No Result
View All Result
المشاهدات 0
التدخلات التركية في المنطقة مستمرة وبخاصة في سوريا والعراق وفي الخامس عشر من آب هاجم الطيران الحربي التركي شنكال وقصف مواقع هناك، ما أدى إلى استشهاد عضو منسقية المجتمع الإيزيدي زكي شنكالي وهذا ما ترك علامات استفهام كثيرة وتساؤلات عديدة حول العملية التركية هناك، مما أثار سخط واستياء أبناء الشعب الكردي بشكل عام، والشعب الإيزيدي بشكل خاص، الذين أكَّدوا على أنَّ هذا الهجوم تمَّ بالتنسيق بين الدولة التركية والجهات التي تعمل لمصلحتها.
وللحديث حول الموضوع أجرت وكالة هوار حواراً مع الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني نيلوفر كوج. حيث أكَّدت على أنَّ زكي شنكالي أدى دوراً بارزاً في تنظيم الشعب الإيزيدي منذ عام 2014م وبذل جهوداً كبيرة من تحقيق الإدارة الذاتية في إيزيدخان، لذلك تم استهدافه بشكل خاص من قبل المحتلين الأتراك ومَنْ تواطأ معهم. وجاء الحوار على الشكل التالي:
ـ ما الهدف من استهداف زكي شنكالي؟ وماذا يعني هذا الهجوم بالنسبة للشعب الإيزيدي بشكل خاص؟
بداية نستذكر بإجلال الشهيد زكي شنكالي وجميع شهداء ثورة كردستان وفي جميع أجزاء كردستان، وأوكد على أنَّنا سنواصل نضالنا بما يليق بشجاعة وبسالة هؤلاء الشهداء. لقد كان الشهيد زكي شنكالي خلال السنوات الأربعة المنصرمة شعلةً من الحركة والنضال وتكللت جهوده فعلاً بإنشاء الإدارة الديمقراطية في إيزيدخان، وحقق في النهاية ما عمل وناضل من أجله وكان له ما أراد. والشهيد شنكالي عمل على عدم تكرار مأساة الشعب الإيزيدي هذا الشعب الذي يتعرض بين الفينة والأخرى لخطر الإبادة، وعلى مرِّ الأزمان وبخاصة في الشرق الأوسط، حيث تعرَّض لأكثر من اثنين وسبعين فرماناً، وما تعرض له هذا الشعب الأصيل وفي الثالث من شهر آب عام 2014م تعرض لمجزرة كبيرة أمام أنظار العالم أجمع، فيما التزمت القوى العالمية الصمت إزاء هذه المجزرة المروعة التي ارتكبت بحق الإيزيدين في شنكال، إلا أن قوات حزب العمال الكردستاني تدخَّلت وهبَّت لنجدة الإيزيديين وتمكنت من التصدي لهمجية الإرهاب هونت من هول المجزرة.
والشهيد زكي شنكال نقل تجربته النضالية بين صفوف حزب العمال الكردستاني على مدى 40 عاماً إلى هذه البقعة من كردستان، حيث ذهب إلى شنكال إبان الهجوم الداعشي المروع عليها، في الثالث من آب عام 2014م وكانت له الأيادي البيضاء في عودة الروح إلى تلك البقعة، وساهم بشكل كبير في تمكين الإيزيديين لإدارة شؤونهم بأنفسهم وتعزيز الدفاع والحماية الذاتية لديهم. وانسجاماً مع خصوصيتهم تمكن الشعب الإيزيدي وكذلك النساء والشباب وسائر فئات المجتمع الإيزيدي من تأسيس مجالسهم ومراكز القرار الاجتماعية في شنكال، هذه التطورات والمكتسبات أثرت على وضع الشعب الإيزيدي خارج الوطن أيضاً، وباشروا بدورهم بتعزيز وحدتهم، لقد تعززت ثقة الإيزيديين بأنفسهم وتمكنوا من ترسيخ التنظيم في مختلف الميادين نتيجة العمل المتواصل والكفاح لتحقيق ما أرادوا تحقيقه.
ـ كيف تمكن الشهيد زكي شنكالي من إدخال محبته إلى قلوب الآخرين هناك حتى لقب بالمام زكي؟
لا يمكن نسيان الجهد والكفاح الذي بذله زكي شنكال من أجل إيصال المجتمع الإيزيدي إلى مستوى يمكنه من تقرير مصيره بنفسه، هذا الكفاح الذي بذله شنكالي ساهم في نيل ثقة الإيزيديين وتعلقهم به وأدى إلى أنَّ يحبوه وكان محبوباً من الصغير قبل الكبير لما له من خصال حميدة تميز بها، ولهذا تحول زكي شنكالي إلى مقصد لكل الإيزيديين. لقد تمكن زكي شنكالي من توحيد التاريخ القديم والأصيل للإيزيديين مع الروح الثورية الآبوجية، وبالتالي أصبح الإيزيديين يسمون البقعة الجغرافية التي يعيشون فيها بـ إيزيدخان ليكون مميزاً وله دلالات تتعلق بالإيزيدين أنفسهم. لقد أدرك الإيزيديين إن السبيل الوحيد للحد من ارتكاب المجازر بحقهم هو بناء وتأسيس الإدارة الذاتية وتقرير مصيرهم بنفسهم وبناء قوة من أبنائهم تحميهم من غدر الآخرين، لقد منح زكي شنكالي المجتمع الإيزيدي الشجاعة والجرأة والوعي من جهة، ومن جهة أخرى كان يواصل نضاله السياسي والدبلوماسي في العراق وباشور كردستان وكان بوفق بين الاثنين معاً.
