مركز الأخبار- باتت العديد من الدول العربية والأوربية تنتقد الدور التركي السلبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتهديداتها على القارة الأوربية، إذ باتت الساحة الأوربية والعربية تشهد تحرك بعض الدول لتفعيل اتفاقيات اقتصادية وأخرى للدفاع المشترك، كرسائل لتركيا التي تحاول الهيمنة على طرق التجارة الدولية والتدخل المباشر في بلدان عربية تشهد أزمات في الوقت الراهن لتضرب مصالح دول الخليج ومصر وتستحوذ على صادرة قيادة المسلمين السنة بدعمها المباشر لتنظيم إخوان المسلمين في العالم العربي.
فرنسا تقود أوروبا لتحجيم سطوة تركيا
إذ عادت تركيا لتصعيد لهجتها التهديدية لليونان، بعد تهدئة دامت أسابيع، ففي شرق المتوسط؛ أعلنت أنقرة، الثلاثاء، أنها ستواصل أنشطة التنقيب بكل أنواعه في غرب جرفها القاري، وأنها ستطلق أنشطة تنقيب جديدة نهاية الشهر الحالي.
ودعت اليونان مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى اجتماع طارئ لبحث “الأنشطة التركية في شرق البحر المتوسط”، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في المتوسط، مؤكدًا دعمه قبرص واليونان.
بالوقت ذاته فعّلت اليونان (قبرص) وفرنسا اتفاقية تعاون دفاعي مشترك استمرت عامين حيز التنفيذ بدءًا من الأول من آب الحالي.
صحوة خليجية متأخرة
بالتوازي؛ أبدى مجلس التعاون لدول الخليج العربية استنكاره للتهديدات التي أطلقها وزير الدفاع التركي وعدد آخر من المسؤولين، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال استقباله يوم الثلاثاء، أردوغان كوتش سفير تركيا لدى السعودية، استنكاره لتهديدات وتصريحات بعض المسؤولين في تركيا، مؤكدًا أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي كلٌ لا يتجزأ.
ولم تكتف تركيا بالتدخل في شرق المتوسط وليبيا والعراق وسوريا واليمن، بل تحاول اليوم سحب البساط من تحت أقدام السعودية في لبنان وجذب سنة لبنان لتركيا، والتدخل في شمال لبنان على غرار ما يحدث في شمال سوريا وشمال العراق، وعلقت صحيفة العرب على الدور التركي في لبنان واستثمارها السياسي لانفجار مرفئ لبنان بالقول: “قال مراقبون إن غيابًا سياسيًّا سعوديًّا ملموسًا سُجل في لبنان بعد انفجار بيروت، في الوقت الذي سارعت فيه تركيا إلى تقديم نفسها كفاعل سياسي واقتصادي في البلاد، وأن أنقرة تستفيد من تراجع الاهتمام السعودي وتخوّف إيران من أن تحضر بقوة في مشهد يستقطب اهتمامًا غربيًّا واضحًا”.
وأشاروا إلى أن مسارعة تركيا إلى إرسال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إلى بيروت موفدًا من الرئيس رجب طيب أردوغان، برفقة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وعدد من المسؤولين الأتراك، أكدت الاهتمام التركي على أن تكون أنقرة لاعبًا أساسيًّا في المشهد اللبناني.
وقالت السعودية في وقت سابق انها لن تتحمل الفواتير الناتجة عن هيمنة حزب الله على لبنان، وبالتالي ابتعدت السعودية عن التأثير المباشر في لبنان، حتى بات النقاش اليوم دائراً بين أطراف لبنانية سنية حول منْ يوالي السعودية ومنْ يوالي تركيا.
واتهم موقع “أساس ميديا” الذي يشرف عليه وزير الداخلية السابق المقرب من السعودية نهاد المشنوق، مدير الأمن اللبناني السابق ووزير العدل أشرف ريفي بأنه ينسق مع المخابرات التركية للسيطرة على شمال لبنان.
ويعدّ السياسيون السنة أن تركيا تسعى إلى اختراق واسع في لبنان وتمثيل الطائفة من خلال مشروع رعاية الجمعيات الإسلامية والاهتمام بترميم الأبنية القديمة مع تركيز خاص على تلك التي تذكّر بالحقبة العثمانية.
لكن التحرك الفرنسي السريع، بزيارة رئيسها لبيروت عقب الانفجار الهائل، ربما يساهم نوعاً ما في الحد من تغلغل تركيا ضمن الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، لكن يجب ان يترافق التحرك الفرنسي هذا بتحرك عربي متوازن لسد الثغرات في جسم لبنان الممزق.
صمت العالم على جرائم تركيا دفعتها لقتل ضباط عراقيين
وفي ليبيا، كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، عن أن هناك معسكرات غرب ليبيا تدار من ضباط أتراك، مشيراً إلى أن أنقرة تعزز تواجدها العسكري في المنطقة، وأن أردوغان لم يعير أي اهتمام للمطالب الدولية بحظر نقل السلاح إلى ليبيا.
وأكد المسماري خلال مقابلة مع “سكاي نيوز العربية” أن أردوغان يواصل نقل المعدات العسكرية بالطائرات والسفن التجارية، موضحاً أن العديد من المعسكرات في غرب ليبيا أصبحت تحت سيطرة القوات التركية، وتدار مباشرة من قبل ضباط أتراك.
وفي العراق، دانت رئاسة الجمهورية العراقية استهداف إحدى الطائرات المسيرة للاحتلال التركية لمنطقة سيد كان في إقليم كردستان، واعتبرته انتهاكاً خطيراً لسيادة العراق، وألغت وزارة الخارجية العراقية زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع التركي إلى بغداد يوم الخميس على خلفية “الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها القوات العسكرية التركية وانتهاك سيادة العراق”، واستدعت السفير التركي لتقدم لها مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.
فالتدخلات التركية المباشرة في شؤون الدول العربية، تستلزم اليوم بناء جبهة مناهضة للتوسع التركي المباشر والغير المباشر والذي بات يشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي العربي وأمن أوروبا أيضاً.