سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ياسر الرسام “الرسم رفيقي والتصميم توأمي”

تقرير/ بيريفان خليل –

روناهي/ قامشلوـ من أرض تربه سبيه الخيرة ظهر شاب موهوب يعشق الفن بكل أقسامه، حمل ريشته ورسم من وحي الطبيعة، لم يجد حوله من يدعمه فدعم نفسه بنفسه ليطوّر فنه، فمن فن الرسم إلى فن تصميم الأزياء إلى التصوير.
قصة فنان كغيره حلِمَ أن يكون له بصمة بالحياة والمجتمع الذي يعيش فيه، في أن يكون فعالاً ويلون لوحة حياته بألوان وتصاميم مبهجة.
“موهبتي معي أينما ذهبْتُ”
ياسر نواف يوسف من مواليد تربه سبيه 1984 شاب كردي موهوب، أحب الرسم منذ الصغر ووضع نصب عينه التقدم بما يهواه، لم يكمل دراسته لكنه أراد أن يكون ناجحاً في مجال آخر ألا وهو الرسم والتصميم.
مسك بريشته وأصبح يرسم كل شيء يجوب خاطره أو يظهر أمام مرأى عينيه فكان لتشجيع الأهل والأصدقاء والوالد بشكل خاص وقع وتأثير على موهبة ياسر.
بداية مشواره الفني كانت في المرحلة الابتدائية وأول رسمة له كانت صورة مريم العذراء وصورة لعمه وبعدما نجح في رسم تلك اللوحتين بشكل جيد أحب الرسم أكثر وأصبح له هدف بالحياة وهو تطوير موهبته لتكون متعة ومصدر رزق له.
“موهبتي معي أينما ذهبت في أي مكان وزمان كان” بهذه الجملة عبر ياسر الرسام عن مدى تعلقه بموهبته وكيف أنه لا يستغني عنها حتى في المهجر.
طوّرَ ذاته بذاته
ياسر اعتمد على نفسه بتطوير فنه فبعد التفنن بالرسم اكتسب مهنة الخياطة ليحقق حلمه ويصبح مصمم أزياء، فمن خلال مهنة الخياطة حاول تعلم فن التصميم والأزياء ولهذه الغاية سافر إلى إسطنبول علّه يحقق ما بباله من مخطط حيث خطط الانضمام إلى المعاهد الفنية هناك ليحترف بمهنة الخياطة ويتعلم تصميم الأزياء، السفر لم يكن هدفه لكنه اضطر للسفر هناك ليكوّن ذاته ويطور مهنته.
بعد وصوله إلى إسطنبول لم يقبلوا بطلبه بالانضمام إلى المعاهد الفنية هناك كونه لا يمتلك هوية تركية لذلك سجل في معهد خاص وعلى حسابه الشخصي، إصراره على تعلم فن التصميم لم يمت بمجرد رفض طلبه بل قويت إرادته أكثر وازداد إصراراً، حبه لفنه دفعه إلى الاحترافية.
“غرفتي هي مرسمي”
ياسر يرسم على جميع أنواع الأقمشة وأيضاً على الزجاج والورق، فغرفته هي مرسمه يستغل المساحة ليدخل أدواته ويتفنن بها من الخيال.
تصميم الأزياء والموضة حلم ياسر الذي يناضل من أجله في الغربة بعيداً عن موطنه ومن أقواله “المصمم هو الذي يصمم وليس الذي ينفذ”.
لم يتوقف ياسر عند باب الرسم والتصميم بل فتح باباً آخر وصار له موهبة أخرى يتفنن بها ألا وهي التصوير “اشتريت آلة تصوير وأحبب أن أصور الطبيعة كما في رسوماتي وبدأت من أجواء البحر فأول صورة كانت للنورس”.
