سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

يُعرف بالعامل الأسترالي.. تحليل المستضد السطحي لالتهاب الكبد ب

كثيراً ما يُطلب منا إجراء تحليل للكشف عن احتمال حملنا لفيروس التهاب الكبد ب (HBV)، وتشيع تسمية هذا التحليل بتحليل العامل الأسترالي، ولكن اسمه العلمي تحليل المستضد السطحي لالتهاب الكبد الفيروسي ب (HBs Ag).
ما تحليل HBs Ag ؟
 تحليل المستضد السطحي لالتهاب الكبد الفيروسي ب(Hepatitis B surface Antigen – HBs Ag)  المعروف باسم العامل الأسترالي، هو تحليل دموي للكشف عن وجود المستضد السطحي لفيروس الالتهاب الكبدي ب (HBV) الذي تؤدي العدوى به لالتهاب الكبد الفيروسي ب، إذ يوجد هذا المستضد على السطح الخارجي للفيروس كما يوجد في مصل المصاب، علماً أن المستضدات الفيروسية هي الجزء الرئيس الذي يسبب العدوى.
ويتم استخدام تحليل المستضد السطحي (HBsAg) كأول اختبار لكشف الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ب، إذ يعتبر المستضد الأساسي الذي ينتجه الفيروس” “HBVويسبب من خلاله العدوى، وبالتالي فإنه أول ما يتم الكشف عنه في مرحلة العدوى، ولكن يحتاج الأمر إلى 30 يوماً من التعرض للعدوى حتى يكشف الفيروس في دم المصاب، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى تسعة أسابيع.
ويعتبر التهاب الكبد الفيروسي ب أهم أنواع التهابات الكبد لخطورة إزمان الإصابة به (أي أنها تستمر لأكثر من ستة أشهر)، وتؤدي الإصابة بالتهاب الكبد ب المزمن إلى زيادة خطر تطور المرض إلى قصور الكبد أو سرطان الكبد أو تشمع الكبد (التي تعتبر حالات خطيرة ومهددة للحياة).
وينتقل فيروس” “HBV من شخص إلى آخر عن طريق الدم أو السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية أو سوائل أخرى في الجسم، وهو لا ينتشر عن طريق المصافحة أو العطاس أو السعال أو التقبيل أو العناق أو التشارك بالأواني أو الرضاعة الطبيعية.
وأهم الطرق الشائعة التي يمكن أن ينتشر بها الفيروس هي:
المشاركة باستخدام إبر الحقن (السيرنجات) بين أكثر من شخص، خاصةً عند مدمني المخدرات، الوخز بالإبر المستعملة الملوثة على نحو عرضي، خاصة عند العاملين في مجال الرعاية الصحية، غسل الكلى للمصابين بالقصور الكلوي في حال كانت دارة الغسل ملوثة، نقل الدم أو إحدى مواد الدم من شخص حامل للفيروس، إصلاح الأسنان بأدوات ملوثة عند طبيب الأسنان، من الأم إلى وليدها، حيث يمكن للأم الحامل المصابة بالالتهاب الكبدي أن تنقل الفيروس إلى الطفل في أثناء الولادة.
ما الحالات التي يُطلب فيها إجراء تحليل HBs Ag” 
يُطلب إجراء تحليل “HBs Ag” عند استقصاء سبب وجود اضطراب بوظائف الكبد، ولكن نظرًا إلى أن كثيرًا من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي ب لا يظهرون أي أعراض أو علامات، فإن التحليل يُطلب بشكلٍ دوري في الحالات التالية:
لكل شخص يستخدم حقناً مشتركة لحقن المخدرات، أو يمضي وقتاً طويلاً في أماكن يكثر فيها انتشار الفيروس، ويُطلب للنساء الحوامل، وضمن التحاليل الروتينية قبل الزواج أو عند التقدم لبعض الوظائف.
يُجرى التحليل من عيّنة دم عشوائية تُسحب من أحد أوردة الذراع وتوضع في أنبوب خاص وتُرسل إلى المختبر، ولا داعي لأي تحضيرات خاصة قبل سحب الدم كالصيام مثلًا.
كيف تُفسّر النتائج
نتيجة التحليل إما أن تكون سلبية (المستضد غير موجود) وإما إيجابية.
النتيجة الإيجابية: تدل على أن الشخص مصاب بفيروس التهاب الكبد ب ويمكن أن ينقل العدوى لغيره.
لكن قد تكون عدوى المريض حديثة (أشهر)، وقد تكون قديمة (سنوات)، لذلك غالباً ما يطلب الطبيب إعادة التحليل بعد ستة أشهر، ويعتبر الأشخاص الذين لا يزالون إيجابيين لـHBs Ag لفترة لا تقل عن ستة أشهر حاملين للمرض، وقد يعاني مثل هؤلاء التهاب الكبد الفيروسي المزمن ب.
كذلك قد يكون الفيروس نشطاً ويجب التدخّل العلاجي، وقد يكون غير نشط فلا يتطلّب الأمر سوى المتابعة عن طريق مراقبة وظائف الكبد كل ستة أشهر، ويتم تحديد ذلك عن طريق اختبارات أخرى مثل “PCR”.
النتيجة السلبية: تدل على أن الشخص لا يحمل الفيروس، أي أنه لم يُصب بالعدوى أساساً أو أنه أصيب بها وتمكّن الجسم من التخلص من الفيروس والشفاء من العدوى، ولتحديد ذلك يمكن إجراء تحاليل أخرى (Anti HBs + Anti HBc).
إذا كان HBs Ag سلبياً وAnti HBs وAnti HBc إيجابياً فهذا يدل على أن الشخص قد تعرض للعدوى وشفي منها، وتشكلت لديه مناعة ضد هذا الفيروس.
إذا كان HBs Ag سلبياً وAnti HBs إيجابياً وAnti HBc سلبياً فهذا يدل على أن المناعة تكوّنت في الجسم بفعل أخذ اللقاح ضد فيروس التهاب الكبد ب مسبقاً.