يستمر تأثير الجفاف وتزداد معاناة الفلاحين بشكل عام ومربي الماشية بشكل خاص، فالفلاحون يعانون من ارتفاع أسعار حرث أراضيهم لأن أصحاب الجرارات قاموا برفع تسعيرة الفلاحة للهكتار الواحد إلى الضعف، والذين يعللون ذلك بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفرها على الدوام وصعوبة الحصول عليها وكذلك بسبب ارتفاع أسعار الصيانة وإصلاح الأعطال وقطع التبديل بالإضافة إلى صعوبة العثور عليها في وقتها، ويعاني الفلاحون أيضاً من صعوبة الحصول على البذار اللازم والكافي لبذر أراضيهم والارتفاع الكبير في سعر البذار المتوافر لدى عدد قليل من التجار أصحاب النفوذ أو المدعومين منهم، مع العلم بأن نسبة كبيرة من الفلاحين لا تملك ثمن البذار حتى في حال توافره، وهنا يأتي دور هيئة الزراعة ومديرياتها والتي لا تلعب الدور المطلوب منها والتي لم تجد إلى الآن الحلول الناجعة لمشاكل الفلاحين الكثيرة والمؤثرة بشكل مباشر على حياتهم وقوت أولادهم، إذ نجد دوائر الزراعة بوادٍ والفلاحون وزراعاتهم ومشاكلهم بوادٍ آخر، فبعض العاملين في الزراعة لا يعرفون الفرق ما بين الشعير والشوفان ولا يستطيعون التخطيط للنهوض بواقع الزراعة ولا حتى حل مشاكل الزراعة الراهنة، بالإضافة إلى تعاليهم وعدم التعاون مع الفلاحين وجمعياتهم واتحاداتهم وكأنهم خلقوا للكراسي والمكاتب وليس لخدمة الفلاحين ومساندتهم والنهوض بواقعهم السيء، فالفلاحون يعانون الفقر المدقع وارتفاع أسعار جميع مستلزمات الزراعة وعدم توافرها وحتى المحروقات اللازمة لري خضارهم ذات المساحات الضيقة لا تتوفر لهم، وهذا حال غالبية الفلاحين إلا ما رحم ربي ممن يعرف عامل هنا أو عاملة هناك…
أما بالنسبة لمربي الماشية فليسوا بأحسن حظ من المزارعين، فالإحصاء يكون بالواسطة أو “مكتبي” وبعض المناطق لم تصلها لجان الإحصاء إلى الآن!
إذ قامت الزراعة بتوزيع الأعلاف لمرة واحدة فقط للمربين منذ ما يقارب أكثر من شهرين وبكميات غير مدروسة وكافية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار احتياجات الرأس وموسم الجفاف الماضي، وإذا كانت كافية لشهر فكيف يستطيع المربي إطعام ماشيته بعد الشهر فالأعلاف شحيحة لدى التجار وأسعارها بالخيال، فالزراعة بشقيها النباتي والحيواني في خطر في ظل استمرار تأثير الجفاف وغياب الدور الفاعل لهيئات وإدارات الزراعة وعدم توافر الخبرة الكافية للموظفين، وغياب التعاون بين مديرية الزراعة والاتحادات المختصة، فإذا ما افترضنا أن الاتحادات الشعبية هي من توصل صوت الشعب للإدارات فكيف تسمع إدارات الزراعة أصوات الفلاحين وهي تصم آذانها أمام اتحاداتهم ونداءاتهم، فنصيحتنا أن تتعاونوا للنهوض بواقع الزراعة والمزارعين ومساعدة الفلاحين واتركوا حساباتكم الشخصية و”التعالي” جانباً فواقع الفلاحين لم يعد يحتمل المزيد من الإهمال وعدم الدراية….