استرجعَ موهبته بفترة الحظر
بفترة انتشار فيروس كورونا في معظم أنحاء العالم وفرض حظر درءاً لانتشاره كان حال ياسر كمعظم سكان العالم فقد أصبح جليس الدار لكن الرسام ياسر استغل الفرصة ليعود من جديد إلى موهبته الأولية ألا وهي الرسم فجاء بالألوان والأقمشة وبدأ يملئ فراغه “أصابني الملل بفترة الحظر فالمنزل كان شبيهاً بالسجن، المكوث بين أربعة جدران دون فعل شيء، تعبت نفسيتي كثيراً، لم أكن متعوداً الجلوس في المنزل ساكناً دون فعل شيء، ونفذ صبري فخطرت ببالي فكرة أن استرجع موهبتي بالرسم كوني ابتعدت عنها بعد التفنن بالخياطة، فذهبت إلى السوق في الأوقات المحددة لشراء المستلزمات وأتيت بكل شيء يلزمني من ألوان وأقلام”.
فن آخر ملأ جعبة حياته
استمر ياسر بهذا المنوال إلا أن الألوان نفذت عنده فبدأ يبحث في موبايله عله يجد ما يواسيه ويتخلص من الملل بطريقة ما فكان لديه فكرة النقش والرسم على الفخار فبدأ بالتصميم من تجاربه، حيث ساعده ذلك مشاهدة فيديوهات من اليوتيوب علمته “الرسم الرقمي” فكان يرسم على الزجاج والسراميك والفخار؛ الرسم الرقمي هو رسم على الموبايل لا تحتاج إلى فرشاة ولا إلى أوراق وألوان، ففترة الحظر كانت دعم لياسر لإخراج المزيد من المواهب كما ذكرت آنفاً فقد زاد على خزينة إبداعه حجراً آخر ليبدع في فن الرسم الرقمي أيضاً.
 من اللوحات التي رسمها الفنان ياسر هي لوحة لحصان بالألوان الأكريليك هذه الرسمة كانت على القماش، ولوحة أخرى للمنظر الطبيعي بالألوان الزيتية، ورسومات أخرى باستخدام قلم الفحم على ورق الكانسو، كما أنه أبدع برسمة أخرى لطفل عن طريق رسم كرافيك باللون الأبيض على القماش الأسود.
“الفن منفذي لولادة حياة جديدة”
الفن بالنسبة للرسام ياسر كما قاله: “الفن هو منفذي لولادة جديدة للحياة بعيدة عن هذا العالم، أشعر بالارتياح عندما أرسم، أصمم، أصور، فإنني أحس بأن شيء ما ينقصني إن لم أفعل واحدة منها في يومي”.
وعن غربته بعيداً عن موطنه يقول ياسر: “الغربة صعبة ولها تأثير على كل شيء، ولكن بالنسبة لي بما أنني تغربت لهدف محدد وهو تنمية موهبتي فقد تحسن فني كثيراً بالتصميم وتقدمت بمهنة الخياطة، ومن ناحية أخرى أصبحت موهبة الرسم لدي ضعيفة مقارنة مع سابق عهدي بفن الرسم”.
حتى في المهجر ساند أبناء شعبه
ياسر لم يبخل بمعلوماته لأبناء بلده حتى في المهجر فقد كان يعلم أطفال سوريين فن الرسم وهذا كان يشعره بقربه من أبناء شعبه بعض الشيء.
يأمل ياسر العودة إلى عش الوطن بعدما طور مهنته ومواهبه فأنه يرغب بتعليم أبناء شعبه ما اكتسبه من معرفة فيما يخص فن الرسم والتصميم والخياطة “أنه شرف لي أنا أعلم شباب وشابات وطني ما تعلمته”.
ياسر “السبع كارات” ينتظر فتح المعابر للعودة إلى الديار ويخطط أن يدخل الفلكلور إلى رسوماته وتصاميمه.
الرسومات التي يرسمها ياسر يهديها لأحبته وأهله وأصدقائه فتلك اللوحات ثمينة بالنسبة له فيعبر عن تقديره لهم برسمة من رسوماته.
كان ختام حديث ياسر الرسام كما يلقبونه بعبارة “أنا الرسم رفيقي والتصميم توأمي” وبدوره شكر الرسام ياسر صحيفتنا لإعطاء الأهمية لأصحاب المهن والمواهب متمنياً العودة بأقرب وقت ممكن.