مركز الاخبار – بدأ أول وفد من “طالبان” يزور أوروبا منذ عودة الحركة إلى السلطة في أفغانستان، محادثات في أوسلو مع ممثلين عن المجتمع المدني الأفغاني، تتمحور حول مسألة حقوق الإنسان، قبيل اجتماعات تلقى ترقباً كبيراً مع مسؤولين غربيين.
وكرَّس الوفد الذي يقوده وزير خارجية حكومة «طالبان» أمير خان متقي، اليوم الأول من الزيارة لعقد محادثات مع ناشطين وصحافيين وغيرهم.
وتعقد المحادثات التي سهَّلتها النرويج، ومن المقرر أن تركِّز على حقوق الإنسان، والأزمة الإنسانية في أفغانستان، خلف أبواب مغلقة، في فندق «سوريا موريا» على أطراف أوسلو.
وتدهور الوضع الإنساني في أفغانستان بشكل كبير منذ آب، عندما عادت “طالبان” إلى السلطة بعد 20 عاماً من الإطاحة بها.
وشددت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هو يتفيلدت على أن “المحادثات لن تمثل شرعنة لطالبان، أو اعترافاً بها… لكن علينا التحدث مع السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع، لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي، بأن يؤدي إلى كارثة إنسانية أسوأ.”
ومن المقرر أن يعقد ممثلو «طالبان» لقاءات مع ممثلين عن الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي، ومن ثم سيلتقي الوقد مع الحكومة النرويجية، وقال الناطق باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، إن “طالبان” تأمل بأن تساهم المحادثات في تبديل أجواء الحرب إلى وضع السلام.
وسيكون من بين أعضاء الوفد القادم من كابل أنس حقَّاني، زعيم «شبكة حقَّاني»، الفصيل الأكثر عنفاً في حركة “طالبان”، والمسؤول عن بعض أسوأ الهجمات التي شهدتها أفغانستان.
وسجن حقَّاني الذي يعد مسؤولاً رفيعاً، لكن من دون أي صفة حكومية رسمية، عدة سنوات في مركز اعتقال بغرام التابع للولايات المتحدة خارج كابل، قبل أن يُطلق سراحه في تبادل للسجناء عام 2019.
وما زال المجتمع الدولي في انتظار معرفة كيف ينوي المتشددون حكم أفغانستان، بعدما ضربوا بمسألة حقوق الإنسان عرض الحائط إلى حد بعيد، خلال ولايتهم الأولى بين 1996 و2001.
وتصر “طالبان” على أنها باتت أكثر اعتدالاً؛ لكن النساء ما زلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام، بينما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.
وأفادت وزيرة المناجم والنفط الأفغانية السابقة، نرجس نيهان، التي تقيم حالياً في النرويج، بأنها رفضت دعوة للمشاركة، وصرحت لوكالة «الصحافة الفرنسية» بأنها تخشى من أن تؤدي المحادثات إلى التطبيع مع (طالبان)… وتقويتها، بينما لا يمكن أن تتغير إطلاقاً».
وتساءلت: “ما الذي يضمن أنهم سيوفون بتعهداتهم هذه المرة؟”؛ مشيرة إلى أن ناشطات وصحافيات ما زلن موقوفات، واختفت ناشطتان الأسبوع الحالي، بعد اعتقالهما من منزليهما في كابل، عقب مشاركتهما في تظاهرة، وانتقد داوود مراديان مدير «معهد الدراسات الاستراتيجية الأفغاني» الذي نقل مقره من أفغانستان، مبادرة النرويج للسلام التي تجري بما يشبه «أسلوب المشاهير»، وقال إن “استضافة عناصر بارزين من (طالبان) يثير الشكوك حيال الصورة العالمية للنرويج كبلد معني بحقوق النساء، عندما شرَّعت (طالبان) فعلياً أبارتايد (فصلاً عنصرياً) على أساس الجنس”.
ولدى النرويج سجل طويل في لعب دور وساطة في النزاعات، بما في ذلك في الشرق الأوسط وسريلانكا وكولومبيا.