No Result
View All Result
المشاهدات 0
نوري سعيد –
لولا انسحاب الروس من عفرين انطلاقاً من مصالحهم المتمثلة في إبعاد تركيا عن أمريكا، والعمل على إخراجها من حلف الناتو، وتأمين مرور خط الغاز الروسي الذي يمرُّ في الأراضي التركية وصولاً إلى أوروبا واستعمال هذا الخط كورقة ضغط على أوروبا متى شاءت، ولولا تقاعس الحكومة السورية عن تقديم الدعم العسكري والحماية الجوية لوحدات حماية الشعب البطلة، لما استطاعت تركيا والمتعاونين معها من الإرهابيين والمرتزقة من الجيش الحر السيطرة على عفرين واحتلالها. وبالرغم من أن تركيا تُعد القوة الثانية عسكرياً في حلف الناتو، فلقد صمدت مقاومة العصر المتمثلة بوحدات حماية الشعب في وجه القوات الغازية لوحدها حوالي شهرين ولقنتهم درساً في المقاومة الأسطورية أذهلت كل العالم. ومن هنا نقول: هل ستعيد روسيا سيناريو عفرين وتقوم بمنح شمال وشرق سوريا مرة أخرى إلى تركيا كما فعلت في عفرين؟! علماً إن الحكومة السورية صرحت إن إقامة منطقة آمنة تشرف عليها تركيا بعمق 25كم داخل الأراضي السورية، يُعد عدواناً على سوريا، وإذا كان موقف الحكومة السورية كذلك فعلاً، فإن عليها أن تنفتح على مجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لـ( قسد) والعمل معاً؛ لإفشال المخطط المرسوم لشمال وشرق سوريا؛ لأن (قسد) أعلنت أنها على استعداد للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن كونها قوة وطنية بامتياز، وأثبتت جدارتها في محاربة داعش والمحتل التركي على الأراضي السورية، في أكثر من موقع ولا يزال، وإنها ترفض إقامة منطقة آمنة تسيطر عليها تركيا داخل الأراضي السورية بأي شكل من الأشكال. وهي ترحب بدخول قوات حماية دولية؛ لأن المنطقة جزء من سوريا. ولكنها؛ بالمقابل ترفض إعادة المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الحراك الشعبي الذي انطلق عام 2011، بمعنى أن تُدار من قِبل حزب البعث، هذا الحزب الذي حوّل سوريا إلى جحيم وكان سبباً في كل ما حصل لنا ولوطننا سوريا جراء سياساته وتوجهاته الشوفينية. إن مجلس سوريا الديمقراطية وجناحه العسكري (قسد) اللذان يضمان مكونات شمال وشرق سوريا كافة، لن يقبلا إلا ببناء سوريا جديدة لا مركزية ديمقراطية تنعم في ظلها المكونات كافة بحقوقها المشروعة و(مسد) لم تفكر يوماً باستلام السطلة كما تعمل الأطراف الأخرى، بل تدعو للتشاركية والتآخي والعيش المشترك. ولهذا؛ فإننا ندعو إلى تلاحم القوتين الجيش السوري و(قسد) والقوى الوطنية والشريفة كافة؛ للعمل معاً، لوضع حد للمخططات التركية وعدم ترك مصير البلد في يد روسيا، التي لا تهمها سوى مصالحها وهي ليست الوصيّة علينا، كما لا يجوز أخذ تصريحات ترامب على محمل الجد وبخاصة تصريحه الأخير “إنني سوف أدمر تركيا اقتصادياً إذا تعرضت للكرد”، ومن هنا لا بد من نبذ الخلافات فيما بيننا من خلال حوار سوري ـ سوري؛ لأن وطننا يتعرض لأشرس هجمة وإن لم نهب جميعاً للذود عنه فإنه سيضيع ونضيع جميعاً معه.
No Result
View All Result