سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“19 تموز” شعلة شعوب شمال وشرق سوريا نحو الحرية

استطلاع/ عادل عزيز –

روناهي/ قامشلو- ثورة روج آفا بمرور عدة سنوات أصبحت في جوهرها ثورةً لعموم شعوب شمال وشرق سوريا، وهذا دلالة واضحة على أن الثورة لا تخص شعوب روج آفا فقط بل تتعدى ذلك لتصبح الأمل لكل من كان يحلم يوماً بالحرية فتحولت لحقيقةً على أرض الواقع.
إن ثورةَ روج آفا التي انتهجت منذ البداية فكر وفلسفة القائد آبو، حققتِ الكثيرَ من الانتصارات فقد كانَ لفكر قائد الإنسانية عبد الله أوجلان أثر كبير على أبناء روج آفا وشمال سوريا، وهذا ما جعلَ أبناءَها أكثرَ قدرةً على فهم واستيعاب المرحلة والثورة، فبدأوا منذ اليوم الأول بتنظيم أنفسهم عبر تشكيل المؤسسات، والاعتماد على ذاتهم، بعيداً عن نهج النظام القمعي أو المرتزقة المرتبطين بالخارج، واتبعوا سياسةَ مستقلة على مبدأ الأمة الديمقراطية، وحول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا روناهي استطلاعاً في مقاطعة قامشلو حول نظرة المواطنين لهذه الثورة وأهميتها من كافة النواحي.
“بدماء شهدائنا حافظنا على كرامة شعوبنا”
وبهذا الخصوص التقت صحيفتنا روناهي مع المواطن “نذير محمد إبراهيم” وهو من سكان ناحية عامودا، حيث بيّن لنا بأن الثورة في روج آفا لاقت الكثير من الصعوبات في البداية، وضحّى الشهداء بدمائهم في سبيل الحفاظ على كرامة الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا والوصول إلى ما هو عليه الآن من تأسيس إدارات ذاتية ومدنية، وأضاف بالقول: “في البداية بدأ هذا المشروع على شكل (كومينات) محلية، وتأسيس المجالس، وإجراء الانتخابات، وتشكيل مؤسسات الإدارة الذاتية، إلا أن المحتل التركي ومرتزقته من داعش وما تسمى بالجيش الوطني السوري حاولوا بشتى السبل إفشال هذا النهج الديمقراطي، ولكنهم فشلوا بإرادة شعوب المنطقة، ومن بعدها تأسست وحدات حماية الشعب والمرأة ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية ليكونوا الخط الحامي الأول لهذه المناطق, وبدأوا معاً بحملات لتحرير المناطق السورية من متطرفي داعش”.
ثورة سوريا الديمقراطية
وأضاف إبراهيم بأن ثورة 19 تموز أشمل من أن تنحصر ضمن نطاق جغرافية روج آفا، فثورة روج آفا هي ثورة سوريا الديمقراطية، ثورة كردستان الحرة، وثورة الشرق الأوسط الديمقراطي والكونفدرالي، وقال: “إن كان عدونا يهاجم ثورة روج آفا والشمال السوري بكل هذه القوة فلأنه يخشاها، فهو يعلم أن جميع شعوب الشرق الأوسط التي تسعى للحرية تتبنى هذا النضال، وعندما نرى الشعب يتبنى هذه الثورة رغم إثارة الفتن والنعرات من قبل تلك الأطراف الاحتلالية، فإن هذا يدل على أن الشعب يرى مستقبله في هذه الثورة، ويثق بأنه وضع كل ما يملك في أيدٍ أمينة عرفت كيف تحافظ على أرضها، ولا زالت تحارب لتحرير البعض الآخر منها”.
تعايش الشعوب معاً بحرية وعدالة
“إن إبراز قيمة الكرد في جميع دول العالم وإثبات حقوقهم الشرعية في المحافل الدولية له أهمية كبيرة، وهذه من أحد الجوانب المهمة التي برزت بفضل ثورة روج آفا والشمال السوري, فقد أصبح للكرد صوت مسموع دولياً وبين جميع شعوب العالم”، هذا ما أكده إبراهيم خلال حديثه.
