سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل أُنصِفت المرأة في مهد ثورتها؟؟؟

ميديا غانم –

تُعتبر شمال وشرق سوريا مهد ثورة روج آفا التي اشتعلت بنيران مقاومة المرأة، وخطت خطوات بارزة نحو تحقيق حريتها وكافحت للحصول على حقوقها، فهل أُنصِفت في مهد ثورتها؟؟؟
على الرغم من أن النساء في شمال وشرقي سوريا تحدين كافة الصعوبات وقمن بريادة ثورة الشعوب في هذه المناطق، وسعين بكافة السبل للحصول على حريتهن وحقوقهن في كافة المجالات إلا أن المجتمع المحيط بهن لم يغير نظرته الرجعية وذهنيته الذكورية نحوهن بشكل كلي، ولهذا السبب مازلن يعانين من قيود الجاهلية، فما زال العديد من الأسر تمنع بناتها من حق التعلم، وكذلك نجد الكثير من العوائل يزوجن بناتهن وهن قاصرات، وأيضاً مازلنا نجد الكثير من الأسر يفرضن على النساء العمل الذي يخترنه لها وليس ما تريد أن تعمل به، وأيضاً يتحكمن بالمجال الذي تريد أن تمتهنه أو تدرسه. ولا زلنا نجد أن هناك من يعنف النساء، وآخر يقتل إحداهن تحت ذريعة الشرف، كما نجد أن هناك نساء لازلن يعملن في أعمال بالرغم من مشقتها إلا أن أجرهن أقل من أجر الرجال نتيجة الذهنية الرجعية لبعض أرباب العمل، ولا زالت الكثير من النساء يتجنبن تحقيق أحلامهن نتيجة الخوف من نظرة المجتمع، وعلى الرغم من أن المرأة بعد ثورة روج آفا أثبتت جدارتها في كل المجالات التي دخلتها سواءً كان من الناحية السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية.. إلخ، إلا أن كل هذه الأمراض الاجتماعية بحق المرأة لا زالت تظهر في موطن الثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا.
وكل هذا نتيجة الذهنية الذكورية التي لا زالت تتحكم  بمجتمعنا وتمنعه من تقبل الانتصارات والتطورات التي حققتها المرأة في أغلب مجالات الحياة، ولكن هنا يجب أن لا نقول بأن المجتمع لازال بنفس العقلية التي كان عليها قبل ثورة روج آفا والشمال السوري، حيث لاحظنا انفتاحاً من قبل الكثيرين بعد الثورة ولكن ليس بالشكل المطلوب، حيث مرت عدة سنوات على قيام الثورة ولا بد أن يدرك المجتمع بأن الوقت حان لكي تأخذ المرأة حقها وتنصف في مهد الثورة التي نجحت نتيجة كفاحها ونضالها وعزيمتها القوية بأن تكون حرة في مجتمع حر ديمقراطي يؤمن بالعدالة والمساواة، فقد حان الوقت أن نتطرق لما بعد الحرية، أي كيف سنحرر كل شبر من أرضنا الطاهرة من المرتزقة المحتلين وكيف سنتألق في مجال العلوم والتكنولوجيا… وكيف سنطور مجتمعنا في كافة مجالات الحياة.
نستنتج من كل هذا بأن المرأة قائدة ثورتها وقاهرة الإرهاب والمحتلين لا زال أمامها الكثير لتصل لحقوقها، أمامها عادات وتقاليد بالية تراكمت منذ آلاف السنين عليها أن تحاربها وتنتصر عليها لتئد هذه الآفات الاجتماعية التي كبلت المرأة منذ قرون، حتى تصبح قادرة على أن تبدع وتتألق أكثر في الحاضر، وتعمل بجد لأجل تطور مجتمعها في المستقبل، فالطريق أمامها ليس بالهين، ولكن كل من كان شاهداً على ثورة روج آفا والشمال السوري أو سمع عنها يعلم جيداً بأن المرأة في مهد ثورتها ستحقق حريتها مهما كان الطريق شائكاً.