أكد أحد وجهاء عشيرة البكارة الشيخ عبد الله الطلاع، إن عشائر شمال وشرق سوريا ستلتف حول قوات سوريا الديمقراطية، وأشار إلى أن أي هجوم تركي سيقابل بنضال قوي من قبل شعوب شمال وشرق سوريا.
تستمر هجمات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال، هذه الهجمات تأتي في ظل الصمت الدولي المريع في تأكيد واضح على موافقته على كل ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من مجازر، مفضلا بذلك المصالح الخاصة على حقوق الإنسان، والشرعية الدولية.
هجمات المحتل التركي قوبلت بمقاومة شعبية وعسكرية بطولية، حيث تساند شعوب شمال وشرق سوريا قوات سوريا الديمقراطية، التي شكلت الدرع الحصين لأبناء المنطقة منذ عقد من الزمن.
ومن هنا برز الدور الرئيسي، الذي لعبته عشائر شمال وشرق سوريا الكردية، والعربية، ذلك الدور الذي عُرفت به تلك العشائر تاريخيا، حيث أن عشائر هذه المنطقة شكلت على مر التاريخ سداً منيعاً في وجه الغزاة والمستعمرين بمختلف تسمياتهم واتجاهاتهم، وخير دليل على ذلك ثورة (روج آفا)، حيث شكلت هذه الثورة مثالاً حياً على الروح الوطنية، التي تتمتع بها عشائر المنطقة، والتي تنطلق منها على الدوام لصياغة مواقفها من القضايا المتعلقة بمصير وطنها.
نفاق وصمت المجتمع الدولي يزيدان الهجمات
وحول دور العشائر في شمال وشرق سوريا، ولا سيما دورهم في مقارعة الاستعمار التركي الفاشي، التقت صحيفتنا مع الشيخ عبد الله الطلاع أحد وجهاء عشيرة البكارة في شمال وشرق سوريا، حيث قال: “تتعرض مناطقنا لهجمات وحشية من قبل دولة الاحتلال التركي منذ عقد من الزمن، وعلى الرغم من جميع التصريحات الدولية الرافضة للمجازر والهجمات التركية، إلا أن أي من تلك الدول لم تقدم على أية مبادرة عملية، تكون قادرة على لجم المحتل التركي، وهذا دليل على أن المجتمع الدولي
يمارس النفاق في التعامل مع القضايا الإنسانية، ويعمل من أجل مصالحه، وهذا تجسد بشكل واضح في التعامل الدولي مع هجمات دولة الاحتلال التركي لمناطقنا”.
وأضاف الطلاع: “الموقف العملي من قبل المجتمع الدولي بات اليوم ضرورة مُلحة، لأن صمتهم يدفع النظام التركي إلى التمادي، وارتكاب المزيد من الجرائم، التي تودي بحياة المدنيين ولا سيما النساء، والأطفال وكبار السن”.
لن نبخل برفد قوات سوريا الديمقراطية بالدعم
وتابع الطلاع بالقول: “نناشد المجتمع الدولي بالتحرك، ونحن العشائر لا نقف متفرجين أبداً، حيث أننا ندرك جيدا المسؤولية التاريخية، التي تقع على عاتقنا في التصدي لوحشية دولة الاحتلال التركي، لذلك فإن موقفنا واضح منذ البداية، سنقف ونساند قواتنا العسكرية بمختلف تشكيلاتها، وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية، لأننا نؤمن أن لجم المحتل التركي لا يمكن أن يتم إلا على يد هذه القوات، وانطلاقا من هذه القناعة فقد التحق المئات من أبناء العشائر بصفوف هذه القوات، كما قدمنا العديد من الشهداء، ولم نكن نادمين يوما على ذلك، لأن هذه القوات أثبتت لنا وللعالم قدرتها على حماية شعوب المنطقة كافة”.
واستكمل الطلاع: “مع انطلاقة ثورة (روج آفا) حاولوا إضفاء طابع قومي عليها حيث حصروها بثورة للشعب الكردي، ولكن التجربة العملية الملموسة، أثبتت أن الثورة قامت لخدمة شعوب شمال وشرق سوريا كافة، دون تمييز أو تهميش او إقصاء، وبناء عليه كان لنا نحن العشائر العربية إلى جانب العشائر الكردية والعشائر الأخرى، موقفاً مبدئياً راسخاً لا يمكن أن نحيد عنه، وهو أن نبقى محافظين على أمن وسلامة مناطقنا وشعبنا، سواء في وجه الأعداء من الداخل المتمثلة بداعش وأخواتها، أو من القوى الاستعمارية الخارجية وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي”.
واختتم عبد الله الطلاع حديثه بالقول: “لكل من المحتل والمدافع أسبابه، فالمحتل يقوم بشن هجماته واحتلالاته على هذه المنطقة؛ ساعيا لضرب التجربة التاريخية، التي بُنيت هنا، وذلك بسب تعارض مبادئ هذه التجربة مع العقلية القومية الشوفونية لدولة الاحتلال التركي، أما من الجانب الآخر المضيء، فنحن مدافعون عن هذه الأرض، وعن هذه التجربة، ولنا أسبابنا في هذا الدفاع، والسبب الرئيسي، هو أن هذه الإدارة سمحت لنا كشعب، أن نمارس حقنا في إدارة نفسنا بأنفسنا، ولولا هذه التجربة لكنا نعيش حتى اللحظة في ظل التبعية، والإقصاء، والإنكار”..