No Result
View All Result
المشاهدات 0
رفيق ابراهيم –
محافظة إدلب باتت اليوم الساحة الأكثر اشتعالاً في سوريا، وأصبحت الشغل الشاغل للقوى الإقليمية والدولية والنقاشات العالمية، بعدما أصبحت مكتظة بالمجموعات المرتزقة الموالية لتركيا، وهي التي أدت نتيجة ضغطها لتسليم مناطقها للنظام وروسيا والتوجُّه صوب إدلب ولذلك يعمل الروس والنظام على الهجوم والسيطرة عليها. وهناك معلومات تفيد عن وجود عمل للدولة التركية يُؤدي لحل مرتزقة جبهة النصرة ودمجها مع الفصائل المعتدلة حسب وجهة نظرها، كي تغلق الطريق أمام هجوم النظام والروس، وهناك تحشُّد تركي كبير قبالة إدلب تحسُّباً لأي طارئ قد يحدث. ففي إدلب هناك احتمالات عديدة لأن اللاعبين كثيرون وأولهم النظام الذي يطالب بخروج جميع الفصائل المسلحة هناك بما فيها جبهة النصرة بالإضافة لتركيا، وإعادة الأمور إلى ما قبل 2011م وهذا يخلق حالة من القلق الكبير ينذر بكارثة، وخوف كبير بين الأهالي مما قد يرتكبه النظام بحقهم من ممارسات إذا سيطر على المدينة. وتركيا اللاعب الثاني وهي تحاول من جهتها ضم المدينة إلى مناطق نفوذها، آخذة بعين الاعتبار عدم خسارتها حليفتها جبهة النصرة، بعد أن خسرت ربيبتها داعش وهي تسعى للتوصل معها إلى الانخراط في الفصائل الأخرى الموالية لها. ومن المعلوم أن النصرة تسيطر على مفاصل ومناطق هامة وحيوية في إدلب، وتمتاز بعلاقاتها الجيدة مع تركيا وتم إشراكها في معركة عفرين وهناك نقاط مراقبة بين الطرفين. ولا شك أن الروس لهم الدور البارز في سوريا والمنطقة، فهي التي قدمت الدعم العسكري والدبلوماسي للنظام من خلال الفيتو الذي كان بالمرصاد لجميع القرارات الدولية ضد النظام، ولا ننسى أنها كانت السبب الرئيس في احتلال عفرين، عبر تنازلها لتركيا وما جرى نعلمه جميعاً. وللآن هناك تنسيق بينهما لنشر نقاط مراقبة والسيطرة على الطريق الدولي حلب ـ دمشق وحلب ـ اللاذقية، وما تزال التفاهمات الروسية ـ التركية مستمرة بشأن احتلال عفرين، ولذلك تتغاضى روسيا عن الكثير من الجرائم التي ترتكبها تركيا ومرتزقتها من سلب ونهب وسرقة آثار وغيرها من أعمال إجرامية. ومن جهتها لا تريد إيران أيضاً الغياب عن المشهد السوري بعدما كانت في البداية اللاعب الرئيس فيها، فقصفت في سابقات الأيام أماكن قرب نقاط المراقبة التركية. وبذلك نقلت رسالة مفادها أنها حاضرة ولا يمكن إبعادها عن الميدان ما لم يتم ارضاؤها، وأغلب الظن أنها لن تخرج من سوريا بتلك السهولة، وأي اتفاق دون التنسيق معها لن يُكتب له النجاح. لذلك كانت الزيارة المكوكية لوزير الدفاع الإيراني لدمشق، والاتفاق على الدفاع المشترك وهذه رسالة لجميع الأطراف. وداعش من طرفها تتواجد في إدلب والكل يعلم مدى العلاقة المتينة بين الدولة التركية ومرتزقة داعش، وهي تحاول الإبقاء عليهم والمعلومات تؤكد على أنَّ هناك عملياتِ نقلٍ سرية تمت في إدلب، وتحت إشراف المخابرات التركية لتستخدمهم مرةً أخرى ضد المشاريع الديمقراطية في شمال سوريا. كما يجب ألا ننسى الموقف الأمريكي الذي يشوبه بعض الضبابية، وقد يكون هناك اتفاق ضمني مع الروس على مصير المدينة، ولهذا هدَّدت بأن استخدام الكيمياوي من قبل النظام سيحمل معه نتائج وخيمة، وسيكون الرد قاسياً، وقد لا يتغيَّر الموقف الأمريكي كثيراً وأغلب الظن أنها ستنتظر النتائج بين اللاعبين الآخرين مع الأخذ بعين الاعتبار المراقبة الحثيثة لما سيجري. لقد أثبتت التجارب أن تركيا فشلت في إدارة المدينة وإدارة الأزمة السورية بعد التدخُّل في شؤونها؛ لأنَّ كلَّ ما حدث انعكس بشكلٍ سلبي على الشعب السوري، وهي لم تعد قادرة على الإدارة وبخاصة بعد الأزمة المالية التي عصفت بها، نتيجة الخلافات مع الولايات المتحدة. ولذلك؛ ستكون ورقتها الباقية هي الاعتماد على المرتزقة للإخلال بأمن المنطقة لتخلق مبرراً لبقائها، وكان قد صدر بيان من قبل بعض المجالس المحلية في إدلب والتي تحدثت عن الوصاية التركية عليها والانفصال عن سوريا، فهذه المجالس المحلية في إدلب تابعة لها وهي من يُموِّلها، وهذا لا يخفي أن هناك قوى وطنية في إدلب ترفض وجود هذا الكم من الفصائل في المدينة وتدعو لخروجها من إدلب، وهي لا تريد بقاء القوات التركية هناك لكنها لا تفصح عن ذلك خوفاً من الانتقام التركي ضدهم. وهذا المصير الغامض يخيف الأهالي كثيراً وقد يستدعي ذلك قوات سوريا الديمقراطية، وحثها على التأهب وإيجاد آلية للتدخل السريع كما حصل في كل مرة مع هذه القوات السورية بامتياز، وقوات سوريا الديمقراطية لديها أولويات وهي بالدرجة الأولى تحرير عفرين، واحتمال اشتراكها في معركة إدلب ضئيل جداً. لأنَّها لا تثق بالوعود الروسية بشأن عفرين، ولكنها ستبقى على أهبة الاستعداد لأن العملية إنْ بدأت قد تؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من إدلب، باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ما سيؤدي حتماً إلى هروب أعداد من المرتزقة والإرهابيين بين المدنيين وهم سيشكلون خطراً على أمن تلك المناطق، وقوات سوريا الديمقراطية حريصة في الحفاظ على المدنيين وسلامتهم والحذر من المندسين بين المدنيين. وبالنتيجة هناك احتمالات عدة فإما أن يخرج الأتراك وتُسلَّم المدينة عبر اتفاقية مع الروس والنظام وهذا السيناريو وارد جداً، أو سيكون هناك احتمال اتفاق بين الأتراك والروس في محاولة لإبعاد النصرة، وهذا الأمر ليس بيسير وإن لم يكن هذا وذاك فثالثها هو الحرب التي إن حدثت ستكون حرباً ضروساً، ستكلف الكثير من الدمار والضحايا والنزوح بأعداد كبيرة، وبالطبع القرار الروسي سيكون حاسماً في ذلك.
No Result
View All Result