جل آغا/ أمل محمد –
تلجأ النساء في شمال وشرق سوريا، في شهري نيسان، وأيار من كل عام، إلى جني أوراق العنب؛ لتموينه، ولتخزينه كعادة شائعة، ومتوارثة لدى الأهالي، ومن طقوس الاقتصاد، والاعتماد على الذات في المجتمع السوري.
تعد أوراق شجرة العنب، أو كما تسمى في بعض المناطق بورق العريش، أو الدوالي من أصناف الطعام المحببة لدى السكان في مناطق عدة، فيحرص الأهالي إلى جني كميات كبيرة منها في شهري نيسان، وأيار، واللذين يعدان أفضل الشهور لقطف أوراق أشجار العنب، وتخزينه في بيت المؤونة، لاستخدامه لاحقاً في فصل الشتاء.
طعام بيت المؤونة
بعد أن تتزين أشجار العنب بأوراقها الخضراء، تلجأ النساء إلى جني هذه الأوراق، والتي تعد من أشهى الأطباق، التي تتواجد على الموائد في شمال وشرق سوريا، وناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو، التي تشتهر بكثر أشجار العنب فيها، فلا يكاد يخلو بيت عربي من بيوتها من هذه الشجرة، فيعمد الأهالي في كل عام إلى تخزين كميات كبيرة من أوراق شجر العنب، إما لاستخدامه كمصدر غذائي في فصل الشتاء، أو بيعه في الأسواق.
صحيفتنا “روناهي” رصدت عملية جني هذه الأوراق في بعض المنازل، عطية عمر، التي ناهز عمرها الخمسين عاما، بدأت حديثها بالقول: “أملك في منزلي شجرتين من أشجار العنب ذات الأوراق العريضة، وهذا النوع هو المفضل لصنع طبق اليبرق الشهي، أجني في كل عام كميات كبيرة وأقوم بتخزينها في علب، عملية الجني سهلة جداً، والأمر ممتع، أقوم بتخزين ما لا يقل عن عشرين علبة من هذه الأوراق في كل عام، نقوم باستهلاكها جميعها في فصل الشتاء”.
وأضافت: “غالبية أهالي الناحية، لا يلجؤون لشراء أوراق العنب؛ لأنها تكثر في الناحية، ومن لم تملك شجرة في منزلها، فإنّها تلجأ إلى أشجار الجيران، والأقارب لجني ما تشاء، هذه الشجرة مباركة، وتحمل أوراقاً كثيرة، ومتجددة تكفي الكل، هناك طرق عديدة لحفظ هذه الأوراق لمدة طويلة، إما أن نضعها في علب، وعدم السماح للهواء بالتسرب إليها، أو أن نقوم بغليها، ثم وضعها في علب خاصة”.