سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل تراجع بلدية الشعب في منبج؛ قرار ساحة الخضرة؟

روناهي/منبج- اشتكى أصحاب بسطات الخضار الذين يعملون في دوار الصخرة؛ الواقع بالقرب من السوق المغطى، الكائن وسط المدينة، من التعميم الصادر من بلدية الشعب في منبج وريفها؛ المتضمن نقل بسطات الخضار إلى أماكن أخرى، مطالبين بعدم تطبيق هذا القرار.
وتضمن التعميم الصادر من بلدية الشعب في مدينة منبج وريفها؛ إزالة جميع البسطات المتواجدة أمام مشفى المدينة وجانب ساحة السجن القديم وجانب حديقة دوار الصخرة، والالتزام بالأماكن التي حددتها بلدية الشعب، متخذة كافة الإجراءات القانونية اللازمة في حال عدم الالتزام بهذا التعميم.
وبهذا الصدد، أجرت صحيفتنا” روناهي”؛ استطلاعاً للرأي بخصوص هذه الشكاوى من قبل أهل البسطات، ومعرفة آراءهم إزاء التعميم الأخير الصادر من بلدية الشعب.
 إغلاق بعض المحال بسبب تقلبات سعر الصرف
بائع بسطة سندويش الكباب؛ عبد القادر الأحمد تحدث عن انعكاسات نقل ساحة الخضرة في هذا الوقت، وقال:” تُقدم بلدية الشعب على إصدار تعميم يتضمن نقل ساحة الخضرة إلى أمكنة أخرى، وهذا الأمر بحد ذاته، يشكل ضائقة على مصدر رزقنا الذي ننفق منه على عوائلنا، إنه قرار خاطئ، ويجب التفكير في عواقبه على كافة أصحاب البسطات عموماً”.
وتابع الأحمد بالقول:” نأسف بالفعل على مثل هذا قرار لا يراعي أرزاق المواطنين لاسيما وأن عملية شراء الخضراوات تشهد انخفاضاً وسط ارتفاع في الدولار في كل شيء، فما ينطبق على حال الشعب من تعرضه لتقلبات سعر الصرف مقابل الليرة السورية ينطبق علينا أيضاً. وهو ما حذا بأصحاب المحلات المجاورة في السوق المغطى للإغلاق؛ بسبب انعدام استقرار سعر صرف العملة مقابل الدولار، وقلة مردود البيع في هذه الفترة عموماً”.
 أصحاب البسطات يُعيلون أفراداً كثيرين
أما بالنسبة لبائع بسطة الخضار، أسامة شيخ محمد، فقد أشار أن الوضع المعيشي بالغ الصعوبة حتى دون إصدار مثل هذا القرار، وقال:” نحن نستفيد من وجود السوق المغطى بالقرب من ساحة الخضرة، وهذا يعني أن الذي يريد شراء مواد تموينية أو غيرها سيمر حتماً من هذا السوق، وبالتالي، هذا الأمر يزيد من نسبة بيعنا للخضار. أما نقل البسطات إلى مكان آخر، فمعناه، قطع الشريان الذي كان يحقق لنا بيع للخضار، وهو كما أسلفت سابقاً، وجود السوق المغطى بالقرب منا”.
وأضاف شيخ محمد:” يجب على بلدية الشعب في منبج إدراك صعوبة هذه الأيام التي نعيشها والتي تتسم بالغلاء الفاحش وارتفاع مصاريف الحياة الأسرية لا سيما أننا ما زلنا منذ فترة قصيرة قد خرجنا من موجة مصاريف لا تطاق، وهي؛ شهر رمضان الكريم وفترة العيد وفترة الحظر أيضاً. كنا في السابق ، نبيع كم هائل من الخضراوات فينعكس ذلك بالأرباح الكثيرة؛ بسبب رخص البضاعة لكن مع غلاءها لم يعد للأرباح أي قيمة تذكر بسبب غلاء مواد، بمعنى الـخمسة آلاف التي كنا نربحها في السابق لم تعد ذاتها في الوقت الحاضر. لذا نرجو من بلدية الشعب في مدينة منبج مراجعة هذا القرار لأنه فيه مضرة على كثير من أصحاب البسطات التي تعيل أفراداً كثيرين خاصة أن بعض البسطات يعمل بها أكثر من بائع خضار.
 نُقدر سعي بلدية الشعب لبث الجمال والنضارة
بدوره، أكد البائع عقيل مسلم أن الوضع المعيشي خانق، وبالكاد نستطيع تأمين قوت يومنا، فلا تقوم بلدية الشعب بعملية استفزازية لأصحاب البسطات، وقال:” لقد اختارت بلدية الشعب في منبج أضيق الأوقات لتقوم بتنفيذ هذا المشروع ونقدر سعيهم الحثيث لبث الجمال والحياة والنضارة في أرجاءها غير أن تنفيذ هذا المشروع في هذا الوقت العصيب عملية استفزازية. أعباء الحياة ترمي بأثقالها على الجميع فلا تكون بلدية الشعب عوناً على زيادة أعباء أخرى. إن كان في بقائنا في هذا المكان يترتب عليه دفع آجار، فإننا لا نمانع في ذلك أبداً، لا سيما وأن لنا عقود ونحن في هذا المكان. أذكر أن هناك محاولات سابقة كانت بلدية الحكومة السورية منذ فترات طويلة ومن مرتزقة داعش بنقل ساحة الخضرة إلى مكان آخر غير أن جميعها باءت بالفشل”.
الجدير ذكره، أن بلدية الشعب حددت ثلاث أمكنة بديلة عن ساحة الخضرة، بالمجان وهي، مجمع الفراري للخضار، وساحة كراج الخفسة، وساحة البرادات خلف مرآب البلدية، كما أمهلت جميع أصحاب البسطات مهلة محددة لتنفيذ مضمون هذا التعميم.