ـ هل يمكن القول: إن الدولة التركية لوحدها هي التي نفذت هذا الهجوم؟ بعض الأوساط تشير إلى مشاركة قوى أخرى في هذا الهجوم، مثل العراق وحكومة باشور كردستان وأمريكا، ما هو رأيكم في ذلك؟
إيزيدخان تقع ضمن حدود دولة العراق والحكومة العراقية هي المخولة بالحفاظ على الأمن والأمان هناك، ولكن العراق نفسه واقع تحت الحماية الأمريكية بعد عهد صدام حسين، وعليه فإنَّ هاتين القوتين مسؤولتان عن كل ما يحدث في شنكال وهم يتحملون وزر ما جرى. في الوضع الراهن يعاني العراق من انقسام شديد بين محاور أمريكا – إيران وأمريكا ـ تركيا، ومنذ انتخابات أيار الماضي لم يتم تشكيل الحكومة في العراق حتى الآن، بسبب هذا الصراع والانقسام والهوة الكبيرة بين القوى السياسة العراقية المرتبطة بسياسات الدول الخارجية، ويسعى العراق حالياً إلى الاستفادة من صراع محوري أمريكا –إيران وأمريكا- تركيا ليتنفس الصعداء قليلاً. ومن جهة أخرى فإن إيزيدخان تقع ضمن حدود الموصل، حيث تعاني هذه المنطقة ومنذ مئات السنين صراعاً حول السلطة تعرف بـ قضية الموصل، والدولة التركية تقول: إن الموصل هي ميراث الآباء والأجداد منذ عهد العثمانيين، إيران وكذلك العرب لا يرغبون بترك الموصل للأتراك، ولكن هناك صفقات قد تكون على حساب الكرد بين العراق والدولة التركية، وكان استهداف زكي شنكالي من نتاج هذه الصفقة بين الجانبين. وهي بذلك كسبت لنفسها المزيد من الوقت، الطرفان كانا يعلمان بالدور الطليعي لزكي شنكالي وعمله الجاد في سبيل خلاص الإيزيدين من التعرض مرةً أخرى للمجازر الوحشية، لذلك سعوا إلى استهدافه بهدف القضاء على الإيزيديين وكذلك القضاء على الإدارة الذاتية للإيزيديين. ينتشر الجيش العراقي والمخابرات العراقية على طول المنطقة الممتدة بين شنكال وباشور وروج آفا، المسؤولون العراقيون في شنكال يعرفون زكي شنكالي بشكل جيد، وبهدف السيطرة الكاملة على شنكال عملوا من أجل القضاء على الإدارة الذاتية التي يقود زكي شنكالي طليعتها. ولذلك اتفقوا مع تركيا، العبادي زار أنقرة قبل عدة أيام وبالطبع هذه الزيارة كانت لها أهداف معينة، وبعد هذا اللقاء تم استهدافه ونفذت تلك المجزرة بحق المام زكي شنكالي، حتى الآن لم يستنكر العبادي هذا الهجوم ولم يصدر أي بيان بهذا الصدد وهذا ما يؤكد التفاهم التركي العراقي حول هذه الجريمة البشعة، وعليه فإن دولة العراق ستبقى متهمة بقتل زكي شنكالي إلى حين صدور بيان وتصريح واضح من العراق تدين فيه استهداف شنكالي.
