أكدت الإدارية في ورشة لافين للخياطة، أن الورش تساهم في رفع مستوى الإنتاج المحلي، وتهدف إلى تعزيز روح التعاون والتشارك بين النساء لتطوير اقتصادهن، وتخلق المنافسة مع المشاغل الكبيرة.
ما زالت المرأة في شمال وشمال وشرق سوريا، تحقق النجاحات على الأصعدة كافة، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، فهي تعمل بجد ونشاط من أجل توفير فرص العمل، وتطوير الواقع الجديد للمرأة في المنطقة، وهي مستمرة في دعم الاقتصاد العام من خلال تطوير اقتصاد المرأة.
وتأتي محاولات المرأة المستمرة، في خلق الفرص الاستثماريّة، أمام المجتمع النسوي بشكلٍ عام، لتنمية دورها الفعّال اقتصادياً، وتأدية الدور، الذي أوكل إليها في تنمية الاقتصاد العام في شمال وشرق سوريا، فكان لها العديد من الأدوار الهامة والمحوريّة في عدةِ مجالات، وقد تبنت مؤسسة اقتصاد المرأة، الكثير من المشاريع الخدمية والغذائية والصناعية والزراعية، في سبيل تعزيز دور المرأة الريادي، وإبراز دورها الفاعل في بناء الاقتصاد المجتمعي.
الدور الاقتصادي الهام الذي تلعبه المرأة
تتمتع المرأة في شمال وشرق سوريا، بالعديد من الخصال المميزة، والمهارات الحرفيّة، ومع انطلاق الثورة في روج آفا، وفتح المجال أمام المرأة لتفجير طاقاتها، وسّن الإدارة الذاتية الديمقراطيّة، للعديد من القوانين والتشريعات، التي شجعت المرأة على ممارسة دورها البنّاء في المجتمع، تم إنشاء مؤسسة تختص بالمرأة، وهي مؤسسة اقتصاد المرأة، وتعدّ جزءٍاً نشيطٍاً وحيوياً من الاقتصاد العام.
لقد تمكنت المرأة في شمال وشرق سوريا، بأن تكون ذات دورٍ هام ومحوري في دعم عجلة الاقتصاد، وبناء الخليّة المتكاملة للمجتمع، وتعدّ من المستثمرين المهمين بالشكل العام، ومن العناصر البنّاءة بالمفهوم الخاص، فمثلاً اليوم تتبنى مؤسسة اقتصاد المرأة العديد من المشاريع، التي تدعم الاقتصاد العام بشكلٍ مباشر، فنأخذ على سبيل المثال لا الحصر، ورشة لافين للخياطة.
تأمين فرص عمل للنساء
افتتحت ورشة لافين للخياطة في عام 2015 بمدينة الحسكة، من قبل لجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار، ويعمل فيها أكثر من عشر نساء، حيث يبدأ الدوام ضمن الورشة من الساعة الثامنة صباحاً وإلى الخامسة مساءً، والهدف الأساسي من افتتاح الورشة، وتوسيع عملها، تأمين وتوفير فرص العمل للنساء، وإبراز دورها الفعال ضمن المجتمع.
ولمعرفة المزيد حول عمل الورشة تحدثت صحيفتنا “روناهي” مع المشرفة على ورشة لافين للخياطة “نسرين حاج محمد“، حيث أشارت في بداية حديثها إلى تميز ورشة لافين للخياطة بسرعة الإنتاجية، وتقديم نفسها كمنافسٍ قوي، وهام في هذا المجال، ولكسر أسعار السوق، وعدم الحاجة لاستيراد الألبسة من الخارج.
وبينت نسرين أن الهدف الأساسي من افتتاح الورشة، هو تأمين أكبر فرص عمل للنساء، واعتمادهنّ على أنفسهنّ، وعن عدد النساء اللواتي يعملن ضمن الورشة أكدت نسرين بأنهم إحدى عشرة امرأة، وبأن هناك حاجة لزيادة عدد النساء في الورشة.
أما بالنسبة لكوادر الخياطة، فأشارت نسرين إلى أنهن جميعاً من النساء، المحترفات بمهنة الخياطة، وهذا يساهم أيضاً بتأمين فرص العمل للكفوءات منهنّ، وبالتالي مكافحة البطالة، وأردفت: “جميع العاملات يملكن خبرة بسيطة، في البداية بسبب عدم وجود إمكانية كافية لديهنّ لتطوير مهنة الخياطة، حيث لا يستطعن تأمين آلات العمل، فعملهن ضمن الورشة يطور مهنتهن، ويجعلهن يعتمدن على أنفسهن أكثر، وهناك الكثير منهن استطعن افتتاح محلات خاصة بهن بعد عملهن في المشغل”.
وكشفت نسرين عن الأعمال، التي تقع على عاتق العضوات داخل الورشة: “نحن اثنتا عشرة عضوة، ثماني عضوات يعملن على ماكينات الخياطة، وواحدة تعمل على مكواة الملابس، واثنتان على تنظيف الألبسة وترتيبها، وواحدة أخرى على ماكينة الحبكة”.
“افتتاح ورشة أخرى في قامشلو”
وأضافت الإداريّة في ورشة لافين، إلى أن عدد الورش هي واحدة، وهي تتواجد في مدينة الحسكة، وأكدت بأنهم سيفتتحن لاحقا ورشة في مدينة قامشلو، مكملة حديثها: “بسبب حاجة ورشة الخياطة لمكانٍ أو موقع لتسويق بضائعها، أو منتوجاتها، قمنا بافتتاح محل خاص بمنتجاتنا في مدينة قامشلو، والحسكة، والدرباسية، وكركي لكي، وتلقى المحلات التابعة لنا إقبالاً واسعاً من الزبائن؛ وذلك بسبب الجودة، والمواصفات العالية والأسعار التنافسية”.
وتابعت نسرين: “أسعارنا تنافسية جداً، نحن، المختصين بخياطة الألبسة النسائية، لدينا القدرة الكبيرة على التطور والإبداع، حيث نعمل على خياطة الألبسة من الطلبيات الخاصة، مثل المشافي ومجالس البلديات، والطلبيات الخاصّة للمدنيين، وأكثر الطلبيات الخاصة هي الزي الكردي، ويكثر الطلب عليها عند قدوم عيد النوروز وعيد المرأة، ونقوم على إنتاج جميع الطلبيات في الوقت المحدد تماماً مع كامل الكمية المطلوبة، تقوم روشة لافين بخياطة جميع أنواع الاقمشة من الكتان، والحرير، والجورجيت، والكودلي، وغيرها من الأنواع وحسب الموديل المطلوب”.
الصعوبات والعراقيل…
وعن الصعوبات والعراقيل، التي تواجههن داخل الورش نوهت نسرين، إلى تخطيهنّ العراقيل، وذكرت بعضا منها: “نواجه الكثير من الصعوبات، ومن أبرزها مشكلة توفير الكهرباء؛ لأنها تعيق عملنا، فنحن النساء داخل الورش معتمدات على أنفسنا حيث نقوم بتدوير المولدة بأنفسنا، رغم طول فترة الدوام، ولكن نعمل معا بروح الرفاقية ويسير عملنا بشكل جيد”.
وفي نهاية حديثها، نوهت الإدارية في اقتصاد المرأة، والمشرفة على ورشة لافين للخياطة “نسرين حاج محمد”، بأنَّ لجنة اقتصاد المرأة على استعدادٍ تام، لتبني الطاقات النسويّة كافة، وعلى الأصعدة كلها.