سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هفرين خلف: الدولة التركية تمول الإرهاب وتتحجّج بمحاربته

ماهر زكريا، مصطفى الخليل –

منذ البداية كان حزب سوريا المستقبل واضحاً برؤيته السياسية لما يجري من تجاذبات سياسية كبيرة في المنطقة، وخصوصاً بشأن التهديدات التركية المتكررة على الأراضي السورية وشعوبها. وللاطلاع على موقف حزب سوريا المستقبل من المجريات السياسية بعد التهديدات التركية، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا كان لصحيفتنا لقاءً مع الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف على هامش تخريج الدورة الفكرية الأولى لفروعه في منبج والشهباء والطبقة والرقة ودير الزور والتي حملت اسم الشهيد عمر علوش.
-تركيا ساهمت في إطالة عمر الأزمة السورية:
وعن توقيت القرار الأمريكي بالانسحاب من المنطقة، والتخبطات في المواقف السياسية والتهديدات التركية التي تستهدف الشعب السوري، بكل مكوناته ومسؤولية النظام التركي إطالة عمر الأزمة السورية والطموح لإعادة سوريا إلى دورها الوطني تحدثت هفرين خلف قائلة: “إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت من ضمن التحالف الدولي الذي يساند قوات سوريا الديمقراطية، في مكافحة الإرهاب ومحاربة داعش على الساحة السورية. فكان لها التزامات في هذا الشأن وهي كانت إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية لإنهاء الإرهاب الداعشي في المناطق السورية، والإرهاب لم ينتهي بعد على الساحة السورية، أي أنه مازال له تواجد وخلايا في المنطقة، ونحن نؤكد على إن الولايات المتحدة جاءت من أجل مكافحة الإرهاب. ولذلك لم يكن القرار مستغرباً بالنسبة لنا، وربما كانت المشكلة بتوقيت هذا القرار بحكم التهديدات التركية على المناطق السورية في الشمال السوري، وأيضاً لم يتم القضاء على الإرهاب في المنطقة، إلى جانب ذلك عدم التوصل إلى القرار والمشروع السياسي الذي يخدم القضية السورية، وإنهاء الأزمة فيها وتحديد الخريطة لمستقبل سوريا”.
 وأضافت هفرين خلف حديثها بالقول: “هناك الكثير من الدول تتدخل في الشأن السوري سواءً كانت روسيا أو تركيا أو إيران، وما إلى ذلك من الدول الإقليمية أو الدولية، ونحن لا ننكر أو نهمش الاتفاقات والخلافات ما بين هذه الدول على الأرض السورية، حيث باتت الساحة السورية ساحة لتصفية الحسابات سواءً كانت الإقليمية أو الدوليّة. فتشارك هذه القوى أو هذه الدول في تصفية حساباتهم أو تصفية خلافاتهم على الساحة السورية، ما قد يؤدي إلى صدور قرارات قد تكون موجه أو حتى قد تكون مدروسة لتكون قرارات استراتيجية، أو تخص استراتيجية مستقبل سوريا”.
شعوب سوريا ستقف في وجه التهديدات التركية:
وأشارت هفرين أن الرئاسة الأمريكية المتمثلة بشخص الرئيس ترامب بقولها: “الرئيس الأمريكي هو المخول بتحديد السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إنما لا يعني ذلك تهميش آراء باقي المؤسسات ذات الشأن بالسياسة الخارجية للدولة الأمريكية، وما لوحظ مؤخراً من التصريحات والانسحابات أو الاستقالات المتلاحقة التي بدأت من وزير الدفاع، وأيضاً المبعوث الأمريكي في التحالف وما تلتها من استقالات كبير موظفي البنتاغون. وهذا دليل على تعدد الآراء أو عدم الإجماع على اتخاذ هذا القرار، ما لحقه من تخبطات في قرارات أو تحديد جدول زمني للانسحاب كون قرار الانسحاب اُتّخِذ في 20 /12 2018م، وحتى الآن لم تتوصل إلى الشكل النهائي لتحديد جدول زمني لتطبيق هذا القرار، وهذه التخبطات دليل على أن مؤسسات الدولة الأمريكية لازالت لم تتوصل إلى استراتيجية تواجدها على الساحة السورية، أو حتى تحديد ماهية هذا الجدول لتحديد المدة الزمنية لانسحاب قواتها من الأراضي السورية”.
