سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هدية شمو: “على نساء العالم أن يتحدنَ للتصدي لدولة الاحتلال التركي”

قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا هدية شمو إن دولة الاحتلال التركي لديها مخطط يستهدف الجميع بلا استثناء، داعيةً دول العالم والقوى الدولية باتخاذ موقف واضح من كافة الممارسات التركية التي تخالف الأعراف الدولية وتنتهك حقوق الإنسان.
تحدثت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا، هدية شمو، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بشأن اعتقال الحكومة التركية للسياسيات الكرديات في باكور كردستان، كذلك مجزرة قرية حلنج التابعة لمدينة كوباني، التي ارتكبتها الدولة التركية بتاريخ 23 حزيران المنصرم، وكذلك كافة أفعال تركيا البشعة للقضاء على حرية وإنجازات المرأة.
وقالت هدية شمو في مستهل حديثها: “في البداية نستذكر كافة شهيدات حركة الحرية في شخصية زهرة بركل، أمينة ويسي وهبون ملا خليل، كما نعلم أن الدولة التركية، لم ترتكب مجازر على الشعب الكردي وبخاصةً على المرأة فقط، بل إنها أظهرت وجهها الحقيقي الوحشي مجدداً، وارتكبت مجزرة أخرى في مدينة حلنج بكوباني مثلما ارتكبت مجزرة باريس التي راح ضحيتها ثلاث مناضلات رائدات وهن ساكينة جانسيز، ليلى شايلمز وفيدان دوغان في باريس، وهاجمت الدولة التركية ومرتزقتها نساءنا في قرية حلنج، اللاتي كن قادرات على تنظيم المرأة والمجتمع”.
وأضافت، “نحن نرى دائماً أن الدولة التركية وأثناء شن هجماتها على المناطق في البداية تقوم باستهداف المرأة وإنجازاتها وبجانبها تمارس جرائم القتل، النهب، الخطف والاغتصاب”.
وأوضحت: “إذا رجعنا إلى تاريخ الدولة التركية فأنه مليء بإبادة الشعوب التي كانت تتعايش معها في المنطقة نفسها مثل الشعب الأرمني، ومارست هذه الحكومة سلطتها بسيل الدماء وأساليب قذرة ومنافية للأخلاق الإنسانية عبر التاريخ حتى يومنا هذا، ولن ننسى أبداً مذبحة السيفو التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الآشوريين والسريان، وفي ذلك الوقت أيضاً قامت الحكومة العثمانية بمهاجمة، قتل، خطف واغتصاب الآشوريات والسريانيات”.
“ذعر وخوف من النساء المقاومات”
وأكدت بأن الجميع على دراية تامة بكافة ممارسات وجرائم الدولة التركية الفاشية التي تواصلها على الشعب الكردي وبالأخص المرأة الكردية في باكور كردستان، لافتةً إلى أن الدولة التركية تهاجم السياسيات المناضلات وتقوم باعتقالهن وتزج بهن إلى السجون، بما يؤكد أنها تعيش حالة ذعر وخوف من النساء اللاتي يقاومن ذهنية السلطات المهيمنة، كما تحاول بشتى الوسائل القضاء على المنظمات والحركات النسائية التابعة لحزب الشعوب الديمقراطية في باكور كردستان وتركيا.
وتطرقت إلى دور المرأة في الثورة التي بدأتها في شمال وشرق سوريا كيف أنها استطاعت أن تثبت جسارتها في كافة المجالات السياسية والعسكرية وكذلك الدبلوماسية، وقالت: “عندما بدأت ثورة روج آفا بدأت بقيادة المرأة، وحملت المرأة مسؤولية المجتمع والمساواة منذ عشرة أعوام على عاتقها، كما ترون أن الأمهات اللاتي قدمن فلذات أكبادهن فداءً لهذه الثورة يسرن الآن على درب أبنائهن الشهداء ويناضلن ويقاومن، فأن المرأة ناضلت وأصبحت خلال هذه الثورة رمزاً للكفاح والنضال وانتشر هذا المفهوم والفكر في العالم أجمع”.
