مركز حماية الطفل.. رسم لمستقبلٍ أفضلٍ لبراعم فقدت أسرها

روناهي/ الحسكة –

منذ بداية الإعلان عن الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، والتي كانت هيئة المرأة إحدى الهيئات الرئيسية فيها، عملت الهيئة بالإضافةِ لمتابعة قضايا المرأة من أجل إحقاق حقوقها في مجال حماية الأطفال سواءٌ بفتح مراكز ترفيهية أو خدمية لهم تصبُّ في خدمةِ العائلةِ والمجتمع.

أفقدت الحروب والصراعات الكثير من الأطفال للأم والأبْ، وتركتهم لمصارعة قسوة الأيام والظروف المريرة دون ملجأ، خصوصاً الأطفال في مناطق شمال وشرق سوريا، الذين لم ترحم طفولتهم آلة البطش الإرهابية لجيش الاحتلال التركي ومرتزقة داعش الإجرامية، وانطلاقاً من الواجب الأخلاقي والإنساني للإدارة الذاتية الديمقراطية، وعناية المرأة على وجه الخصوص بالمعنى الحقيقي للطفولة، دأبت هيئة المرأة على التوجه إلى إقامة مشاريع تتبنى رعاية الأطفال، وتقدم الدعم والرعاية لهم، وتراعي القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية.

بداية المشروع وتعميم الفكرة

وللحديث عن هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع رئيسة هيئة المرأة في إقليم الجزيرة؛ زينب صاروخان حيث قالت: “كما هو معلوم إنه بسبب الحرب الدائرة والأزمة العارمة في البلاد تفككت الكثير من العائلات وحُرِم العديد من الأطفال من ذويهم، لذا عملت هيئة المرأة على فتح (مركز حماية الطفل) في بلدة رميلان، وعملت على إيواء الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، الذين عانوا من ويلات الحرب سواءً الفاقدين لوالديهم أو بسبب التفكك العائلي”.

استقبل هذا المركز الأطفال من الأقاليم الأخرى في شمال وشرق سوريا، على الرغم من إنه على مستوى إقليم الجزيرة فقط، لأنه الأول من نوعه في ظل الإدارة الذاتية، حيثُ أمّنت كافة مستلزمات الأطفال من الناحية المادية والمعنوية بحسب زينب.

وزادت: “عملت المربيات العاملات في الدار كأمهات لهؤلاء الأطفال ولكي يتم اندماج الأطفال مع المجتمع وانخراطهم فيه أرسلوا إلى مدارس الإدارة الذاتية، بحيث لم يتم تعليمهم في مدرسة داخلية تابعة للدار، ومع مرور الزمن لم يعد المركز يتسع للأطفال، فكان في استراتيجية الهيئة منذ بداية عام ٢٠٢٠ توسيع المشروع لضمان حياة أفضل للأطفال، وبمساعدةٍ من إحدى المنظمات قدمت منحة للهيئة تم العمل على توسيع المشروع،  فتم تأهيل مركز حماية الطفل في منطقة الحسكة بحي (مشيرفة) وبدأت الهيئة العمل فيه منذ عدة أشهر وسيتم نقل الأطفال إلى المركز خلال الأيام المقبلة”.

الشروع بافتتاح الدّار

وضع برنامج مسبق للمركز من قبل الهيئة بالإضافة لمساعدة من بعض المنظمات الإنسانية لتربية الأطفال وتأمين حياةٍ جيدةٍ لهم، وتنمية مواهب الأطفال في العديد من المجالات لرسم مستقبلٍ أفضلٍ لهم بالإضافة لمتابعة التعليم بعد الدراسة، وتمكينهم من مراجعة واجباتهم المدرسية، ولهذا المركز أهمية كبرى وفائدة تعود على المجتمع والطفل في الوقت نفسه، فذلك الطفل الذي رُسمت له حياة البؤس دون أن يختارها بنفسه فتحت له الدار أوسع أبوابها، لدخول حياةٍ جديدة وتغيير القدر الذي كُتب لهُ وبالتالي المساهمة في بناء الوطن والمجتمع مستقبلاً، كذلك تعتبر هذهِ الدار، وسيلةً لحمايةِ المجتمع من العديد من المظاهر التي تؤدي لتخلف المجتمعات والخروج عن قالبها الأخلاقي، لأنَّ هؤلاء الأطفال سيتم استغلالهم في التسوّل والعمالة في أعمارٍ صغيرةٍ وقد يتم استغلالهم من الناحية الأخلاقية أيضاً، كونهم من دون عوائل ولن يقف أحد في وجه جشع المستغلين إن تم استهداف هؤلاء الأطفال، لذا يمكن القول بأن هكذا مراكز لا تقل أهميتها عن أعمال الحماية والدفاع عن قيم الوطن، وبالتالي ضمان تخريج جيلٍ صحي ومتعلم يتماشى مع أهداف دار الرعاية في التربية والتعليم.