وأوضحت هفرين في حديثها: “بعد التهديدات التركية على الشمال السوري بحجة إنهاء الإِرهاب المتمثل بوحدات حماية الشعب كما تدّعي أو كما تتحجج أو تبرر تدخلها في الشمال السوري، من قِبل الدولة التركية. نحن هنا كحزب سوريا المستقبل نؤكد على وطنية هذا المشروع بالدرجة الأولى، المشروع المطبق في شمال وشرق سوريا هو مشروع وطني بامتياز، تشترك فيه كافة المكونات السورية المتواجدة في المنطقة، سواء كانت باختلافها القومي أو حتى باختلافها الديني وهي تتوافق على هذا المشروع. وتتمسك شعوب شمال وشرق سوريا بأرضهم وستقف ضد التهديدات التي تتعرض لها، لأن هذه التهديدات تمسُ جميع شرائح الشعب السوري المتواجد في هذه المنطقة، بمختلف شرائحها ومختلف عشائرها. فكانت هناك مبادرة لإجماع رأي شيوخ عشائر الفرات لتأكيدهم بتمسكهم بهذه الأرض وتأكيدهم بتمسكهم بمكونات الشعب السوري بمختلف أطيافهم، وأيضاً رفضهم للتهديدات التركية المستمرة”.
وأكدت هفرين حديثها بالقول: ” بعد شرح المرحلة التي نعيشها حالياً وماهية التهديدات التركية بخصوص المنطقة، واستهداف الشعب السوري بالدرجة الأولى واحتلال الأرض السورية، كما حدث مسبقاً في منطقة عفرين، وما سبقها أيضاً في جرابلس والباب وباقي المناطق، حيث أكد شيوخ العشائر من جميع مكونات الشعب السوري وأجمعوا على رفضهم لهذه التهديدات وتأكيدهم بتمسكهم بقضيتهم الوطنية وأرضهم السورية”.
-صياغة دستور جديد يُلبي تطلعات السوريين:
وشددت هفرين على التدخلات التركية السلبية في الأزمة السوري فقالت:  “منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن للدولة التركية اليد الطولى في إطالة عمر الأزمة السورية بدعمها للفصائل المرتزقة المسلحة، وأيضاً تمكين النظام إلى جانب ذلك بتبرير محاربة الإرهاب، كان يؤدي إلى قتل الشعب السوري وتدمير المناطق السورية والحلم العثماني، الذي يراود الرئاسة التركية حتى الآن. وحزب سوريا المستقبل يؤكد على وحدة كامل الأراضي السورية وعودتها إلى سيادة الدولة، والغاية من التهديدات التركية هو احتلال الأراضي السورية وضمها إلى الأراضي التركية، التي لها أطماع تاريخية فيها”.
  وعبّرت هفرين عن موقف الحزب من تلك التجاذبات قائلة: “نحن نطمح إلى إعادة سيادة الدولة السورية على مجمل أراضيها، وصياغة دستور جدبد يلبي تطلعات الشعب السوري بمختلف ألوانهم ولغاتهم وأديانهم، ويخدم مصالح المجتمع السوري بمختلف قومياته، وإعادة سوريا إلى دورها الإقليمي والدولي، ونحن مع أي قرار يتفق عليه الشعب السوري. ويجب أن يكون هناك شكل جديد للحكم في سوريا يلبي تطلعات وواقع وخصوصية الشعب السوري، كي لا نعود إلى همجية أو مركزية النظام أو نظام الحكم الشمولي مرةً أخرى، إنما نطمح إلى تطبيق نظام جديد يمثل السوريين جميعاً، متمثل بنظام حكم لامركزي ديمقراطي يلبي تطلعات وخصوصية الشعب السوري”.
وأنهت هفرين خلف حديثها بهذه الكلمات: “منذ بداية الأزمة السورية تتالت الاتفاقات والمؤتمرات والمفاوضات التي تخص الشأن السوري، من بدايتها وحتى الآن ولازالت مستمرة، وكانت هناك مخرجات لهذه المؤتمرات والتي كانت تقضي بإقرار مشاريع لإنهاء الأزمة السورية، ولكن العلة ليست لاتخاذ القرارات وإنما افي تطبيقها، باعتقادي أن سوريا بحاجة إلى توافق وضغط من قِبل المجتمع الدولي، لتطبيق تلك القرارات والذهاب باتجاه إنهاء الأزمة السورية، والانتقال إلى مرحلة بناء جديدة أو مرحلة نظام يلبي تطلعات الشعب السوري”.