يندر إن يوجد كردي ولم يشعر بضرورة تحقيق وحدة وطنية في هذه المرحلة، لأن الشعب الكردي عانى ومازال يعاني الكثير من جرّاء تصدع بيته بمطرقة القوى المهيمنة على رأسه لعزله من كافة قيمه كشعب. بعد الإقدام على الخطوة الأولى لعقد اجتماع كردي يتضمن جميع الأحزاب الكردية في روج آفا بقيت أنظار الشعب مترقبة الخطوة الثانية رغم أن مخرجات الاجتماع الأول لم تعلن بالكثير عن ما هو ضروري ومنتظر. وتحدث الكل عن أمنياته ككل مرحلة تعرض فيه الشعب الكردي للاحتلال والغصب والتعسف. وقد شهد الشعب الكردي مدى فاشية الدولة التركية مرة أخرى بعد احتلال عفرين، ولكن هناك بعض القوى التي لم تستطع استخراج الدرس لأنها لم تستطع تسمية مما تعرضت له هذه المدينة الكردية من سياسة الإنكار والتعسف وإلى الآن لا تسطيع أن تسمي ما يجري فيها باحتلال تركي، وذلك نظراً في نيتها بمشاركة هذا الاحتلال ربما للحصول على بعض الفُتات وفق مصالحها. أما الحقيقة أن الاحتلال التركي في محاولة مستمرة لتغيير تركيبتها الكردية عبر الجرائم اللاإنسانية التي ترتكبها يومياً وبقيت على نفس السياسة إلى احتلال سري كانيه. إن أية قوة إن لم تستطع أن تسمي ما يتقدم عليه تركيا في روج آفا وشمال شرق سوريا كاحتلال لا تستطيع أن ترد على هذا التصدع بالوحدة. كلما حافظت القضية الكردية على خصائصها الوطنية بإمكانها تشكيل حاضنة قادرة على مواجهة كافة العوائق وكسر الأيدي الخارجية التي كانت الدائم في تفكيك الصف الكردي وتركيا على رأسهم.
السؤال الهام هنا، ما هي العوائق أمام وحدة الصف الكردي رغم الجهود الكثيفة لأحزاب الوحدة الوطنية التي أبدت رفضها في مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي لوحدها في أول اجتماع وذلك لتمتين الخطوات التالية من الحوار الكردي الكردي، ولكن يبدو بأن هذه المشاركة جاء على طلب من المجلس الوطني الكردي الذي رجع وفد منه بعد اللقاء بحزب الديمقراطي الكردستاني من دون الكشف عن نتائج نقاشاتهم. لم تكن هذه الخطوة هي الأولى منذ اندلاع ثورة 19 تموز والتي شاركت العالم بمنجزاتها في حربها ضد إرهاب داعش والمستمرة إلى يومنا هذا مقابل أكثر من 11 ألف شهيد وأكثر من عشرين ألف جريح، بل تم تشكيل المرجعية الأولى والثانية والثالثة في مدينة قامشلو وذلك رغبة في تحويل هذه المنجزات إلى أولى خطوات تحقق نظام ديمقراطي في سوريا. بعد فترة من اللقاءات انسد الطريق مرة أخرى لتبوء بالفشل جراء الاعتماد على القوى الخارجية وعلى رأسها تركيا التي لم تكفِ في مهاجمة الوحدة الكردية وحتى في الآونة الأخيرة صرّح وزير الخارجية التركية جاويش اوغلو بوقوفه ضد هذه الوحدة لتهاجم منطقة زيني ورتي تحت ذريعة أخرى بفترة قصيرة. القضية الكردية قضية متكاملة وفي كافة الأجزاء الكردستانية ولا يمكن تجزئة هذه القضية لأن الشعب الكردي بأمسِّ الحاجة لمواجهة سياسة الإنكار والاحتلال التي تعرّض له على مدى تاريخه وما أكثر من شعرائنا وقادتنا وفنانينا قالوا عن الوحدة تشوقاً لتحقيقها.