وتابعت: “كما أن الناطقة باسم منسقية مؤتمر ستار في إقليم فرات زهرة بركل إحدى شهيدات مجزرة حلنج، التي لعبت دوراً مهماً في سبيل تحقيق حرية المرأة والديمقراطية بين المجتمع، ناضلت زهرة وقدمت مقاومة عظيمة حتى أنها أصبحت أيضاً هدفاً لمرتزقة داعش ووصلت إلى مرتبة الشهادة”.
وأوضحت: “نستطيع القول إن الدولة التركية إذا لم تكن خائفة ومذعورة من قوة المرأة الكردية وجسارتها، فإنها لم تكن لترتكب هذه المجازر، فعندما شنت دولة الاحتلال التركي هجماتها على مناطقنا في البداية شنتها على مدينة كوباني، عفرين وسري كانيه/ رأس العين، أصبحت المرأة في ساحات كوباني رمزاً للتصدي والمقاومة، مثلما أصبحت الفدائية آرين ميركان رمزاً من رموز المقاومة والحرية، ووصلت كافة النساء إلى أعلى المستويات من الوعي والفكر بفضل مقاومتها والإرث النضالي التي تركته لنا الفدائية أرين، كما أصبح تطلع المرأة للحرية ورفضها للظلم والعنف أعمق، والآن تناضل نسائنا من خلال تدريبهن التوعوي والفكري”.
“لم تُظهر دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان موقفاً جاداً”
وعبرت هدية شمو عن أسفها من أنه وحتى اليوم لم تُظهر دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان موقفاً جاداً تجاه الإبادة وهجمات الدولة التركية على الشعب وخاصةً على المرأة والأطفال، مُضيفة: “لم تظهر أي من الدول الكبرى التي تتدعي بأنها تحل مشاكل العالم وأي من منظمات حقوق الإنسان موقفاً واضحاً حيال مجزرة حلنج التي راح ضحيتها ثلاث نساء كرديات، ولم يتحدث أحد عن محاسبة الدولة التركية لارتكابها هذه المجزرة، وللحد من هذه الهجمات والإبادة”.
وأوضحت بأنه الجدير بالذكر أن ممارسات الدولة التركية تتواصل في عفرين المحتلة منذ عامين، وقالت: “فالنساء يخطفن ويقتلن من قبل الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له، والحقيقة أن المئات من النساء في عفرين في خطر، حيث تشكل الدولة التركية الوحشية خطراً على كافة المناطق”.
وأكملت: “نذكر وحشية مرتزقة دولة الاحتلال التركي دليل على خوفهم من المرأة الكردية، هو عندما قاموا بالتمثيل بجثة الشهيدة بارين كوباني التي استشهدت وهي تدافع عن أرض عفرين وأهلها، فهذه الوحشية التي لا تتقبلها أي أديان ومعتقدات، كما رأينا بعض اللقطات لمقاتلة وحدات حماية الشعب جيجك كوباني عندما تم أسرها من قبل مرتزقة تركيا وهي جريحة والإهانات التي كانت يكررها هؤلاء المرتزقة وهي أسيرة لديهم، وكذلك المناضلة الأمين العام في حزب سوريا المستقبل، هفرين خلف، طالتها يد الإرهاب ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري التابع لتركيا”.
واختتمت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا هدية شمو حديثها مناشدةً كافة نساء العالم، وقالت: “إذا كنا نحن نساء الكرد هدفاً للدولة التركية اليوم، أنتن ستصبحن غداً أيضاً هدفاً لهذه الهجمات، على جميع نساء العالم، المنظمات والحركات النسائية في العالم أن يتحدن مع المرأة الكردية لحماية أنفسهن من الهجمات المتوقعة وأن نقف في وجه الدولة التركية ونشكل السلام والأمان للجميع”.