وأردف بأنه يجب أن لا ننسى بأننا في حرب مستعرة كبيرة، وأنه إلى جانب الدفاع عن الأرض من الاستهداف الداخلي والخارجي, فأنه يتم تأمين خدمات للمجتمع من قبل الإدارة الذاتية, مبيناً بأنه إذا نظرنا إلى الخطوات الإيجابية التي خطتها شعوبنا منذ سنوات بعد الثورة، سنرى بأنها حققت معجزة.
 وتابع إبراهيم: “أن أعداء الثورة لم يكونوا يعتقدون أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم”، منوهاً بأن التنظيم المجتمعي والسياسي والإداري في روج آفا والشمال السوري، وتعايش كافة الشعوب والديانات والمذاهب والأجناس معاً، وبشكل حر وعادل في هذه البقعة الجغرافية يؤكد انتصار فكر وثبات شعوب مرتبطة بفكر القائد آبو, من هنا تنبع أهمية ثورة روج آفا في الشرق الأوسط بحسب قوله.
وختم المواطن “نذير محمد إبراهيم” حديثه بالقول: “سنسير على نهج الشهداء ونطور أنفسنا في المستقبل، ونتمنى في هذه المرحلة الحساسة أن نسمع بشارات وحدة الصف الكردي في الأيام القريبة”.
“الفضل كله لعوائل الشهداء”
الثورة منذ بدايتها كانت تهدف بشكل أساسي إلى تخليص الشعب من السياسات الفاشية, وضمان حق الشعوب بالعيش معاً تحت ظل إدارة ديمقراطية تحضن الجميع, وكان العدو الأول لهذا المشروع الديمقراطي الحر هو النظام البعثي ومرتزقة داعش، ومن أهم إنجازات الثورة وإبراز نجاحها كان القضاء على هؤلاء المرتزقة وكل الأفكار المتعصبة, ومازالت مستمرة في حربها ضد التدخلات الخارجية من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته من داعش وممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري.
وفي سياق الموضوع ذاته أفادنا المواطن “جهاد عثمان محمد” بأن ثورة روج آفا حققت الكثير من الإنجازات على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومن أهمها السعي لتوحيد الصف الكردي، منوهاً بأن ثورة روج آفا جاءت في الوقت المناسب لإنهاء كل أشكال الظلم والاستبداد من قبل مرتزقة داعش وغيرهم من المرتزقة التابعين لأطراف خارجية، وتابع: “في هذه المناسبة لن ننسى بأن كل الفضل يعود لعوائل الشهداء الذين ضحوا بأحبتهم لنجاح هذه الثورة”.
“استمرار النضال ضرورة مُلحّة”
وأشار محمد إلى أن دولة الاحتلال التركي تحاول بالعديد من الطرق والأساليب اللاأخلاقية ارتكاب مجازر بحق الشعب الكردي، وتجريدهم من حقوقهم, فهي وبالرغم من كل محاولاتها تفشل دائماً في النيل من إرادة الشعب الكردي، لذا زاد تخوفها، وكأول رد فعل بدر منها فرضت العزلة على القائد عبد الله أوجلان خوفاً من زيادة قوة الشعب الكردي, لأنها ثورة تستمد قوتها من شعبها المرتبط بفكر وفلسفة القائد “آبو”, مشدداً على ضرورة  الاستمرار في العمل الثوري من كافة النواحي الفكرية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية واعتبرها ضرورة من ضرورات المرحلة الراهنة.
ختم المواطن “جهاد عثمان محمد” حديثه متمنياً الانتصار للشعب الكردي وشعوب المنطقة والمزيد من التقدم بما قدمته الثورة في جميع مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا.
ويجدر بالذكر بأن مدينة كوباني كانت المنطقةَ الأولى في شمال وشرق سوريا التي تحررت من النظام السوري في 19-7-2012بشكل كامل، وأصبحت مهد ثورة روج آفا بإخراج النظام السوري منها، وانتصارها على متطرفي داعش، فباتت الوجهةَ الإنسانية لكل المناضلين في سبيل الحرية بالعالم.