سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نورهان الكوبانية… من مُتدربة إلى مُعلمة مُحترفة بالفن التشكيلي

فنانة تشكيلية من كوباني واجهت كافة العراقيل والتحديات لتحقيق أحلامها، ومن خلال موهبتها بالتفنن في لوحاتها تسعى لإيصال فكرتها وأحاسيسها لمحبي الفن.
يعتبر الفن التشكيلي نوع من الفنون الذي يعبّر عن الأفكار والتخيلات النابعة من إبداع الشخص ومهاراته، إذ يسعى لتحويل المواد الأولية إلى أشكال معبرة، ويسهم الفن في إيصال مواضيع ومعلومات أو وجهات نظر وينقله الشخص حسب طريقة رؤيته للأمور, ويصيغه بشكل مميز عن غيره.
والفنانة التشكيلية نورهان جمو من مدينة كوباني، تهوى فن الرسم منذ طفولتها، وحاولت بكل إرادة كسر الحواجز التي عرقلت طريق وصولها لهوايتها، واستطاعت أن تنهض لمستوى عالٍ من خلال موهبتها، وهي ترسم  لوحاتها الفنية بأناملها المبدعة بشكل احترافي لتعبر عن فكرها وإحساسها المرهف، وتساهم بالإشراف على دورات تدريبية لتعليم الفن التشكيلي، وتهدف إلى تطوير نفسها أكثر.
أكاديمية يكتا هركول كانت فرصة تاريخيّة
منذ طفولتها تميل إلى فن الرسم فقد كانت دوماً تخبر معلميها ومعلماتها بأن حلمها هو أن تصبح فنانة تشكيلية وبحسب نورها لم يكن هناك اهتمام بفن الرسم في المدرسة.
سمعت نورهان بوجود أكاديمية في إقليم الجزيرة للفنون فقررت الانضمام إلى تلك الأكاديمية لتتلقى التدريب وتطور موهبتها عن كثب، حيث كانت مُدرّسة للغة الكردية آنذاك، ولكن لشدة حبها وشغفها للرسم تركت التدريس وتفرغت لموهبتها حيث كانت تجدها فرصة كبيرة إيجاد مثل تلك الأكاديمية.
تعلمت الطرق الأساسية للرسم وكيفية استخدام الألوان ومزجها بالشكل الصحيح من خلال الدروس التي كانت تتلقاها.
موهبة نورهان شاعت بخيوطها عندما كانت في الثامنة من عمرها وانضمت إلى أكاديمية الشهيد يكتا هركول في إقليم الجزيرة لتتقدم أكثر بفنها وتدرب على الفن التشكيلي في الأكاديمية منذ خمس سنوات، حيث بقيت في الأكاديمية مدة عام ونصف حيث تعلمت ما يخولها للرسم بشكل أكاديمي فني أكثر.
امتلكت الثقة من خلال انضمامها إلى الأكاديمية فقد أصبحت ترسم بكل ثقة دون أن ترهبها الريشة.
علّمت 25 مُتدرب ومُتدربة
بعد الانتهاء من التدريب في الأكاديمية سارت بمشوارها للانضمام إلى مركز الثقافة والفن في كوباني لتعلّم غيرها فن الرسم فكانت تدرب ذوي المواهب الفنية وشاركت بعدة معارض فنية داخل كوباني وخارجها، ورغم النجاح الذي حققته ووصولها إلى مرحلة من التقدم إلى أنها ترغب تطوير فنها أكثر وتصل إلى مستوى أكثر حرفية.
التحقت نورهان للعمل في مركز باقي خدو للثقافة والفن في مدينة كوباني منذ أربع سنوات وشاركت في عدة معارض فنية منها أقيمت في قامشلو، عامودا كوباني، كما أشرفت على تدريب مجموعتين من هواة فن الرسم من الفئة الشابة وصل لعددهم 25 متدرب ومتدربة وتستعد للإشراف على تدريب مجموعة من الأطفال الهواة في الفترة القادمة، وهي تنمي موهبتها بشكل مستمر وتدرب نفسها في مرسم الفنان التشكيلي محمد شيخو في كوباني.
كل فنان لهُ أسلوب وقالب مُعين
الفن التشكيلي بحسب نورهان يتطلب أساسيات ويجب أن يكون متكاملاً من خلال الأدوات التشكيلية والألوان لتظهر على المستوى المطلوب والمضمون المراد إيصاله، وهناك عدة طرق للرسم وهي كلاسيكي، تجريدي وغيرها، لذلك يجب في البداية معرفة كل الطرق، وتقول عن الفن لوكالة JINNEWS “كل إنسان له أسلوب وقالب معين، وأحاول عبر لوحاتي أن أوصل الفكرة التي أحسها للناس بحسب معناها، لكن لا أرغب إيصالها بصورة مؤلمة، لأن شعبنا وأطفالنا قد عانوا سابقاً من الحروب والمجازر، ولا أريد أن أزيد من آلامهم  أكثر، وأفضل أن أعبر عن الآمل دائماً في لوحاتي”.
شقت طريقها لوحدها
وواجهت نورهان عدد من العراقيل والضغوطات الاجتماعية من جهة العائلة والمجتمع عندما بدأت ممارسة هوايتها، إذ كانوا ينظرون لموهبتها بطريقة السخرية، ولم تجد دعماً جدياً من قبل عائلتها التي كانت تحثها على الالتزام فقط  بدراستها، ولكن الإصرار والإرادة اللتان كانتا في داخلها حفّزتاها للوصول إلى أحلامها, وقاومت الصعوبات  بكل تصميم وعزيمة واستطاعت أن تشق طريقها بثقة وترتقي لمستويات عالية من النجاح والتفوق، ولاقت تشجيعاً كبيراً من قبل المشرفين على تدريسها ورفيقاتها.
وفي ختام حديثها تطرقت نورهان إلى طموحها قائلة:” طموحي في المستقبل أن أطور نفسي أكثر في موهبتي، وأن أقدم شيء له قيمة ومعنى ويكون له تأثير على المجتمع والعالم، كما وجهت نداء لكل فتاة تملك موهبة فنية التوجه إلى المركز الثقافي إذ توجد دورات مجانية، وهذه فرصة لهن حتى يطورن مواهبهن”.