطور التاريخ لتقرأها الأجيال القادمة، ويتعلموا منها التضحية وحب الوطن، فهم من قدموا دماءهم، وأرواحهم من أجل عزة الوطن، وكرامته في مواجهة مرتزقة داعش، وسيضيفون انتصاراً جديداً ضد الاحتلال التركي”.
تستر المجتمع الدولي على الانتهاكات
في السياق ذاته قالت “هيفين حسن: “في الآونة الأخيرة كثف المحتل التركي هجماته من مقاطعة الشهباء مروراً بمنبج، عين عيسى، تل تمر، وصولاً لديرك، ومخمور، وشنكال، وذلك عبر الطائرات التركية، التي تستهدف الأبرياء، في انتقام معلن لخسارتها المتكررة”.
وتابعت هيفين: “تستر المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات التركية، عبر تغاضيه عن جرائم أردوغان، ومرتزقته داعش، أعطى ذلك لأردوغان إذنا لهذه الانتهاكات، التي يقوم بها بحق المدنيين، وهجومه غير المشروع على أراضي روج آفا، وكذلك صمت المجتمع الدولي، والقوى الضامنة كل ذلك يتطلب حلاً للأزمة السورية، ووقف نزيف الدماء”.
أكدت هيفين على السير على خطا الشهداء، وأن النصر قريب ما دامت شعوب المنطقة تتسلح بالعزيمة: “نحن أمهات الشهداء نعاهد الشهداء، وقوات الكريلا أننا سنستمر على هذا الطريق، ولن نتراجع عن نهج القائد أوجلان حتى آخر قطرة دم في أجسادنا”.
واختتمت هيفين بأن الكرد يظلون السور الحصين أمام مخططات أردوغان، ويؤكدون فشله في التخلص من الكرد: “ونحن من ينتصر في نهاية الطريق”.
اعتداء صارخ على الأراضي الآمنة
كما أدانت إدارية مؤتمر ستار “ليلى كلش الهجمات التركية الهمجية: “إن الاحتلال التركي منذ بداية عام 2011 يرسل مرتزقته للتدخل العلني، وغير العلني في الأزمة السورية، حيث تتشابك خيوط الأزمة، لتصب في صالح الاحتلال التركي، وسياساته الاستعمارية، محتلا العديد من المناطق، لتحقيق غاياته في الأراضي السورية على حساب الإنسانية والعدالة”.
وبيّنت ليلى: أهداف الاحتلال التركي، وهجماته التعسفية على المنطقة: “إن هدف الدولة التركية المحتلة الفاشية هو مهاجمة، واستهداف الناس بالطائرات المسيرة، لترهيبهم بهدف إخلاء المنطقة، وتدمير أمنها، واستقرارها إحياءً لسلطة الدولة العثمانية.”
دعت ليلى أهالي شمال وشرق سوريا إلى التمسك بأراضيهم، والتجمع حول قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدة أن: “ما يتم الآن من هجمات وضرب، وتدمير، وقتل للأبرياء في شمال وشرق سوريا، هو اعتداء صارخ على الأراضي السورية عامة، وانتهاك للقوانين الدولية، وبالتالي سكوت حكومة دمشق، والدول الأخرى، هو دليل على التواطؤ مع هذا النظام التركي الغاشم ضد شعوب المنطقة”.
واختتمت ليلى بالتنديد بالهجمات مؤكدة على السير على خطا الشهداء بالقول: “إننا ماضون على طريق الشهداء، وسنواصل مقاومتنا حتى تتحقق أهدافنا، هذا الهجوم لن يثنينا عن مواصلة العمل، والكفاح لتحقيق حياة كريمة”.
جرائم الاحتلال لن تثني عشاق الحرية عن النضال
وفي السياق ذاته حدثتنا “صالحة بهجة كلش” عن شهداء الحرية، والمقاومة التاريخية، التي سطروها في ساحات القتال، فقالت: “قدمنا الآلاف من الشهداء في سبيل حماية أرضنا، وشعبنا فلن نتخلى عن الغاية التي أرادها أبناؤنا؛ حتى يصلوا إلى مبتغاهم، فعشقوا الحرية التي تؤتى من ساحات القتال”.
وأشارت صالحة إلى أطماع تركيا: “نحن شعب قدم أبناءه فداءً لهذه الأراضي، ولحمايتها من الاعتداءات؛ لذا لم يعد هناك شيء نخشاه، أو نتردد لأجل تنفيذه، سنحمي أرضنا وقضيتنا”.
وطالبت صالحة في ختام حديثها الاحتلال التركي بالكف عن هجماته، وعن اعتداءاته فنحن شعب مدافع عن حقوقه النبيلة في العيش بسلام.
