No Result
View All Result
المشاهدات 2
نوري سعيد_
مهما حاول بوتين تبرئة نفسه من مقتل بريغوجين لن يُفلح، حتى لو كان بريئاً فعلاً لأن الطرف الذي خطط للعملية اختار التوقيت المناسب لأن الخلاف بين الزعيمين وصل إلى حد القطيعة، حيث اتهم كل منهم الآخر بالخيانة، ولن يفيد بوتين التعزية التي قدمها لعائلة بريغوجين، ولا حتى قوله (إن صداقة كانت تربطني به منذ تسعينات القرن الماضي).
كنت قد كتبت في صحيفة روناهي عن بوتين وعندما هاجمت قواته أوكرانيا تحت عنوان (غلطة الشاطر بألف) واعتبرت حينها دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية خطأً فادحاً، ويبدو إن أخطاء بوتين سوف تزداد أكثر، فهو لم يعد يعرف كيف يتخلّص من ورطة أوكرانيا التي قال عنها حينها (بأن كييف العاصمة سوف تسقط خلال 24 ساعة) وأذ به يضع نفسه في ورطة بريغوجين بحجة إن فاغنر تقاعست في الحرب الأوكرانية، لهذا يمكن القول إن غرور ومنهجية بوتين وأسلوبه الدكتاتوري في التعامل مع قضايا روسيا الداخلية والخارجية جعلته يتعرض للمشاكل، فلقد كانت الرئاسة ورئاسة الوزراء بالتناوب بينه وبين ميدفيديف أحدهم رئيس والآخر رئيس وزراء كل ستة أشهر، ومع ذلك أُبعد ميدفيديف عن الوجهة السياسية بعد عدة سنوات، ولم نسمع باسم الرجل إلا في حالات نادرة، وأيضاً غياب الجنرال شويغو وزير الدفاع في بداية الحرب الروسية الأوكرانية وضع علامات استفهام عن مصيره إلى أن عاد للواجهة مرةً أخرى، فلقد ترددت الأخبار على لسان بوتين أنه يتهم شويغو بتوريطه في الحرب الأوكرانية، ومن هنا نقول: الغرور والعناد لا ينفعان في السياسة فهي تتطلب الحنكة والتروي، ويبدو أن حادثة مقتل بريغوجين يكتنفها الغموض وسوف تطول، وقد لا تظهر الحقيقة لسنوات كما حصل في اغتيالات أخرى، لأن الحقيقة مُرة كما يقال، وإذا كُشفت قد تجلب معها الويلات، ففي بريطانيا لا يجوز نشر ملف سري إلا بعد 30 سنة، وسواءً كان بوتين هو المدبر والمخطط لقتل بريغوجين أو كانت جهة أخرى، فإن روسيا مُقبلة على تغيرات مصيرية لا تقل عن حدث انهيار الاتحاد السوفيتي لأن المؤسسة العسكرية سوف يصيبها من الآن فصاعداً التصدّع وفقدان الثقة وإذا حدث ذلك؛ فإن روسيا الاتحادية قد تتعرض للتفكك.
هنا لابد من التنويه بالرغم من مواقف روسيا العدائية للكرد، والتقرّب من تركيا ومحاولات إبعادها عن حلف الناتو، لكننا لا نكره روسيا كشعب، ونتمنى للشعب الروسي كل الخير، لأن روسيا تبقى بلد لينين قائد البروليتاريا العالمية والمدافع عن حق كافة الشعوب المظلومة في تقرير مصيرها بنفسها، وكما يقال: “كرمال عين تكرم مرج عيون” كرمال لينين تكرم كل روسيا، ما لم تكن سياستها ضد مصلحة الكرد والشعوب المضطهدة، لأننا شعب مظلوم، والتاريخ مخفي في حاضرنا، فنحن مخفيون في بداية التاريخ، كما يقول القائد والمفكر الكردي والأممي عبد الله أوجلان.
No Result
View All Result