سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

يوم الشهداء… شعاع المستقبل الدائم

إعداد/ هايستان أحمد –

يعتبر الشّعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة, أيّار شهر الشّهداء, ففي هذا الشهر استُشهد القائد والمعلّم (حقّي قرار), وبشهادته بدأت المقاومة والنّضال المقدّس من أجل الحريّة والكرامة قبل أربعين عاماً، ولأنه كان رمزاً للنّضال والتّضحية, وقدوةً لجميع شهداء حركة التّحرّر الكردستانيّة وشهداء ثورة روج آفا, اُعتُبِرَ يوم الثامن عشر من أيار يوماً للشهداء الذين رسموا المستقبل بدمائهم وتضحياتهم, ولا شك أن لكل عائلةٍ في روج آفا وكردستان تحت التراب أحبّة, وكلّ شهداؤنا أبناؤنا نفتخر بهم, ونتخذ منهم نبراساً وشمساً للحريّة تضيء ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. فشهادة حقي قرار وضعت الكرد أمام مسؤوليّاتٍ كبيرةٍ, فإمّا أن يخطو خطواتً كبيرةً للأمام, أو أن يعودوا خطواتً للوراء نحو الموت والإبادة.
يصادف يوم الثامن عشر من شهر أيار من كل عام  يوم الشهيد، فمن المعلوم أن الشعب الكردي منذ ظهوره وحتى الآن قدَّمَ مئات القوافل من الشهداء إلى درجةٍ باتَ يُعرفُ فيها بشعب الشهداء, ومازال يقدم الشهداء في سبيل الخلاص من الظلم والاستعباد, ذلك الشهيد الذي تمرد على الموت وتجرد من ملذات الحياة  ليصيح النور والشمس الذي يهتدي به الأجيال من بعده, وليكون المنبع الفكري والفلسفي للمبادئ والقيم, والمرجع والركيزة الوحيدة التي تبنى عليها دعائم الوطن والنهج الأكثر صفاءً ونقاءً الذي يسلكه الأحرار, ومن يكملون مسيرتهم بوفاءٍ وثبات نحو الغاية الأسمى التي ضحى الشهيد من أجلها بأغلى ما في الوجود لصون كرامة البشرية جمعاء, حيث يقول قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في هذا الصدد:
كلمة القائد حول الشهادة:
“لقد قلنا الكثير عن الشهداء وأجرينا تحليلاتٍ مسهبةٍ حول ما إذا كنا بالإمكان تسمية الشهيد بالأموات, فلو دققنا قليلاً في تاريخنا وحياتنا سنصل إلى التعريف الحقيقي لمفهومي الحياة والموت, فالموت كان يكمن في الطريق الذي سار فيه شعبنا, والحياة التي كنا نعيشها قبل مرحلة الشهداء حيث كنا نعتقد بأننا نعيش ونحيا. ولكن لو غصنا في أعماق ذلك الواقع أكثر لتبين لنا بأننا كنا أمواتاً حقيقيين. فإذا متنا في غير طريق الشرف والكرامة حينها يمكن تسميتكم بالأموات ولكن إذا وهب الإنسان حياته في سبيلِ هدفٍ نبيلٍ وعظيم واستشهد لأجله حينئذ لا يمكن أن نسمي الحادثة بالموت وإنما هي الحياة, وإن الذين يسقطون في هذا الطريق هم شهداء خالدون .. وهذا هو الاستنتاج الواقعي”.
كسر شوكة العدو بالسير نحو طريق الحرية
العدو يسعى جاهداً ليجرد الشعب الكردي من إنسانيته وقيمه ويحاول بشتى السبل أن يحرمهم من أبسط حقوقنا في الحياة, حيث وجهت آلة القتل والإرهاب نحو الشعب الكردي في روج آفا بشكلٍ خاص وكردستان بشكلٍ عام, مستخدماً كافة السبل والأساليب الدنيئة البعيدة عن الإنسانية والأخلاق, مستخدماً شتى أنواع الأسلحة المادية والمعنوية للنيل من إرادة الشعب والحد من الانتصارات التي حققها أبنائه والمكتسبات التي أنجزت بفضل دماء الشهداء, وذلك عبر توجيه كافة الفصائل المرتزقة وبمختلف مسمياتها صوب روج آفا, والتي حُطِّمَتْ شوكتها وأُفْرِغَتْ مخططاتهم ومؤامراتهم أمام إرادة الحياة والحرية التي امتلكها شهدائنا والثائرون على دربهم, والتي تجسدت في أعلى مراتب القيم الإنسانية صفاءً ونقاءً في مقاومة العصر كوباني وشنكال, وما تزال تتجسد في عفرين ونصيبين وشرناخ وجزيرة بوطان وقامشلو, وهذا ما بدء يؤرق العدو ويدق مضاجعهم حيث بدأ بحربٍ هستيريةٍ شاملة ضد الشعب الكردي وإرادته الحرة, وذلك عبر استخدامه الأسلحة المحرمة دولياً واستخدام أساليب الحرب الخاصة عبر تشويه صورة مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة في روج آفا ووحدات حماية المدنيين والمرأة، واستخدام بعض الشخصيات المهزوزة وطنياً وأخلاقياً  المحسوبة على الشعب الكردي في تنفيذ أجنداته لإركاع الشعب الكردي والنيل من إرادته, حيث وصل بهؤلاء المتذبذبين أخلاقياً إلى التطاول على أكثر وأعظم قيم الشعب قداسة ونقاء وهم الشهداء الخالدون, متخطين بذلك أبشع درجات الانحطاط التي عرفها التاريخ البشري, حيث وصل بهذه الشخصيات المتذبذبة في ولاءاتها إلى الوقوف مع الغزاة المتطرفين ضد أبناء بني جلدتهم ومحاربة المكتسبات التي حققها الشعب الكردي في روج آفا بتضحيات أبنائه وبناته, واستمر الكرد وببسالتهم في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة عبر تضحيات ودماء أبنائه في وحدات حماية الشعب والمرأة كانت السد والرادع لمخططات هؤلاء وإفشالها وإلحاق الهزيمة بهم وبمن مَوَّلَهُمْ.