تطور واقع الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة هذا العام، مقارنة بالسنة الماضية

قامشلو/ رشا علي ـ

صرحت الإدارية العامة في مديرية الثروة الحيوانية بإقليم الجزيرة “روكن شيخموس” بأن وضع الثروة الحيوانية هذه السنة أفضل من السنة الماضية، وأكدت بأنه يتم تقديم اللقاحات المطلوبة للوقاية من الأمراض، كما إنها كشفت عن إحصائية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة.

تعد الثروة الحيوانية جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد مناطق شمال وشرق سوريا، كون المنطقة غنية بالثروة الحيوانية، وتعدّ مصدر عيش لكثير من أبناء المنطقة، ولكن في السنوات الأخيرة أدت التغيرات المناخية، وعدم انتظام الهطولات المطرية إلى تضرر الزراعة، والثروة الحيوانية، وأثرت سلباً على المزارعين، وعلى مربي الثروة الحيوانية، وخلق لديهم مشكلة وصعوبة في تأمين العلف، وباقي المستلزمات.

وبهذا الخصوص كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء مع “روكن شيخموس” الإدارية في مديرية الثروة الحيوانية بإقليم الجزيرة، فحدثتنا قائلةً: “نعلم جميعاً بأن وضع الثروة الحيوانية في المنطقة سيء؛ وذلك بسبب قلة هطول الأمطار في السنين الماضية، حيث أثرت قلة الأمطار سلباً على الثروة الحيوانية، وواجه مربو المواشي صعوبة كبيرة في تأمين العلف؛ فضلاً عن أسعارها المرتفعة؛ ما دفعهم على بيع قسم من حيواناتهم؛ لشراء العلف للقسم الآخر، وهذا ما أدى إلى نقص الثروة الحيوانية في المنطقة بنسبة 40%”.

وأشارت روكن إلى وجود صعوبات جمة تواجه مربي الحيوانات في هذه الظروف، وبأن الإدارة العامة للثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة، تقدم خدمات، ولقاحات سنوية للحيوانات، وتساعد المربين بنسبة 50%.

وأضافت روكن بأنه عند ظهور أمراض في الثروة الحيوانية، يتم خروج لجان لمعالجة الحيوانات ويتم التعامل مع الأمراض، ومعالجة الحيوانات حسب الإمكانات والأدوية المتوفرة.

العوامل الأساسية لنقص عدد الثروة الحيوانية

وأما عن نسبة عدد الحيوانات في إقليم الجزيرة، والفروقات التي حصلت بين إحصائية عام 2018 وإحصائية عام2022، بينت روكن بأن عدد الأغنام نقصت بنسبة 30% والأبقار بنسبة 40% والدجاج بنسبة 50%، كما أوضحت بأن أحد أسباب تراجع أعداد الثروة الحيوانية، هو قلة الأمطار وقالت: “تعرض المنطقة للتغيرات المناخية أدى إلى حدوث الجفاف؛ بسبب قلة الأمطار الهاطلة وأثرت سلباً على الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى أن الهجمات والتهديدات التركية، كان لها تأثير كبير على الثروة الحيوانية، حيث أدت الهجمات إلى نزوح المواطنين بالإضافة إلى الذبح العشوائي للثروة الحيوانية”.

إحصائية عام 2022

قامت المديرية العامة للثروة الحيوانية بإجراء إحصاء للثروة الحيوانية، في إقليم الجزيرة هذا العام 2022، حيث تبين حسب الإحصاء، أن مجموع الأبقار يبلغ عددها ستة وخمسين ألف، وتسعين رأس، أما الأغنام فبلغ عددها أربعة ملايين، وخمسمائة رأس، أما الماعز فبلغ تسعة وثلاثين ألف وستمائة، وواحد وستين رأساً، وبلغ عدد الجمال أربعة آلاف، وخمسمائة، وخمسة وعشرين رأساً، وبلغ عدد الخيول الأصيلة سبعة آلاف، وستة وثمانين رأس، والجواميس ثلاثة آلاف، ومائتين وخمسين رأساً.

