مهجرة تحول أرض قاحلة إلى بقعة خضراء تيمناً بمنزلها المحتل..

قامشلو/ رؤى النايف ـ

امرأة في العقد السابع من العمر، تحول بقعة من أرض المخيم إلى واحة خضراء، كتعبير عن السلام، وإن الوطن لا ينسى مهما دارات رحى الحروب عليه.

إن ظروف التهجير القسري تولد لدى الكثيرات من النساء حالات من المقاومة والارتباط بفكرة الأرض التي لا تموت مهما دارات رحى الحروب عليها، مثل المهجرة من سري كانيه، التي حولت أرض المخيم إلى بقعة خضراء، حيث تجد في فكرتها هذه رمزاً لمدينتها التي سلبها منها المحتل التركي.

تقول “سوريا الحسين” التي تبلغ من العمر 65 عاماً وتقطن مع أخيها داخل مخيم واشو كاني: “هجرت قسراً من مدينتي ولم أرغب بالخروج منها، لكن المحتل التركي أخرجني بالقوة”.

“ترمز لمدينتي الخضراء”

وتابعت: “أحب الزراعة وأجيد الاهتمام بالمزروعات واعتني بها كما تعتني الأم بصغارها، فهي ترمز لمدينتي الخضراء، سري كانيه، فقررت أن أزرع في هذه الأرض القاحلة الورد والأزهار العطرة التي تشبه في رائحتها رائحة منزلي في مدينتي المحتلة، ولأنني أرى في الزهور رمزاً للسلام والأمان بين الشعوب في مدينتي وفي كافة مدن شمال وشرق سوريا، وحين تتفتح الأزهار والرياحين أقوم بتوزيعها داخل الخيام ليسود السلام بيننا ولنتذكر رائحة أرضنا المحتلة”.

“أتمنى أن أعود بأسرع وقت”

واختتمت “سوريا الحسين” حديثها بالقول: “أتمنى أن أعود بأسرع وقت إلى مدينتي، كنا نعيش سعداء ومتحابين ومتآخين في مدينتي الخضراء، سري كانيه، أريد العودة إلى منزلي لكن بخروج المحتل التركي منه، الذي احتل بلدي ووطني وأجبرني على الخروج من منزلي بالقوة، وأردوغان قاتل الشعوب ومحتل لبلدنا وحضارتنا، يجب أن يخرج منها عاجلاً، فنحن شعب مسالم مثقف وواعٍ ونستحق أن نعيش في أمان”.

احتلت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها مما تسمى بالجيش الوطني السوري سري كانيه في التاسع من شهر تشرين الأول عام 2019، بأسلحة ثقيلة ومحرمة دولياً وأخرجت سكانها منها بتهجير قسري، وتشرد بسبب هذا المحتل الغاشم أكثر من 350 ألف شخص دون ذنب وأصبحوا دون مأوى يفترشون الخيام في الصحراء، يأكل أجسادَهم حرُّ الصيف وبردُ الشتاء ينخر عظامَهم، ويفتقدون أبسط مقومات الحياة داخل المخيمات، ورغم ذلك حلم العودة عند جميع النسوة لا يغادر قلوبهن وعقولهن، وحياتهن وتفكيرهن مرتبط بقضية أرضهن المحتلة ونضالهن فيها، ويؤكدن بأنهن سوف يناضلن في سبيل تحريرها واخراج المحتل التركي منها.