سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وفاءٌ للوعد.. تفاصيل عن تحرير ثلاث إيزيديات مُختطفات منذ عقد

الحسكة/ آية محمد ـ

بتحرير ثلاث إيزيديات بالتزامن مع ذكرى مجزرة شنكال 3 آب؛ أوفت وحدات حماية المرأة بالعهد، مؤكدةً الاستمرار بمسؤولياتها تجاه الإيزيديات، فيما أثنت المحررات على جهود الوحدات مُتمنيات تحرير جميع الإيزيديات المختطفات.
بالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة شنكال، ووفاءٌ للقسم الذي عاهدت به وحدات حماية المرأة (YPJ) لتحرير النساء الإيزيديات، تمكنت الوحدات من تحرير شابة وطفلة مختطفة من مخيم الهول وشابة إيزيدية أخرى هربت من المخيم في محاولة للذهاب إلى موطنها عبر المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وأعلنت عن ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته في مبنى قيادة قوات سوريا الديمقراطية بحي غويران بالحسكة يوم الخميس 1 آب الجاري.
كيفية تحرير الإيزيديات الثلاثة
وعلى هامش المؤتمر؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة باسم إعلام وحدات حماية المرأة (YPJ) روكن جمال باركت في بداية حديثها تحرير الشابتين والطفلة الإيزيديات لجميع النساء والشعب الإيزيدي.
وأوضحت: “تحرير الإيزيديات يدل على أنه رغم الآلام والهجمات ومحاولات الإبادة كلها، إلا إننا كنساء نعرف كيف ننتصر على الظلم الممارس علينا، ننتظر الوقت المناسب لنتخلص من بطش وظلم السلطات المهيمنة ذات الذهنية الذكرية الممتدة لأكثر من خمسة آلاف سنة”.
وتطرقت روكن في حديثها عن قصة المحررات الثلاث وكيفية تمكنهن من تحريرهن “عزيزة خالد وتبلغ من العمر 25 عاماً، والشابة الأخرى طواف داوود البالغة من العمر 24 عاماً”، اختطفت الشابتان من قضاء شنكال على يد مرتزقة داعش عام 2014، تم تحرير عزيزة وهي من قرية كوجو من مخيم الهول، في حين سلمت الشابة الأخرى طواف نفسها بعد فشل محاولتها الهرب على الحدود السورية العراقية، تم معرفتها بعد إجراء التحقيقات اللازمة، حيث تبين أنها إيزيدية من ناحية تل عزيز (القحطانية) في شنكال، إلى جانب الشابتين تم تحرير طفلة إيزيدية (خوناف) والتي اختطفت بعمر شهرين، وبعد تفريقها عن والدتها، بقيت عزيزة مع خوناف لتتولى نشأتها طيلة
 العشر السنوات الماضية، وبعد تحرير الباغوز آخر معاقل مرتزقة داعش، تم إجلاء عزيزة مع الطفلة خوناف مع الآلاف من عوائل مرتزقة داعش ليتم تقطينهم في مخيم الهول، وبقيت عزيزة قرابة خمس سنوات في المخيم، لم تتمكن من إيصال نفسها لقوات الحماية التابعة لوحدات حماية المرأة هناك، فالشابة عزيزة كانت طفلة لدى الاختطاف بعمر 15 عاماً، وبقيت كل هذه الأعوام مع مرتزقة داعش الذين فرضوا عليها ذهنيتهم، وساهموا في كسر إرادتها”. ورغم الظروف القاسية التي واجهتها إلا أنها تمكنت من الحفاظ على الطفلة خوناف، كما ذكرت الناطقة باسم إعلام وحدات حماية المرأة.
تجديد العهد لتحرير المختطفات
وأشارت روكن في حديثها إلى الصعوبات التي يواجهنها كوحدات لتحرير الإيزيديات من مخيم الهول: “نحن على علم بأن هناك العديد من النساء الإيزيديات في مخيم الهول إلا أن خطفهن وهن صغار وبقائهن سنين طويلة مع عوائل مرتزقة داعش والعيش مع هكذا ذهنية متطرفة، لا يعرفن حقيقة وحدات حماية المرأة، حيث تم تشكيل صورة وحشية لوحداتنا في أعين ومخيلة النساء الإيزيديات وجميع النساء القاطنات في مخيم الهول، لهذا السبب الوصول إلى النساء الإيزيديات في مخيم الهول يُشكل صعوبة بالنسبة لنا كوحدات حماية المرأة”، مشددة بأن جهودهن ومحاولات الوحدات الأمنية التابعة لـ YPJ ضمن المخيم مستمرة ليتمكنّ من الوصول إلى جميع النساء الإيزيديات المتواجدات في المخيم ونقلهن عن النساء الباقيات وتسليمهن بشكلٍ آمن لعوائلهن في شنكال.
وعدّت روكن تحرير الشابتين والطفلة بالنسبة لهن انتصار على جميع القوى السلطوية المهيمنة التي تهاجم المجتمعات بكسر إرادة المرأة وإبادتها.
ولفتت الانتباه إلى دور تكاتف النساء في تنظيمهن: “إننا بوجودنا، بتنظيمنا بإرادتنا، بتكاتفنا كجميع النساء الكردية والعربية والإيزيدية والتركمانية الآشورية والسريانية نحن اليوم منظمات بشكلٍ أقوى، وسنقف بشكل أقوى في وجه كل المخاطر، وزيادة الجهود للوصول لجميع النساء الإيزيديات المتواجدات في مخيم الهول أو مختطفات في المناطق المحتلة من قبل مرتزقة الاحتلال التركي وتحريرهن، سنحقق ذلك مهما كان الثمن، فقد تعهدنا بذلك للنساء وللشعب الإيزيدي”.