وعن المقارنة والفروقات بين هذه العام، والعام الماضي بالنسبة إلى الثروة الحيوانية، نوهت روكن بأن هذه السنة أفضل نوعاً ما من السنة الماضية، فكانت كميات الأمطار الهاطلة أكبر من العام الماضي، واستفاد مربو الحيوانات من الأراضي البعلية في توفير العلف للحيوانات، وبأسعار جيدة ومقبولة نسبة إلى السنة الماضية، وأكدت روكن حول ذلك: “بلغ سعر الكيلو الواحد من التبن في السنة الماضية 1000 ليرة سورية؛ وذلك بسبب قلة الأراضي الزراعية، أما هذا العام فكان سعر الكيلو الواحد من التبن 300 ليرة”.

مخططات هذا العام

أما بخصوص مخططات مديرية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة لهذا العام، فقد أشارت روكن إلى أنهم سيقومون بتقديم أنواعاً أخرى من العلف إلى مربي الحيوانات، مثل الفصة والبونيكام، حيث تتم زراعته في المنطقة، إضافةً إلى توزيع كمية من الذرة، وبسعر مقبول على مربي الحيوانات لزراعته، لأجل المساعدة في تامين علف الثروة الحيوانية، وخاصة الأبقار، والأغنام والجمال والأحصنة.

وعن الخطوات الأساسية لرفع نسبة السلالة الحيوانية في المنطقة، ذكرت روكن: “طالبنا بفتح معمل خاص لعلف الدواجن، وإلغاء جمركة المواد العلفية الخاصة به، وهذه خطوات أساسية لتحسين نوعية السلالة الحيوانية في المنطقة، إننا نرعب بتحسين سلالة الأغنام في المنطقة، وذلك عن طريق التلقيح الاصطناعي”.

مساعٍ لتطبيق الدورة العلفية بشكل نظامي

ونوهت روكن، إلى أنه تم توزيع العلف على شكل دفعتين لهذه العام، وبأنه وزع في المرة الأولى على مربي الحيوانات، حسب إحصائية الثروة الحيوانية لعام 2018، أما المرة الثانية فتم توزيعه حسب الإحصائية الجديدة لهذا العام 2022، كما كشفت عن الكمية، التي تعطى لكل رأس، حيث يُقدم خمسون كيلو لكل رأس واحد من الأحصنة، والأبقار، والجمال، والجواميس، أما الماعز والأغنام، فيُقدم لكل رأس عشرة كيلو.

واختتمت “روكن شيخموس” الإدارية العامة لمديرية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة حديثها: “نتمنى في الفترة المقبلة، أن تطبق الدورة العلفية بشكل نظامي، وأن يوزع العلف كل شهرين على مربي الحيوانات”.

صعوبة تأمين العلف…

من جانبه، أوضح دليل منير سرزر من سكان قرية طوبس التابعة لمدينة قامشلو، وهو مربي أغنام منذ فترة طويلة، بأنه كلما كان الاهتمام بالثروة الحيوانية أكبر، فقد تعطي إنتاجاً أكبر، يستفيد منها المجتمع، وأكد بأن تربية الحيوانات كمهنة لا يستطيع المربي تركها، مهما واجهته صعوبات ومعوقات.

وتابع سرزر بأنهم تعرضوا لخسائر كبيرة منذ سنتين؛ بسبب قلة هطول الأمطار في المنطقة، وما زالوا يواجهون صعوبة في تأمين العلف لحيواناتهم، وقال عن تحضيراتهم التي يقومون بها لتأمين علف حيواناتهم قبل قدوم فصل الشتاء: “نتيجة ضعف المراعي، وغلاء سعر الأعلاف، قبل قدوم فصل الشتاء نقوم بشراء مادة العلف المكونة من الشعير، والقمح، والتبن لإطعامها لأغنامنا، بسبب عدم وجود ساحة ترعى منها أغنامنا في فصل الشتاء، وتحضيراتنا هذه السنة جيدة نسبةً إلى السنوات الماضية”.

وعن الدعم، الذي تقدمه مديرية الثروة الحيوانية من أجل مربي المواشي، بين سرزر بأن الدعم المقدم لا يلبي احتياجات المواشي من الأعلاف؛ لأن الكمية المقدمة قليلة جداً، وبأنه يتم تقديم عشرة كيلو غرام من العلف مرتين في السنة، لكل رأس غنم: “أن كمية العلف التي تقدمها لنا الإدارة الذاتية لا تكفي لمدة طويلة، نتمنى من الإدارة زيادة دعم مربى المواشي من أجل توفير الألبان والأجبان، والمحافظة على الثروة الحيوانية في المنطقة، وبسبب قلة الأمطار وغلاء سعر العلف تباع الثروة الحيوانية في المنطقة بأقل من سعرها”.