يصادف اليوم الذكرى السنوية لبدء الهجوم الإرهابي الذي شنه مرتزقة داعش الإرهابيين ضد مدينة كوباني الكردية السوريّة؛ بهدف السيطرة عليها بدعمٍ مباشر من دولة الاحتلال التركي التي فتحت لها المنافذ والمعابر على مصراعيها وقدمت أسلحةً وذخائرَ لها، بهدف نشر الفوضى والإرهاب في المناطق الكردية التي كان يسودها الأمن والأمان والاستقرار، مقارنةً بالمناطق السوريّة الأخرى تلك التي تشهد حالة من عدم الاستقرار، نتيجة الصراع الدائر في البلاد.
استهدف داعش مدينةَ كوباني من أجل تحويلها إلى ولاية له؛ إلا أن مقاتلي وحدات الشعب ووحدات حماية المرأة لم تسمح لهم بذلك، فقدموا تضحياتٍ عظيمة وخاضوا مقاومةً كبيرة في وجه هذا الإرهاب العالم، واستطاعوا بمقاومتهم ومقاومة أبناء كوباني وشعبها الصامد أن يتصدوا لهم ويردعوهم عن مدينتهم بعد مقاومة تاريخية استمرت لأكثرَ من أربعة أشهر، وعلى إثرها تحررت المدينة من رجسهم بشكلٍ كامل ورُفعت راية الحرية هناك بأعلى سمائها.
ونحن اليوم نتحدث عن تاريخ 15 أيلول عام 2014، تاريخٌ حاول فيه المعتدون النيلَ من الإرادة الحرة التي تشكلت في المدينة بسواعد أبنائها، لا بد لنا أن نستذكر الشهداء أولئك الذين حطّموا أسطورةَ البقاء والتمدد المزعومة في كوباني، والتأكيد على دعم قوات سوريا الديمقراطية التي قدمت الكثير من أجل دحر الإرهاب الداعشي من سوريا، تلك التي لا زالت تشهد بين الفينة والأخرى عملياتٍ إرهابيةً تُرتكَب بحق المدنيين من قبل خلايا داعش في المنطقة وخاصة في مناطق بالرقة ودير الزور والحسكة وريف قامشلو ومناطق على الحدود السورية ـ العراقية.
يحاول داعش من خلال خلاياه النائمة في مناطق عدة في سوريا بَعْثَ الروح في نشاطه من جديد، بعد أن سنح له الاحتلال التركي للمناطق السوريّة وَمْضةَ أمل واهمة؛ ليجعلها ساحةً يُصدِّر منها الإرهاب إلى المنطقة والعالم بأسره، هناك عشرات التقارير الرسمية التي تؤكد صحة ذلك، فمعظم زعماء داعش قُتِلوا في المناطق المحتلة في سوريا على يد التحالف الدولي لمحاربة داعش. نعم، فقد تحولت المناطق المحتلة إلى ثكنات عسكرية لتدريبهم ونقل أسلحتهم ومتفجراتهم إلى مناطق الإدارة الذاتية لاستهداف نسيج الأمن فيها ونشر الفوضى والخراب وإجبار الأهالي على هجرة أرضهم وزرع عدم الثقة بين أفراد المجتمع وضرب شعوبها ببعضها بعضاً.
في ظل الفوضى التي تشهدها المنطقة إثرَ تصعيد الصراع الدائر بين حماس وإسرائيل واشتراك حزب الله وإيران وكثرة الهجمات التركيّة المتواصلة ضد سوريا والعراق، يحاول داعش بشتى طرقه القذرة تنفيذ عملياته الإرهابية وعودة نشاطه في المنطقة، وكان آخرها تلك العملية المشبوهة في مدينة زولينغن الألمانية، فقد تسبب هجومه في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين؛ لذا يتطلب من جميع الجهات المعنية تكثيف الجهود للقضاء على خلايا داعش وتجفيف منابعه وبؤره التي يقتات منها دعمه لتنفيذ مخططاته الإرهابية واستهداف المدنيين ونشر الفكر الداعشي الإخواني الذي يقوده أردوغان في الوقت الحالي، يحاولُ من خلاله حالماً ببسط نفوذه وسيطرته على المنطقة.