سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ورشة حوارية في الحسكة تناقش التجربة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا

الحسكة / محمد حمود

نظمت مجموعة من الأحزاب والتجمعات والشخصيات السياسية؛ بدعوةٍ من حزب الوطن السوري، ورشة حوارية؛ حول التجربة الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا وضرورة تعزيزها؛ كما خرجوا بمجموعة من التوصيات.
بالتزامن مع اليوم العالمي للديمقراطية؛ نظم “حزب الوطن السوري” في مدينة الحسكة؛ ورشة عمل تحت عنوان؛ “الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.. بين النظرية والتطبيق”؛ وقد شارك في الفعالية مجموعة من الأحزاب السياسية والتجمعات النسوية والشخصيات المثقفة والمستقلة.
الورشة الحوارية تضمنت عدة محاور؛ تحدثت عن مفهوم الديمقراطية وتطبيقاتها؛ إضافةً لمسؤولية السلطة والشعب في بناء أسسها؛ كما ناقش الحضور معوقات تعزيز الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا.
المشاركون في الورشة خرجوا بمجموعة من التوصيات؛ التي تحدثت عن ضرورة تنشيط الحياة السياسية عبر ضرورة الإسراع بإصدار قانون أحزاب مرن ويعطي مساحة من حرية العمل السياسي. إضافةً إلى ضرورة دعم أحزاب المعارضة وإيجاد آلية تمثيلية حقيقية لكافة الأحزاب والشخصيات المستقلة في كافة هياكل الإدارة والمؤسسات في إقليم شمال وشرق سوريا.
كما نوهت التوصيات إلى وجوب تعزيز سيادة القانون واستقلال القضاء وتعزيز التمثيل الشامل، ودعم مؤسسات المجتمع المدني، وتعميق المشاركة الشعبية في صنع القرار، إضافةً إلى إصلاح النظام التعليمي، وتعزيز الشفافية والمساءلة.
وأكد المشاركون عبر توصياتهم إلى ضرورة مواصلة الإدارة الذاتية الديمقراطية دعم الحوار بين الشعوب وتعزيز الأمن والعدالة الاجتماعية، كما طالبوا بضرورة العمل على تطوير اللامركزية ودعم الإعلام الحر والمستقل.
الأمين العام لحزب الوطن السوري؛ ثابت الجوهر؛ تحدث لصحيفتنا قائلاً: “اجتمعنا اليوم وناقشنا تجربة فريدة من نوعها في إقليم شمال وشرق سوريا، تجربة جمعت بين التحديات والطموحات، وواجهت واقعاً مُعقداً ومليئاً بالتحديات”.
الجوهر أكد إن التجربة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا شكّلت نموذجًا فريدًا في السعي نحو إدارة ذاتية تعاونية تقوم على مبادئ العدالة والمساواة والتشاركية بين كافة مكونات المجتمع.
مشيراً إلى إن هذه التجربة لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة سنوات من الكفاح والتضحيات من أجل بناء مجتمع حر، يتيح الفرصة للجميع للمشاركة في صنع القرار وتحقيق مصالحهم في إطار من الحوار والاحترام المتبادل.
وأضاف ثابت الجوهر: “بين النظرية والتطبيق تكمن العديد من التحديات؛ وقد كان هدفنا من خلال هذه الورشة ليس فقط الاحتفاء بما تحقق، بل الوقوف بواقعية أمام هذه التحديات ودراسة سُبل التغلب عليها. فالطريق نحو الديمقراطية المستدامة ليس سهلاً، بل يتطلب عملًا دؤوبًا وتضامنًا مستمرًا بين كافة الأطراف”.
وأكد ثابت الجوهر، إن مناطق شمال وشرق سوريا شهدت في السنوات الأخيرة تحولات سياسية واجتماعية عميقة، كان أبرزها البحث عن نموذج ديمقراطي يعبّر عن تطلعات الناس في الحرية، العدالة، والمساواة.
منوهاً إلى إن هذه التجربة لم تكن مجرد نظرية تجريدية، بل جاءت استجابةً لواقع شعبي مُلِح، حيث تشابكت الإرادة الشعبية مع ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة تعاني من الصراعات والحروب.
وحول أبرز ما تم نقاشه في الورشة؛ قال الجوهر إنه جرى تسليط الضوء على الجوانب العملية للتجربة الديمقراطية. ومناقشة كيف استطاعت المجالس المحلية والهيئات المنتخبة أن تعمل في إطار نظام حكم ذاتي، وكيف واجهت التحديات الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية.
كما أشار إلى إنه تم طرح تساؤلات حول مدى توافق هذه التجربة مع المبادئ الديمقراطية العالمية، وما هي النجاحات التي حققتها، وأين تكمن نقاط الضعف التي تحتاج إلى تطوير.
وتم، تناول دور المرأة والشباب في هذه التجربة، وكيف استطاعوا أن يكونوا جزءًا أساسيًا من عملية صنع القرار السياسي والاجتماعي، مما يعزز المشاركة المجتمعية ويزيد من تمثيل مختلف الفئات في عملية التحول الديمقراطي.
وفي ختام حديثه؛ أكد الأمين العام لحزب الوطن السوري؛ إنهم يؤمنون إن هذه التجربة، بكل تفاصيلها، تعد نموذجًا يستحق الدراسة والتأمل، وربما تكون بذرة لأفكار ونماذج جديدة يمكن تبنيها في مناطق أخرى من العالم تسعى لتأسيس نظام ديمقراطي مستدام.
مشيراً إلى إن حزب الوطن السوري يسعى من خلال هكذا فعاليات للسير نحو فتح حوارات أوسع “إيماناً منه بضرورة الحوار للوصول إلى الديمقراطية المنشودة؛ سواءً على مستوى شمال وشرق سوريا أو سوريا ككل”.