جل آغا/ غزال العمر –
نساء في ناحية جل آغا يستثمرن وقتهن ويكسرن الروتين؛ ليمارسن مهناً يدوية بسيطة ولكنها لا تغطي تكلفتها في ظل الحظر الكلي المفروض والوضع الاقتصادي السيئ في ظل غلاء الأسعار وعدم توفر كافة مستلزمات الحياكة والنسيج من خيوط صوفية وقطنية وحريرية.
تبقى المرأة العقل المدبر الذي يبدع في إظهار مهارات وأعمال متعددة والتي تكفل لها الحياة الكريمة حتى ولو كانت بسيطة وذات مردود لا يغطي كافة احتياجات العائلة، لكن تبقى المحاولة وقوة الإرادة وعدم الاستسلام للظروف المعيشية الصعبة من أهم الخطوات التي ترسم بها المرأة حياتها.
تساعد زوجها
سهام المحمد (35عاماً) من سكان ناحية جل آغا والأم لثلاثة أطفال، أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وزوجة لرجل يعمل خبازاً في فرن البلدة لا يلبي دخله كلّ احتياجات العائلة حيال عملها، تقول: “أعمل في حياكة الصوف رغم صعوبتها وتأثيرها السلبي على الصحة مع التقدم بالعمر لأساعد زوجي”.
تمارس سهام عملها منذ ست سنوات وقد تعلمته على يد زوجة أخيها لتتخذه مهنة تقصدها النسوة لتحيك لهن الشالات وتطرز لهن الكلابيات وتنسج الفساتين والكنزات.
تراجع الإقبال
وعن الاختلاف الكبير بين هذا العام وبقية الأعوام تقول الأم سهام: “كان الإقبال جيداً في السنوات السابقة والأسعار مناسبة، وكان الربح المادي جيداً من هذا العمل لكن الآن اتجه الأهالي للألبسة الجاهزة التي لا يختلف سعرها عن الألبسة الصوفية اليدوية بسبب ارتفاع سعر الخيط وعدم توفره أحياناً”.
وأضافت: “كان الأهالي سابقاً يلتمسون بالحياكة اليدوية رخصاً وكونها صناعة قديمة وتراثية، حيث تتميز القطع الصوفية بجودتها ومتانتها وجماليتها المتقنة، فهي تأخذ وقتاً طويلاً واهتماماً”.
أنواع الخيوط
أما عن الفرق بين أنواع الخيوط التي تستعملها وتفضل العمل بها قالت بأنها تفضل خيط الصوف على خيط الحرير الذي تستعمله مع الخرز لتزيين الشالات حسب الرغبة، وزادت: “فمنهن من يطلبن لوناً واحداً من الخرز وأخريات يطلبن عدة ألون منه، الأمر الذي يقتضي عمل يومين متواصلين لصناعة شال”.
تتقاضى سهام المحمد أجراً بسيطاً وليس لديها القدرة على شراء كميات وألوان صوفية متنوعة تحولها لقطع ألبسة يستفاد منها، لذا تخشى من “عدم تصريف الإنتاج بسبب قلة الإقبال على الصناعات الصوفية في العامين الأخيرين” حسب قولها.