حرمت السلطات الإيرانية جميع الإثنيات القاطنة في إيران عدا عن الفرس، من التعلم بلغتهم الأم، أو إصدار أية منشورات صحفية بها.
يقطن في إيران كل من الفرس والآذريون والكرد والبلوش والعرب والمازانيون والغيلاك والتات والتركمان والأرمن والآشور والكلدان.
ولكل من هذه الإثنيات هوية ولغة خاصة، وعدا عن الفرس، جميع هذه الإثنيات غير معترف بحقوقها القومية واللغوية والثقافية بشكل رسمي في إيران.
ورغم أن المادة 15 والمادة 19 من الدستور الإيراني تؤكدان على حق الإثنيات الأخرى في التعلم بلغتهم الأم، إلا أنه بسبب سياسات الدولة الإيرانية العنصرية لم تسمح الدولة بتطبيق هاتين المادتين على أرض الواقع.
بحسب المادة 15 من الدستور الإيراني تعد اللغة الفارسية هي اللغة المشتركة الرسمية لشعوب إيران، ويتوجب أن تكون اللغة الفارسية هي السائدة في التعاملات الرسمية في البلاد، أما استخدام اللغات المحلية إلى جانب اللغة الرسمية، في الصحف والدوائر التعليمية فهو أمر حر.
مواد في الدستور بقيت حبر على الورق
فيما تنص المادة 19 “تتساوى الأقوام والقبائل الإيرانية في الحقوق، ولا يجوز هيمنة لون أو قومية أو لغة أو أي شيء آخر”.
وبقيت هاتين المادتين مجرد حبر على ورق، ولم يجرِ تنفيذها أو إعادة النظر فيها من قبل السلطة الإيرانية.
وسجلت آخر إحصائية في إيران سنة 2016 وصول عدد سكانها إلى 79 مليون 926 ألف و270 نسمة، وقد يكون العدد تجاوز الـ 80 مليوناً الآن.
وبحسب السجلات الرسمية الإيرانية فإن الفرس يشكلون 50% من سكان البلاد، ويليه الأتراك بنسبة 17% ومن ثم الكرد بنسبة 16%، والغيلك والمازنيون 11%، العرب 2%، التالشي 2%، التات 1% وآخرون 1%.
لكن جهات كثيرة تشكك بهذه السجلات الرسمية، ويرى خبراء في علم الاجتماع أنها فعل سياسي من قبل الدولة الإيرانية.
خطر زوال لغات محلية
تواجه عدد من اللغات خطر الزوال في إيران، عدا عن الفارسية التي هي لغة الرسمية، واللغات الكردية والآذرية والبلوشية والعربية والمازنية والغيلكية والتاتية حيث أعداد المتحدثين بها كثر.
كشفت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وجود 76 لغة للتحدث بها في إيران، وصرّحت بوجود خطر زوال 24-25 لغة في البلاد.
وبحسب المنظمة فإن اللغات المهددة بالزوال هي: البشاغردية، فارسيهود (يهود إيران)، غازي، غوراني (لغة اليارسان)، خالاجي، التركية الخورسانية، خوانساري، كاراشي، أجومي، مندائي، ناتنازي، نايني، سمناني، سنايا، سايوندي، ساوي، تاليشي، تاتي، وفسي، بهديناني (لغة الزرادشتين في إيران)، كوروشي، جيدي، غزني.
إلى جانب، تعيش أيضاً اللغات الأرمنية والآشورية والكلدانية والرومية خطر الزوال بسبب تراجع أعداد المتحدثين بها، وتراجع الكتابات الأدبية الخاصة بهذه اللغات.
ولففت منظمة اليونسكو إلى زوال لغتي “لشان ددان” التي هي لغة آرامية، ولغة الهولالولا من إيران، بعد فقدان المتحدثين بهذه اللغة.