No Result
View All Result
المشاهدات 0
يقول علماء معهد فيرجينيا التقنيّ للأبحاث أنّ رؤية الأحداث الصادمة يؤدي لمضاعفات اضطراب توتر ما بعد الصدمة؛ حيث اكتشف العلماء في معهد فيرجينيا التقنيّ للأبحاث أن رؤية الخوف في الآخرين يمكن أنّ تؤثر على طريقة تدفق ، وانسياب المعلومات في المخ. يقول الأستاذ المساعد في معهد فيرجينيا التقنيّ للأبحاث والمؤلف الأساسي لهذه الدراسة أليكسي موروزوف: “التجارب العاطفية السلبية تترك أثراً في الدماغ، الأمر الذي يجعلنا أكثر عرضةً لها في المستقبل”. ويضيف قائلاً: “التجارب الصادمة تمثل عامل خطرٍ للإصابة بالاضطرابات العقلية، حتى تلك التي بدون أي ألمٍ جسديٍّ”.
اضطراب توتر ما بعد الصدمة هو اضطرابٌ قلقيٌّ يمكن أن ينشأ في بعض الأشخاص بعد تعرّضهم لحادثةٍ صادمةٍ، مخيفةٍ، أو خطيرةٍ، وذلك طبقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية. إنّ معظم الأشخاص الذين يمرون بأحداثٍ خطيرةٍ لا يطورون هذا النوع من الاضطرابات، لكن حوالي سبعة إلى ثمانية أشخاصٍ من 100 شخصٍ سيعانون في نقطةٍ ما من حياتهم من اضطراب توتر ما بعد الصدمة، وذلك وفقاً للمركز الوطني لشؤون المحاربين القدامى في وزارة الخارجية الأمريكية.
يقول أحد أعضاء قسم الهندسة الحيوية الطبية، والميكانيكا في كلية الهندسة بمعهد فيرجينيا التقنيّ موروزوف: “إن اضطراب توتر ما بعد الصدمة لا يقف عند ضحايا الأمراض، الإصابات، أو الهجمات الإرهابية مباشرةً، بل بإمكانه أيضاً التأثير على أحبائهم، مقدمي الرعاية، وحتى شهود العيان غير المباشرين، وهم الأشخاص الذين يشهدون الحدث أو يعلمون بشأن معاناة الآخرين”.
كما ذكر أيضاً أن الحدث الصادم قد لا يؤدي فوراً إلى الإصابة بهذا الاضطراب، إلا أنّه يقوم بزيادة فرص اكتساب الاضطراب، ويقول موروزوف: “هناك دليلٌ على أنّ الأطفال الذين شاهدوا تغطية وسائل الإعلام لأحداث الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانوا أكثر عرضةً لتطوير، واكتساب الاضطراب، عندما يوضعون في مواقف أُخرى شبيهةٍ في وقتٍ متقدمٍ من حياتهم”. وفقاً لتقييمٍ أجرته مؤسسة راند عام 2008 لعدة دراساتٍ حول التوتر والاكتئاب في مرحلة ما بعد الصدمة في أعضاء السلك العسكريّ الذين خدموا سابقاً، كان الأشخاص الذين سمعوا عن حادثٍ خطيرٍ مثل تبادل إطلاق النار عرضةً لتطوير اضطراب توتر ما بعد الصدمة مثلهم مثل الأشخاص الذين مروا بالفعل بحادثٍ كهذا!
وفي دراساتٍ سابقةٍ، وجد موروزوف مع الاستاذ المساعد الباحث في معهد أبحاث كاريليون بمعهد فرجينيا التقنيّ “واتارو إيتو” أنّ القوارض التي شهدت التوتر في نظرائها ولكن لم تُواجه هذا التوتر مباشرةً شكلت ذكرياتٍ أقوى من المعتاد لتجارب الخوف الخاصة بها، وهي سمةٌ سلوكيةٌ ذات صلةٍ لبعض البشر الذين يعانون من توتر الصدمة. استناداً إلى هذه النتائج، بحث العلماء فيما إذا كان الجزء المسؤول في الدماغ عن التعاطف وفهم الحالة العقلية للآخرين، والمعروف بالقشرة أمام الجبهية قد تغير جسمياً لديهم، وذلك بعد أن شهدوا شعور الآخرين بالرعب. حيث قام الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في المختبر لي ليو بقياس الانتقال من خلال التشابكات العصبية المُثبطِة، والتي تعمل على تنظيم قوة الإشارات التي تصل إلى القشرة أمام الجبهية من الأجزاء الأخرى من الدماغ في الفئران، التي شهدت حدثاً موتراً لفأرٍ آخر. يقول موروزوف: “تشير قياسات ليو إلى أنّ الخوف المُشاهد يُعيد توزيع تدفق المعلومات جسمياً”، وأضاف: “وتتحقق إعادة التوزيع هذه من خلال التوتر، ولم تكن مشاهدة في المختبر فحسب، فحتى التواصل من خلال الإشارات الاجتماعية (مثل لغة الجسد، الصوت، والرائحة) قد تغيّر”. وفقاً لموروزوف، فإنّ هذا التحول يُحتمل أنه يُمكّن المزيد من الاتصالات عبر التشابكات العصبية في الطبقات الخلوية العميقة من القشرة المخية، ولكن بشكلٍ أقل من ذلك في الطبقات السطحية، ليس واضحاً حتى الآن كيف تغيرت الدوائر، إلا أنها تغيرت فعلاً! واختتم موروزوف بقوله: “هذه هي الخطوة القادمة، فبمجرد أن نفهم آلية هذا التغير في دماغ الشخص الذي مر بتلك التجارب، سيصبح بإمكاننا معرفة كيفية حدوث شيءٍ مثل اضطراب توتر ما بعد الصدمة”.
No Result
View All Result