في خبر عاجل: الحرس الثوري الإيراني: (نطالب بنزع سلاح الجماعات الإرهابية وإخراجها من كردستان العراق) وهو مطلب قانوني ومشروع. المقصود في هذا العاجل، كل منظمة تشكل تهديداً لإيران بما في ذلك PJAK لكن الفارق أنه بالإمكان الحديث عن نزع سلاح كل الفصائل التي تطالب إيران بنزع سلاحها إلا PJAK حيث أنه من شبه المستحيل نزع سلاحه.
مسجل في تاريخ هذه التجاذبات أن إيران ذات يوم طلبت من البرزاني تسليمه سليمان معيني؛ الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران، ففعلها البرزاني لكنه سلّم الرجل جثةً، ذلك أنه كان قد لجأ إلى البرزاني وسلمه قيادة نفسه وكأنه هرب من مزرعته إلى مزرعة البرزاني ولذلك ولأن الأمر كذلك حتى تاريخه، فبإمكان البرزاني نزع السلاح وحتى تقليم الأظافر فيما يتعلق بالجماعات والأحزاب التي تعتمد في مطبخ طعامها اليومي على البرزاني لكن ذلك مستحيل مع (PJAK) التي تعيش في الكهوف والمغاور وتجوع أياماً وشهوراً لكنها تأكل ما تحصِّله هي لا ما يجود به الآخرون عليها.
هذا بحد ذاته جوهر الخلاف بين PKK وإقليم كردستان ذلك أن الإقليم يطلب من PKK أن يعتمد في مطبخه على تموين الإقليم وهو ما لم يفعله PKK مع قوى إقليمية ودولية أقوى من الإقليم بكثير، فبالضرورة لن يفعلها مع الإقليم، لذلك بالذات ترى الإقليم يدين القصف الإيراني لكنه يبرر القصف التركي.
على السفح الجبلي المقابل للمدفعية الإيرانية يقول الإقليم هذا القط الذي يزعجك هو في مزرعتي فماذا تريدون؟، فيأتي الرد الإيراني، جوّعوه فيجوعونه فيُرَوَّض، و على السفح المواجه لتركيا يقول الإقليم، هذا القط لا يستمع لكلامي فأوغلوا في دمه -أكرمكم الله- فتوغل تركيا في دماء الكرد الآبوجيين.
لنكتب الأمور كما هي، دون مواربة، دون مجاملة، دون حسابات وتوازنات، المعادلة بسيطة جداً وواضحة جداً فعندما تكون كردياً تعتمد على نفسك في طعامك وتمويلك وكل ما يتعلق بهويتك، فأنت إرهابي مستباح الدم سواء في روج آڤا أو باشور أو روجهلات أو باكور، و حينها يحق لتركيا وغير تركيا أن تقصفك متى ما شاءت دون أن يستدعي ذلك تنديداً من أحد؟ لكي تتجنب كل هذا القصف وهذا الإيغال في دمك، عليك أن تكون مروضاً تعتمد في مظلمتك عليهم، فقط لا غير.
من المفارقات، أنه خلال العقدين الماضيين، حدث وأن قصفت إيران مواقع لحزب الحياة الحرة الكردستاني دون أن يستدعي ذلك أي تنديد. إيران تعدم يومياً الكوادر والمقاتلين الأسرى من هذا الحزب دون أن يحرك أحد ساكناً، وتركيا تستبيح كل شيء في باشور دون أن تهتز فيهم شعرة.
بعد كل هذا، يأتي قميء مليء بالغباء، مترهل في تفكيره كترهل أصحاب الكروش في قصائد مظفر النواب، من خلف شاشة هاتفه الذكي، ليتذاكى علينا بالتنظير وكأن تركيا تقصف روج آڤا لأنها تعتقد بوجود عناصر بحزب العمال الكردستاني هنا، كتلة الغباء هذه تنصحنا بجملة واحدة أن روج آڤا لا تستطيع دفع فاتورة الشمال، هكذا ببساطة.
القميء ومن لف لفه لا يريد أن يرى المفارقة بين السفح الذي يتلقى القصف الإيراني والسفح الذي يتلقى القصف التركي، لا يريد أن يرى حقيقة الهاجس التركي وفوبياه الكردية.
هنا في هذه البلاد، ثمة حالمون بالحرية، متخمون بالكبرياء والشرف، لم يهمهم يوماً ما قال القائلون، فعلوا دائماً ما آمنوا به وهكذا سيستمرون.