سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وسائل زراعية تُخفّف من الحصار في زمن الحرب

تقرير/ شيار كرزيلي –

روناهي/ الشهباء ـ الاستفادة من المساحات الترابية بين الأحياء بهدف الزراعة لتخفيف الحصار في زمن الحرب؛ هي إحدى الوسائل البديلة الي اتّبعها أهالي مقاطعة الشهباء لتأمين قوت يومهم والتقليل من مصروف المنزل لعدم وجود مصدر للدخل، وطالب أهالي الشهباء البلدية في القيام بدعم هذه المشاريع؛ لأنها ستكون بمثابة مصدر رئيسي للغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
منذ بداية الاستيطان البشري بحث الإنسان عن الأمان والطعام من أجل استمرار الحياة البشرية، حيث كان يقوم بالسكن في المغارات بأعالي الجبال كي يحمي نفسه من برد الشتاء وحر الصيف ويقي نفسه من الحيوانات المفترسة، كما كان سكنه بالقرب من موارد المياه والطعام. واستمرت الحضارات الإنسانية على هذا الشكل فأينما وجِدَ الأمن والطعام وجِدَ الإنسان.
أما في الحروب وحين ينقطع الإنسان عن الوسائل التقليدية؛ يقوم بالبحث عن وسائل جديدة من أجل استمرارية الحياة، حيث يقوم بالاستفادة من كل شيء متاح يساعده في تأمين مستلزماته الضرورية.
مصدر لتأمين غذائهم في زمن غلاء الأسعار والحصار
ففي مقاطعة الشهباء التي يسكن فيها الآلاف من أهالي عفرين الذين هُجِّروا قسراً وهرباً من انتهاكات دولة الاحتلال التركي التي طالت كل شيء، ويسعى الأهالي في المقاطعة إلى وسائل بديلة لتأمين قوت يومهم والتقليل من مصروف المنزل لعدم وجود مصدر للدخل ومن تلك الوسائل التي اعتمد عليها أهالي عفرين في الشهباء ومن خبرتهم بالزراعة والاستفادة من المساحات الترابية الميتة بين المنازل والمحاضر الموجودة في الأحياء؛ يقومون بزرع الخضار فيها كوسيلة لتأمين الغذاء، حيث ينتشر في ناحية تل رفعت العشرات من هذه المزارع التي أصبحت مصدراً لتأمين غذائهم في زمن غلاء الأسعار والحصار، ومن المحاصيل التي يتم زراعتها النعناع والبصل والملوخية والباذنجان والقرع واليقطين والثوم ومن الفاكهة البطيخ الأحمر والأصفر والخيار والبندورة وغيرها من الأنواع التي يستفيد منها الأهالي وتعد هذه الوسيلة من الوسائل التي تؤمّن للأهالي طعامهم اليومي دون اللجوء لشرائها من السوق.
وفي جولة لصحيفتنا ضمن أحياء الناحية رأينا كيف يتشارك الأهالي في عمل الحواكير والعمل فيها. والتقينا ضمن الجولة بالعديد من أصحاب المزارع؛ فحدثنا المزارع عابدين محمد قائلاً: “كان بالقرب من منزلي مساحة ترابية مليئة بالأوساخ فقمت بإخراج الأوساخ منها ثم قمت بزراعتها كي نستفيد منها”.
أما عن الخضار التي قام بزرعها فقال المزارع عابدين: “قمت بزراعة البندورة والخيار والبطيخ والنعناع؛ إلا إننا نعاني من قلة المياه فهي بعلية لكننا نقوم بري النعناع فقط عن طريق الأواني لأنها تحتاج للمياه وهذه الزراعة تعود للنفع على الجميع كما نتعاون في العمل وجمع الثمار وهي بمثابة مصدر للغذاء لأهالي الحي فبوجود المياه ستكون أكثر إنتاجاً”.
كما حدثتنا المواطنة ناظلية حسين من قرية معملة عفرين التي تقيم في أحد أحياء ناحية تل رفعت قائلة: “قمنا بالاستفادة من المحضر الموجود بالقرب من المنزل ونحن أربع عائلات نشترك في هذه المزرعة وهي وسيلة لتأمين الخضار، حيث قمنا بزراعة الباذنجان والبندورة والقرع واليقطين، كما نقوم بتوزيع الفائض على الجيران. لكن؛ ثمار البندورة تتأثر بالحرارة الشديدة وتؤدي إلى جفافها”.
المشاكل التي يواجهها المزارعون ومطالبهم؟؟؟
وقال المواطن محمد عبد الرحمن دوليكو: “نطالب البلدية في القيام بدعم هذه المشاريع؛ لأنها ستكون بمثابة مصدر رئيسي للغذاء وهذه المشاريع ناجحة وتقلل من المصروف فمعظم العائلات في الشهباء لا تمتلك مورد للدخل فهذه المزارع تقلل من عبء المصروف على الأهالي؛ ولهذا نتوجه بالطلب عبر صحيفتكم لمجلس البلدية التي تستطيع أن تقدم لنا الدعم من ناحية تأمين المياه”.
كما وأكد الرئيس المشترك للكومين السادس في ناحية تل رفعت محمد إيبش قائلاً: “ففي الحي أكثر من عشرة حواكير قام الأهالي بزراعة الخضار فيها للاستفادة منها، ونحن بدورنا نشجع الأهالي على استغلال كل شبر من الأرض ليتم استثماره في الزراعة؛ ومن المعلوم أنَّ أهالي عفرين تربطهم صلة وثيقة بالزراعة ويمتلكون خبرة كبيرة في هذا المجال فبإمكانهم إنجاح هذه المشاريع فعفرين كانت مركز لتصدير جميع أنواع الثمار لجميع المحافظات والمناطق السورية”.