سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نقص فيتامين ” D” عند الأطفال

جميعنا بحاجة إلى فيتامين (د) كباراً كنّا أم صغاراً، إذ له دور في امتصاص الكالسيوم والفوسفات والمحافظة على نسبتيهما في الدم، وتنشيط جهاز المناعة إضافة إلى مقاومته لنشاط الخلايا السرطانيّة وغيرها الكثير.
لكنّ المميّز في هذا الفيتامين عن غيره من الفيتامينات هو وجوده في الجلد، ولكنه يحتاج إلى مساعدة أشعة الشمس وبالتحديد فوق البنفسجيّة من أجل تنشيطه في الجسم، وبتوضيح أكثر فإنّ بداية تكوّن هذا الفيتامين تكون من خلال الكوليسترول عن طريق الكبد إذ يتكوّن (برو فيتامين د) ومن ثمّ يمر إلى الدورة الدمويّة، وبعد ذلك ينطلق إلى الجلد ويبقى هناك إلى أن يتم تنشيطه عند التعرض لأشعة الشمس، ويتحوّل إلى فيتامين (د). ويحتاج جسم الإنسان للتعرّض إلى أشعة الشمس بشكل يوميّ ما يقارب (2-10) دقائق، وذلك للحصول على كوليكالسيفيرول (د 3) وهو اسم آخر لـفيتامين (د).
وظائف فيتامين د:
1- نمو العظام والحفاظ على صحتها: حيث إنّه جزء من الفريق المسؤول عن صناعة العظام والحفاظ عليها في الجسم والذي يشمل فيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين ھ وهرمونات الغدة الجار درقيّة والكالسيتونين وبروتين الكولاجين والكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم والفلور، ويحافظ فيتامين د على تركيز كل من الكالسيوم والفسفور في الدم مما يسمح للعظام بامتصاصهما ومراكمتهما، ويحافظ فيتامين د على تركيزهما في الدم بتحسين امتصاصهما من الجهاز الهضمي وإعادة امتصاصهما في الكليتين, بالإضافة إلى العمل مع هرمون الغدة الجار درقيّة على سحبهما من العظام إلى الدم في حال نقصهما، ويساعد تناول الكالسيوم بكميّات كافية والحصول على كميّات كافية من فيتامين د على إبقاء هرمون الغدة الجار درقية منخفضاً والحفاظ على كثافة العظام.
2- يلعب فيتامين د أدواراً أخرى في الجسم، حيث وجدت الأبحاث العلميّة الحديثة مستقبلات له في العديد من خلايا الجسم، مثل خلايا المناعة والدماغ والجهاز العصبيّ والبنكرياس والجلد والعضلات والغضاريف والأعضاء التناسلية, وهو يلعب دوراً هامّاً في تمايز هذه الخلايا ونموها، بالإضافة إلى خلايا الثدي والقولون، مما يمنع من النمو غير الطبيعيّ فيها، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان، وتقترح الأبحاث العديد من الأدوار لفيتامين د في أنسجة لم يكن من المعتقد أنّ فيها مستقبلات تستجيب له.
3- تقترح العديد من الدراسات دوراً لفيتامين د في خفض خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد، كما أنه يقلل من الروماتيزم الناتج عن المناعة الذاتية، حيث تقترح بعض الدراسات دوراً له في تنظيم عمل جهاز المناعة الذي يسبب الخلل فيه بعض أمراض المناعة الذاتية مثل السكري من النوع الأول والتصلب اللويحيّ وأمراض الأمعاء الالتهابية.
4- وجدت بعض الدراسة علاقة عكسية بين مستوى الدم من هرمون فيتامين د (الكالستريول) ومقاومة الأنسولين، ووجدت أنّ له دوراً في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
5- يلعب فيتامين د دوراً أساسيّاً في انقباض العضلات وقوتها والتي تشمل عضلة القلب.
أسباب نقص فيتامين د:
1- ازدياد نسبة ساكني الشقق السكنيّة المغلقة، وبالتالي قلّة تعرّض هؤلاء الأشخاص لأشعة الشمس لا سيّما الأطفال والرضّع وكبار السن, ومن هنا فإنّ الاعتماد على الغذاء وحده لا يؤمّن حاجة الجسم من هذا الفيتامين إذا لم يصاحبه التعرّض لأشعة الشمس لوقت كافٍ.
2- استعمال النظارات الشمسيّة بشكل كبير عند التعرّض لأشعة الشمس يزيد من احتمال حدوث نقص فيتامين (د) لديهم.
3- ازدياد احتمالية نقص الفيتامين (د) لدى مرضى الكبد والكلى تكون أكبر من غيرهم, ازدياد احتمالية نقص هذا الفيتامين لمن يتناولون أدوية خاصة بالصرع تكون أكبر من غيرهم.
4- سوء امتصاص فيتامين (د) يكون أكبر إذا ما كان هناك أمراض في الأمعاء الدقيقة, نقص هذا الفيتامين لدى ذوي البشرة السمراء الداكنة يكون أكبر من ذوي البشرة البيضاء، وذلك حسب دراسات عديدة أُجرِيَت حول هذا الموضوع.
أعراض نقص فيتامين د:
هناك أعراض عديدة تدلّ على وجود نقص في فيتامين (د) عند الأطفال ومنها:
1- قد يحدث عند الأطفال تشنّج عضليّ في إشارة إلى نقص بهذا الفيتامين.
2- يُحتمل حدوث تقوّس للساقين عند الأطفال من عمر سنة إلى أربع سنوات.
3- يُحتمل تأخّر الزحف أو المشي لدى الطفل المصاب بنقص الفيتامين.
4- يكون اليافوخ لدى الرضّع كبيراً وتصبح جمجمته طرية.
5- قد يحدث في حوض الطفل ضيق أو تَسَطُّح مستقبلاً.
6- قد ينتج كسور إذا ما تعرّض الطفل إلى رضوض بسيطة.
7- تكون قابلية حصول هشاشة عظام كبيرة لمن يعانون من نقص الفيتامين.