حضرت شخصية المرأة العفرينية في مهرجان ميتان بقوة في موسمه الرابع، كمخرجة، كاتبة، ممثلة، ومؤلفة، حيث أدت مسرحيات كانت المرأة محورها، وعكست من خلالها صوراً تُعبّر عن قدرة المرأة.
تميز فعاليات مهرجان ميتان الذي انطلق في الـ 25كانون الثاني الفائت، في صالة “جيايي كرمينج” في ناحية أحداث بمقاطعة الشهباء بعروض مسرحية متنوعة تنقل الواقع.
وكان للمرأة دور بارز في المهرجان من حيث مشاركتها كمخرجة، كاتبة، مؤلفة وممثلة، واستطاعت إظهار دورها تحت شعار؛ “نحن نزرع الحياة” لتكون على قدر المسؤولية من خلال ارتباطها بالعمل الثقافي.
وشارك في مهرجان ميتان مخرجتان هما زينب محمد ورومات بكو، إلى جانب أربعة ممثلات اتخذن أدوارهن في عروض تحت عناوين (أصرخ، غرفة بلا عصفور، نسرين).
قضايا النساء تَتَجسّد في النصوص المسرحية
وتناولت مسرحية (أصرخ DIQÎRIM) من تأليف “داريو فو”، وإخراج “ساريا غولان”، التي قدّمتها فرقة “تياترا ساريا” التابعة لحركة الهلال الذهبي لإقليم الجزيرة، شخصيّة امرأة تقبع في السجن لأنها طالبت بحقوقها، حيث أنه من الممنوع في تلك الدولة أن تطالب المرأة بحقوقها، فيُفرض عليها التعذيب النفسي.
أما مسرحية (ODEYA BÊ ÇIVÎK غرفة بلا عصفور) تناولت قصة حب بين رجل وفتاة، وهذا الحب الممتد منذ سنين هو حب مقدس، تلتقي هذه الفتاة بحبيبها مرة كل سنة، لأن الرجل يغادر دائماً لأسباب مجهولة، وتطلب الفتاة منه أن يتزوجا، ولكن الرجل يؤجل الموضوع كل مرة، إلى أن تضطر الفتاة للتخلي عنه، وتقول إنها ستبقى وحيدة كما كانت، وتستمد قوتها من نفسها، وكسر قوانين المجتمع التي ترى أن المرأة غير قادرة على الاعتماد على نفسها.
وفي مسرحية ( NISRÎN نسرين) من تأليف “أحمد إسماعيل”، وإخراج “محي الدين أرسلان، وتمثيل رومات بكو تمحورت حول قصة طفلة عفرينية تعيش في إحدى المدن السورية، تواجه في المدرسة تصرفات سيئة من قبل معلميها، وتبدأ الأزمة السورية، لتعود عائلة الطفلة إلى قريتها، وهناك تبدأ ثورة روج آفا والشمال السوري، حيث الأمان والاستقرار، ولكن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يهاجمون مقاطعة عفرين ويحتلونها، فتُهجّر هذه الطّفلة بشكل قسريّ إلى مخيمات النزوح في مقاطعة الشهباء، وهنا يقترح الأب أن يذهبوا إلى تركيا للعمل هناك.
أيضاً شاركت الممثلات بعروض الدمى التي كانت تُعرض كل يوم قبل بدء المسرحية، وتمحور العروض حول قصص واقعية يعيشها الأهالي.
“نحنُ نزرع الحياة”
المخرجة زينب محمد، أفادت لوكالة أنباء هاوار أن مهرجان ميتان تزيّن بدور المرأة، من حيث المشاركة في التمثيل والكتابة وتأليف القصص.
وقارنت زينب موسم ميتان الرابع مع المواسم التي عُرضت في عفرين قائلةً “على الرغم من أن دور المرأة في هذا الموسم ضئيل، إلا أننا نحاول بشتى الوسائل تضخيم تمثيلنا على المسرح، ففي عفرين كان عدد المشاركات كبيراً جداً مقارنةً مع اليوم، بسبب الهجرة والأوضاع”.
المخرجة زينب محمد ختّمت حديثها بالقول: “نحن كممثلين نعمل من أجل أن نخطو خطوة للرد على سياسات أردوغان، تحت شعار (نحن نزرع الحياة)، ونقول بأن النساء الكرديات مهما كانت الظروف قاسية عليهن فلن يؤثر ذلك على مبتغاهن”.