واختتمت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة (YPJ) روكن جمال مشيرةً إلى تنظيم المرأة نفسها كوحدات حماية خاصة بالمرأة الإيزيدية، واعتبرته انتصار على جميع الهجمات، وبأن المرأة الإيزيدية اليوم هي أقوى من أي وقت مضى، تمتلك إرادة وعزيمة أكبر، مجددة العهد بتحرير جميع النساء الإيزيديات المختطفات “اليوم وبذكرى مجزرة شنكال ومرةً أخرى وفت الوحدات بعهدها وبشرت أهالي شنكال بإنقاذ طفلة وشابتين إيزيديتين.
مسؤولية وحدات حماية المرأة
ومن جانبها؛ أفادتنا عضوة العلاقات العامة لوحدات حماية المرأة لانا حسين بأن وحدات حماية المرأة خلصت المئات من النساء الإيزيديات منذ عام 2014 وحتى الآن من قبضة داعش، ملفتةً بأن الإيزيديون واجهوا عشرات الفرمانات وأبدوا مقاومة ضدها، وكانت المعاناة الأكبر من نصيب النساء الإيزيديات، وبخاصةٍ في المجزرة الأخيرة التي ارتكبها مرتزقة داعش في شنكال، حيث تم اختطاف آلاف النساء الإيزيديات وتعرضنَ للقتل والاعتداء والبيع كسبايا.
وسلطت لانا في ختام حديثها على مسؤولية وحدات حماية المرأة في تحرير النساء والدفاع عنهن أينما يتواجدنَ: “نحن كوحدات حماية المرأة يقع على عاتقنا حماية النساء من العنف وتحرير النساء اللواتي يعانين من بطش
 مرتزقة داعش “القوة الظلامية”، لا يُعيقنا بُعد جغرافيّ أو حدود، فنحن لا نعترف بالحدود الجغرافية، وأينما تتواجد امرأة مظلومة أو مُعنفة، ستتواجد وحداتنا لمساندتها”.
قصة الشابتين المُحررتين
كما التقت صحيفتنا الشابة الإيزيدية المحررة عزيزة خالد من قرية كوجو التابعة لشنكال، اختُطفت على يد مرتزقة داعش عام 2014 كانت تبلغ من العمر آنذاك 15 عاماً.
كشفت المحررة عزيزة تفاصيل اختطافها والطفلة خوناف: “تم اختطافي أنا وعائلة زوجي بالأكمل والكثير من أقاربي، وقامت مرتزقة داعش بتفريقنا، حيث كنت أقطن أنا والطفلة خوناف مع عائلة تابعة لمرتزقة داعش في منطقة الباغوز وبعد تحريرها انتقلنا إلى مخيم الهول وبقيت فيه خمسة أعوام”.
أكملت عزيزة: “لم أكن أعرف وحدات حماية المرأة ولم أسعَ للوصول إليها، وحدات الحماية هي من سعت للوصول إلينا نحن الإيزيديات وبعد تحريري والتحقيق في أمري وأخذ كافة المعلومات، تواصلت مع أهلي وقد علمت بأنه تم تحرير أربع من أخواتي، ولاتزال واحدة فقط غير محررة واثنان من بنات عمي والبعض من أقاربي”.
كما واستطردت المحررة الأخرى طواف داوود في حديثها الخاص لصحفيتنا: “أنا من ناحية تل عزير (القحطانية) التابعة لشنكال، تم اختطافي بعمر 14 عام، قامت مرتزقة داعش بنقلنا لأكثر من مكان في العراق وسوريا آخرها كان منطقة الباغوز وبعد تحرير الباغوز تم نقلي لمخيم الهول”.
وتابعت حديثها بالتطرق إلى تفاصيل محاولة هروبها، وحتى تسليمها إلى وحدات حماية المرأة اللاتي كنَّ الحامي والمنقذ لها: “حاولت الهرب من المخيم وعند وصولي الحدود العراقية، رفض الجيش العراقي على الحدود دخولي وهدوني رغم إنني قلت لهم بأنني إيزيدية، وكان بإمكانه التأكد ومساعدتي إلا أنهم قاموا بطردي، فتوجهت لقوات الأمن الحدودية التابعة للإدارة الذاتية وتم تسليمي لوحدات حماية المرأة التي ساندتني وأرجعت لي الطمأنينة وبعد أخذ التفاصيل تم التواصل مع أهلي، أنا معهم منذ شهرين وسيتم تسليمي لعائلتي بطرق آمنة قريباً”، مشيرةً إلى أنه تم تحرير أختها أيضاً عام 2019؛ متمنية تحرير النساء الإيزيديات كافة اللواتي لم يتحررن حتى الآن من قبضة مرتزقة داعش.
ويشار إلى أن مرتزقة داعش ولدى هجومها على شنكال، اختطفت ما يُقارب 5000 إيزيدية، ومنذ عشر سنوات لليوم تم إنقاذ وتحرير ما يقارب 3000 إيزيدية فيما بقي مصير ألفين منهن مجهولاً، في حين تلعب وحدات حماية المرأة دوراً أساسياً في تحريرهن، منذ حملة تحرير الباغوز ولليوم، حيث مخيم الهول، وتجدد العهد دوماً للوفاء بالعهد.