يحل عيد الفطر على قطاع غزة في ظروفٍ مختلفة هذا العام، بعد أزمة وباء “كورونا” التي أثرت في الكثير من العادات الموسمية في غزة والعالم عموماً، ولكن ورغم كل التعقيدات الحياتية التي صنعها الفيروس، هناك عاداتٌ لم يستطع الوباء التأثير فيها، أولها تحضير أهالي القطاع لأسماك “الفسيخ” والكعك والمعمول، وآخرها إنعاش المشاريع الصغيرة الخاصة بالأعياد في القطاع.
تتمثل عادات أهالي قطاع غزة في العيد، في شكلين رئيسيين، أولهما، عادة غذائية، والثانية، عادة ترفيهية، لا يمكن أن تمر الأعياد دون إحيائها، رغم صعوبة الأوضاع التي يمر بها القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن 13 عاماً.
“لا عيد بلا سمك الفسيخ والكعك”
خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، كان يمكن للمتجول في شوارع غزة أن يشم وببساطة رائحة الكعك والمعمول الذي انشغلت أسر القطاع بصناعته لعيد الفطر، وقبل أن تسرقك رائحة السمن والسميد والعجوة – أهم مكونات صناعة الكعك والمعمول حيث كان يجب أن تحترس، قد تصطدم بعربة بيع “سمك الفسيخ” التي تنتشر في كل شوارع وأسواق القطاع.
يعد “سمك الفسيخ” أشهر عادة غذائية في قطاع غزة خلال عيد الفطر، ويمثل عند كثير من الأهالي، الطبق الرئيسي الأهم على مائدة فطور عيد الفطر.
هذه العادة، التي يعود أصلها وموطن نشأتها إلى مصر، متوارثة في غزة بحكم قربها جغرافياً من مصر، و”الفسيخ” سمك مملح يجري تخزينه لمدة شهر أو أكثر بالملح. ويصبح مذاق لحمه بعدها مالحاً، وله أنواع مختلفة منها المُدخن والمشبع بالملح، وفسيخ الماء المملح.
وكما “الفسيخ” يمثل طبق “المعمول والكعك”، أشهر طبق حلوى في غزة خلال عيد الفطر، وهو حلوى تصنع من السميد، ومعجون التمر، وبعض البهارات الأخرى، والحليب والمكسرات، وتقدم عادة لضيوف العيد.
تقول نور حسين (45 عام) من معسكر جباليا شمال القطاع، “إن الفسيخ هو أحد أهم العادات في عيد الفطر، مثل المعمول والكعك تماما”، واصفة أهميته بالقول: “لا يكون هناك عيد إذا لم يجتمع الكعك والمعمول والفسيخ على المائدة، ودونها يعني أنه لا توجد أجواء عيد”.
وتمثل العادات الترفيهية التي تنتشر في الأحياء والشوارع خلال عيد الفطر، كـ: “ألعاب الأطفال الخفيفة “الأراجيح” والترامبولين أو المَنَطَة، أهم المشاريع الموسمية التي يعاد إحياؤها في كل عيد، لما تمثله من مصدر دخلٍ بسيط وموسمي لبعض الأسر.
حيث بذل الشاب حمزة أبو ظاهر (22 عاماً) قبل العيد بيومين، جهداً مضاعفاً في تزيين ومعاينة الأرجوحة التي اعتاد عليها أطفال حيّه منذ سنوات، تمهيداً لبدء عملها المعتاد منذ صباح أول يوم في عيد الفطر.
ويقول في هذا السياق لوكالة هاوار: “إن هذه الأرجوحة تمثل مصدر دخل موسمي إلي ولأسرتي، وبتفرّح أطفال الحارة، وهذا أهم شيء”.
هذا وصرح رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة جمال الخضري، في وقت سابق أن 85% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، وقال: “إن هذا الواقع الذي صنعه الحصار الإسرائيلي، ترك آثاراً خطيرة على حياة أكثر من مليوني مواطن في القطاع، وتركهم أمام أزمات متتالية تزداد بشكل يومي في كافة مناحي الحياة”.
وذكر أن معدلات البطالة والفقر في ارتفاع، ويومياً تتبدى صورة النتائج الكارثية لهذا الواقع في غزة.