ذكرى تحرير الطبقة.. يوم ولادة حرية المرأة واسترداد حقوقها

روناهي/ الطبقة – في العاشر من أيار عام 2017 حُررت الطبقة من أكبر حقبة زمن سوداء في فترة سيطرة مرتزقة داعش الإرهابي فنالت المرأة بعد التحرير دورها  في المشاركات السياسية والمجتمعية وحصلت على حقوقها على كافة المستويات، فكان لها دور فعال في نهضة ورقي المدينة.

بعد تحرير مدينة الطبقة من رجس داعش وعودة بوادر الحياة الطبيعية المستقرة والآمنة كان للمرأة في المدينة دورها الفعال، حيث انخرطت في جميع مجالات الحياة العملية ونالت حقوقها التي سلبت منها في عهد داعش. حيث استطاعت إبراز دورها الريادي وإبداء رأيها السياسي ورغبتها في إعادة بناء سوريا بما يكفل لها حقوقها الكاملة، ونالت الجزء الهام من تنظيم الفعاليات والمشاركات والأنشطة والندوات في توعية المرأة إضافةً لدورها في الجانب الخدمي من خلال تسلمها لمناصب مسؤولة وهامة على كافة الأصعدة والنواحي.

تحريرها من القيود

وبمناسبة هذه الذكرى؛ أجرت صحيفتنا لقاء مع الناطقة باسم إدارة المرأة في مدينة الطبقة “فاطمة بحبوح” التي حدثتنا عن ازدهار دور المرأة ومشاركاتها على مدى الأربع سنوات في المدينة بالقول: “بعد مضي أربع سنوات على تحرير مدينة الطبقة نبارك أهالي مدينة الطبقة خاصةً وشعوب شمال وشرق سوريا عامةً بهذا اليوم العظيم والتاريخي الذي يصادف في العاشر من أيار من كل عام، ونبارك نجاحات الإدارة المدنية الديمقراطية والمؤسسات والنساء بشكل خاص لما استطاعت أن توصلنا إليه بعد تحرير المدينة من فكر مرتزقة داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، ونستذكر شهداءنا والشهيدات بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا”.

مضيفةً بأن النصر الذي تحقق في الطبقة والإنجازات كانت ثمرة تضحيات هؤلاء الأبطال الأبرار الذين قدموا هذا النصر لجميع الشعوب.

وأردفت: “مدينة الطبقة هي مدينة كباقي المدن التي كانت تتوق إلى نيل حريتها وسيادة الديمقراطية التي فقدتها في السابق، وهي اليوم قد تعافت وعادت أفضل من ذي قبل، وكان على عاتق الإدارة المدنية وإدارات المرأة تحرير أبناء ونساء الطبقة من الفكر الظلامي الذي زرعهُ داعش بين الأهالي خلال السنوات السابقة ولا سيما المرأة التي عانت من الكبت والظلم والعنف الذي طبق عليها من قبل داعش وجعلها سلعة تباع وشيئاً مهمشاً في زنزانة المنزل محرومة من أبسط حقوقها”.

إنجازات على مدى أربع سنوات

وأشارت فاطمة إلى أنه رغم هذا كله استطاعت المرأة خلال الأربع سنوات أن تنهض من جديد بكل إصرار، بل وانخرطت في جميع المجالات حتى المجالات العسكرية التي سطرت فيها المناضلات في قوى حماية المرأة أعظم الانتصارات بقتال داعش في بقية المناطق حتى دحرهم في آخر معاقلهم في قرية الباغوز، فأصبحت المرأة في الطليعة واستطاعت أن تثبت أنها ذات إرادة لا تكسر ولا تقهر لتصبح إدارية ناجحة في المجتمع، ومارست دورها الاجتماعي وكانت ملازمة للرجل في المؤسسات، وأثبتت للعالم أجمع نجاحها الإداري والمسؤولية الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وأردفت: “نستطيع القول أنها أبدعت بكل جدارة وكانت ريادية بمعنى الكلمة بعد التحرير”.

وفي نهاية حديثها نوهت فاطمة إلى دور مشروع الأمة الديمقراطية الناجح الذي طبقته الإدارة المدنية الديمقراطية بالطبقة منذ التحرير، وعدته أعظم نصر حصلت عليه المرأة الذي أعاد لها حريتها في وقت كانت على وشك الاستسلام.

التخلص من الفكر الظلامي

وفي لقاء آخر حول هذا الموضوع أوضحت لنا الإدارية في دار المرأة وعضوة لجنة الصلح في مدينة الطبقة رجاء عبد الرحيم بالقول: “في المدة التي تلت التحرير عانت المرأة من العديد من حالات العنف من قبل الزوج أو الأب أو الأخ، التي ترجع للعديد من الأسباب ولاسيما استمرار الحاكمية الذكورية في المنطقة وسيادة الفكر المتطرف في المنطقة الذي زرعهُ مرتزقة داعش عند البعض، ولكن وبعد عدة سنوات من الأعمال والندوات الفكرية والنشاطات وممارسة المرأة دورها الريادي في حل النزاعات والخلافات الزوجية تقلصت هذه الأعداد كثيراً ولا سيما في السنة الأخيرة الماضية”.

الخطط المستقبلية واستكمال النجاحات

واختتمت رجاء حديثها بالقول: “نحنُ نَعِد جميع الأمهات والنساء العاملات وغير العاملات وجميع النساء أننا مستمرون في خططنا المستقبلية مكملين إنجازاتنا في السنوات السابقة بعد التحرير في طريق استمرار إنصاف المرأة المظلومة والسعي الجاد لاستكمال كامل حقوقها، ونختم بالمباركة لجميع أهالينا بالطبقة في هذهِ الذكرى الخالدة التي أعادت للمرأة وجودها وكيانها”.