ـ حكومة باشور كردستان أيضاً التزمت الصمت إزاء هذه الجريمة النكراء، كيف يمكنكم تفسير هذا الموقف؟
بعد الاستفتاء ظهر انقسام واضح في باشور كردستان بين القوى السياسية هناك، وتركيا تسعى إلى الاستفادة من هذا الانقسام وبالفعل استفادت من هذه الحالة في باشور كردستان، بعدها لم تحقق ما تريد في سوريا حيث فشلت الدولة التركية وغرقت في سوريا، وهزمت هناك وفشلت جميع مشاريعها التي تحول السيطرة عليها. هي تسعى في هذه المراحل إلى إيجاد متنفس لها في باشور كردستان والعراق، تقول تركيا: إنها أنشأت 11 قاعدة عسكرية أخرى إضافة إلى 24 قاعدة موجودة سابقاً، ومعظم هذه القواعد موجودة في مناطق سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا الحزب لم يحتج أبداً على هذه القواعد وهذا دليل توافق بينهما. تركيا تظهر بشكل دائم أن علاقاتها جيدة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكننا رأينا الموقف التركي الواضح من الاستفتاء وكيف كانت أول الرافضين لنتائجها، ومن ناحية أخرى تدعو المسؤولين في الحزب إلى زيارة أنقرة، ولكنها لا تكتفي بذلك أيضاً، بل تسعى إلى السيطرة بشكل كامل على باشور كردستان بما فيها مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني، كي تعيد المنطقة إلى وضع ما قبل عام 1992م والعمل على إبادة الكرد مرةً أخرى، وزير الخارجية التركي هدد الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير فيما لو لم يرضخوا لأوامرها، لذلك هي تحاول إثارة الفوضى بين الأحزاب والقوى الكردية هناك والعمل على فتنة داخلية وإشعال حرب بين الأخوة في باشور كردستان يكون الرابح فيها هي الدولة التركية. تركيا لا تكتفي بالسيطرة على مناطق الحزب الديمقراطي الكردستاني، بل تسعى إلى بسط سيطرتها على كامل باشور كردستان، ليس هذا فحسب لأن سياساتها التوسعية ترمي إلى احتلال روج آفا وشمال سوريا وهذه السياسة أفلست أيضاً. مؤخراً ظهرت تناقضات كبيرة بين أمريكا وروسيا حول سوريا والدور التركي فيها، وبخاصة بعد لقاء بوتين وترامب في هلسنكي، وأمريكا تحاول وتسعى للحد من السياسة التركية الازدواجية التي تلعبها معها فهي اتجهت إلى المحور الروسي وحققت بعض المكاسب من خلاله، لذلك نفذت تركيا هجومها على شنكال لتؤكد مساعيها في توسيع احتلالها لباشور كردستان، ويبدو واضحاً أنَّ الطرف الوحيد الذي يقف عائقاً أمام المشاريع التركية التوسعية في المنطقة برمتها هو حزب العمال الكردستاني.
ـ هل لكم أن توضحوا لنا أسباب صمت الأحزاب الكردية في باشور كردستان، وما هي النتائج التي يمكن أن تنجم عن هذا الصمت؟
إن صمت أحزاب باشور كردستان إزاء استشهاد زكي شنكالي ناجم عن مصالحهم الحزبية الضيقة وعن تخاذلهم وتفكيرهم المحدود. وهذا الصمت دليل على المعرفة المسبقة والتوافق حول العملية التي تمت، هم لا يمتون للوطنية بأي شكل من الأشكال وليعلم هؤلاء الساسة أن من يسكت عن جريمة بشعة كهذه سيتنازلون عن الكثير من الأشياء النفيسة، والسياسة السلطوية لباشور كردستان حول شنكال فشلت للمرة الثانية منذ 2014م وبصمتهم هذا يقتربون من نهايتهم الحتمية لأن الشعب الكردستاني لن ينتظر منهم المزيد من الأخطاء، وكلما توسع نفوذ الدولة التركية في باشور كردستان، سيتم تهميش كل الذين يوالونهم، لأن الدولة القومية التركية ربطت وجودها بالقضاء على الشعب الكردي وبأي طريقة كانت لا تهم.
ـ ما السبيل إلى إفشال هذه الخطة؟ ما الذي يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني لمواجهة هذه الهجمات؟
لا بد أن تتصدى الأحزاب السياسية في باشور كردستان وكذلك الشعب الكردي في باشور للجريمة التي استهدفت زكي شنكالي، ويجب أن نعلم أنَّ الصمت والتخاذل إزاء هذا الهجوم سوف يشجع دولة الاحتلال التركية على التمادي في هجماتها، واحتلالها لباشور كردستان وهو الهدف التي تسعى إليه. والدولة التركية تستهدف عموم الشعب الكردي في شخص الشهيد زكي شنكالي، كما يجب أن يكون استشهادُ زكي شنكالي سبباً لتعزيز الوحدة الوطنية على مستوى باشور كردستان ومستوى الأجزاء الكردستانية الأخرى، لقد شارك زكي شنكالي خلال عام 2013م باسم حزب العمال الكردستاني ولمدة أربعة أشهر في الاجتماعات التي عقدت من أجل عقد المؤتمر الوطني في هولير، ووفاءً له يجب على ممثلي الأحزاب الكردستانية الضغط على أحزابهم من أجل عقد المؤتمر الوطني الكردستاني وتحقيق الوحدة الوطنية في أقرب وقتٍ ممكن. كان زكي شنكالي مقتنعاً بأنَّ المحتلين هم الذين زرعوا الخلافات بين أبناء الشعب الكردي وكان من أولوياته العمل من أجل وحدة الصف الكردي، لذلك كان يدعونا جميعاً من خلال مواقفه الصلبة والثابتة من قضية شعبه العادلة، إلى تبنِّي العمل الجاد والذي يؤدي إلى تحقيق ما كان يصبو إليه، لقد كان طيباً خلوقاً يحب وطنه ويضحي في سبيل مبادئه وعلينا الاقتداء به. وأنا بدوري أناشد الجميع، بالرد على قوى الاستعمار والمحتلين الذين يسعون لاحتلال أوطاننا وجميع بلدان الشرق الأوسط، عبر الالتزام بما عمل من أجله الشهيد زكي شنكالي والمضي على دربه حتى تحقيق ما كان يسعى إليه.
No Result
View All Result